الكاتب : سقراط |
01:28 pm 16/04/2023
| رأي
| 1227
تلقيت هذه الرسالة من احد القراء هذا نصها:
الاستاذ عثمان علام -رئيس التحرير المحترم.
تحيةطيبة وبعد ،،
يبدو ان زمن الفتنة الكبرى قد أقترب .
فلغو الحديث وفلسفة الأمور والمعاني باتت تنتشر كالبضاعة على كل لون وصنف .
فما عليك الا ان تنزل الى اي شاشه حاسب او تليفون كنزولك للتسوق لتدخل موقعا او مواقع وتبحث عما شئت مما يدور بداخلك وحولك .
فأذا كنت من هواة الجنس المرئي لقلة ذات اليد !! فمتوافر ولاتبالي بالثمن فهو بخس . واذاكان لك في الفضائح فهي علي الأرصفه واذا كان لك فى السياسة فحدث ولا حرج.
الجميع يتكلمون ويزيدون ولا تعرف الغث من السمين . الكل يتكلم بعلم او بدونه. وقد يسأل سائل ولماذا تروج تلك البضاعة وتشترى ؟
الأجابه واضحة ولا تحتاج لدليل .اكثر من تسعة وتسعون في المائة ممن يتصفحون تلك المواقع لا يقرأون وليس عندهم اي خلفية عن الموضوع الذي يتمتعون بمشاهدته. فيكون كألارض العطشى التي تستقبل اي نوع من المياه حتى لو كانت قذره.
وتكمن الخطورة فعلياً أن هناك جهات خفيه تمول بعض المواقع لنشر توجه او سياسة معينه ترغب في اطلاقها كطلق السهم في الصدر . وكلما زادت احترافيه تلك الجهات وزاد انفاقها ترى عملية التوجيه وقد زادت في تخفيها ودقتها وبالتالي تأثيرها .
وتأتي عملية خلخله ثوابت الدين على
رأس تلك التوجهات. فالدين هو العقيدة التي تربط المجتمع وتحركه فأذا اصبتها فأنك تصيب المجتمع بالتفسخ والتشرذم ولن تبذل اي جهد في ان تدمره بلا حرب او سلاح.
هذه هي الحرب الجديدة في ابسط معانيها بلا فلسفة ولا تعقيد .
وتعد ادوات هذه الحرب سراً منيعا لهذه الجهات يصعب اختراقه .لأنك لو ادركت رأس حربته لتفاديته واصبحت كرتاً محروقا كما نقول .
وبما انني فيلسوف الغبرة كما تعرف فقد وقع نقاش بيني وبينك منذ ايام في هذا الموضوع وتطرق الحديث الى الكاتب ابراهيم عيسي !! وقلت لي انك من تلاميذه وانه صحفي وكاتب ذو شأن وله احترافية مشهود له.
وتتذكر أنني قلت لك ان ذلك لا يعنيني وانا عند ايماني بأن هذا الكاتب مدفوع لتنفيذ ونشر توجه معين بين الناس .
فأشحت بوجهك عني وقلت : هذا شأنك فالشك يملئ عقلك ووجدانك ايها العجوز اللئيم .
فقلت لك سأكتب للناس لتكن حكما بيني وبينك فقلت لي : افعل ماشئت .
وها انا افعل ولعل ذلك يظهر على الناس لنرى الرأي فيما اختلفنا فيه.
إبراهيم عيسي لم يكن كاتباً ذو شأن فلم نكن نسمع عنه او نقرأ له مايستحق الأهتمام . ولربما كوني من عامة الناس فلم اكن ادري عنه شيئا وقد يكون ذا سمعه او تميز ما في محيط عمله او من هم في دائرته الضيقة.
وما اتذكره جيدا لهذا الرجل عندما رأيته ربما للمره الأولي عندما اجري مقابلة مع المشير السيسي مع مذيعه لامعه اخرى إبان الحملة الانتخابية له قبل ولايته حكم مصر .
وانبري عيسي ببعض الاسئلة العامة ولكن الظهور والشهرة يكمن دائماً فيما هو غريب او مستفز او مستهجن واستغل هذا الكاتب ذلك المنطق وسأل المشير سؤلاً مستفزاً نقلا عما يشيعه الاخوان في هذه المرحلة وكان السؤال ( هل هو حكم عسكر؟ ) .
فزجره المشير بحده غير معروفه عنه اسكتته . وكان الرد حاسما قاطعا في وجه هذا الكاتب : بأن الجميع ابناء لهذا البلد بدون تفرقة او تمييز وأنه لن يسمح له بترويج هذا المنطق المشبوه.
ومنذ ذلك التاريخ وإبراهيم عيسى استهواه حب الظهور والشهرة ذلك الذي يلح عليه مستغلا موجة التأييد لثورة يونيو والهجوم الضاري على جماعة الاخوان وفكرها وتوجهها وتبنيه إعاده الأسلوب الوسطي المعتدل للخطاب الديني للناس بعد ما افسدته فترة حكم هذه الجماعة وخلطها الدين بمشاكل ودهاليز السياسة.
واعتقد ان هذا الكاتب قد ادمن الشهرة على وسائل الأعلام بما اكتسب بعض الظهور بعد حديث المشير فكانت له طوق يسبح به في بحر الشهرة وما فيه من ثراء ووجاهه.
واستغل هذا من يوجه هذا الرجل من جهات اخري .فالجميع يعلم بأنه كان
يعمل لقناة الحرة ذات الجنسية الاجنبية والموجهه الى العالم العربي من البحر لنشر وعياً وافكاراً معينه بين شعوب الشرق الأسلامي .
وكانت الأستراتيجيه المرسومه له واضحة وعي: إعاده مناقشة ثوابت الدين الأسلامي تحديدا في صوره يبدو في ظاهرها اسئله وتحليلات فلسفيه لا قرار لها . وفي اطار عام من فكر خبيث لأعادة صياغة الشخصية المصرية المسلمة تحديدا.
اتجه الرجل في هذا الأتجاه بسرعه غريبه وهو يدرك تماما ان هذا سيتفز جموع المسلمين البسطاء وذلك لا يعنيه على اي حال فكل مايهمه هو تحقيق ما كلف به اولا ومن ثم تأتي الشهرة ونهر الأموال المتدفق في حساباته ثانياً.
ناقش الرجل مواضيع في غاية الحساسية وهو يرتدي زي المثقف الفيلسوف ويحاول ان يبدو في حديثه ومناقشاته مهنيا ذو حجه ويسوق بعض الادله وبعض الاسانيد من الكتب والمراجع والسنن المهجوره ولا اعتقد على اي حال انه قرأها او تمعن فيها ولكن تم اعدادها له علي عجل حسب ماسيقوم بتقديمه ومحاولة تمريره .
حاول تمرير بأن السنة تراث وان التعاليم الاسلامية من عهد النبوة وما بعدها ثقافة .وهو تعريف يساق بخبث شديد في اذن من يسمع و يتلقي .
فهذه وتلك ليست ابداً بالتراث او الثقافة ولكنها تعاليم سماويه مثلت دينا اعتنقه الملايين من البشر ومازال نبض نبيه ورسوله ظاهرا في افئدة كل من اتبعوه وصدقو رسالته. وهناك علوم ومراجع تدرس في تاريخ هذا الدين وكتابه وسنة نبيه يقوم عليها ذوي العلم المتخصصين وليسو من ارباب الأعلام والمواقع الاليكترونيه. وليس بتلك السهولة والتسطيح الذي ساقه هذا الكاتب ليضرب في اساسيات هذا الدين.
يهاجم الكاتب بضراوة كل مظاهر التدين بصفة عامة ويتهم السلفيه بأنها السبب في الأزمه الأقتصادية لحثها للناس على التزايد والتناسل مما عقد الامور وساءت الأحوال الأقتصادية بالبلاد .
لن ترى مثل هذا التسطيح للمشكله ومحاولة ربطها بالدين سوي من هذا الكاتب . اسباب كافة مشاكل الدنيا كثيرة ومتعددة ولم نجد ان الدين كان يمثل عنصرا منها . فمشكلة السكان تحديدا عناصرها مركبة وشديدة التعقيد تدخل فيها الكثير من العوامل والثقافة .
واود ان اوجه نظره الي شئ هام كم عدد السلفيه في في مصر ؟ واكاد اجزم ان اكثر من نصف شعب مصر لا يعرف ماهي السلفية كطريقه او مذهب ولا يعرفون سوى التدين الوسطي السني الذي تعلموه وقام عليه الأزهر وعلماؤه منذ اكثر من الف سنه من عمر هذه المؤسسة الاسلامية العريقة.
يشتط الرجل ليصل الي مراحل ابعد فيجد في رفع اذان الفجر تدميرا للسياحة وخرابا للأقتصاد لأنها تقلق السياح فلا يأتوا الى مصر ؟! .
نفس السطحية ونفس السذاجه في التعامل مع المشاكل الأقتصاديه الكبيرة . فأذا كان الاذان هو سبب المشكلة لهانت الأمور وتبدلت الأحوال فياله من سخف .
ويشتد غيظ الرجل عندما لا يجد تفاعلا مع افكاره وتهيأته فيذهب للتشكيك في حادث الأسراء والمعراج عله يفجر الأحداث ويدخل مع متسابقي الجري وراء الترند الاليكتروني السخيف ليثبت وجوده علي الساحه .
ويحاول جاهدا فلسفة الحدث بحديث واهن سمج لم يجد له الأسانيد ولا ادلة تؤيد نظريته واسئلته .وهنا لا تعرف على وجه التحديد ماذا يريد ؟ هل يريد تكذيب الحدث ؟ لا لم يفعل ولم يكذبه وإلا كان طاعن في صحة كتاب الله وهذا يعرضه للمساءلة القانونية وقضايا لا حصر لها.
هل يريد تحقيق المنطق العلماني في تلكم الرحلة الارض والسماوية ؟ لا لم يستطع أن يفعل ولم تسعفه معلوماته الدينية ولم تجدي فلسفه الأمور معها نفعاً.
عندها تصل الى نتيجة صادمه اذاً لماذا يتكلم في هذه الثوابت وما الهدف منها ؟
لا تجد إجابة . تجد كلاما مبعثرا لا رابط له . وتصل الي نتيجه واحده تخرج بها من كل احاديثه بأنها اصبحت غير ذا تأثير ويقوم مشاهدي الشاشة الصغيرة بتحويل القناة اذا رأته فيها بكل بساطة .
لم يكن هذا الرجل مثلاً في مستوى النقد الثقافي والكتابة الجادة والرأي المتزن ذو السند للدكتور زكي نجيب محمود عندما ناقش ثقافة الحجاب التي غزت مجتمعنا فجأه بعد انتشار الفكر الأصولي اعقاب حرب افغانستان . هوجم الاديب الكبير ولكن لم ينعته احداً بأنه يتطاول على ثوابت الدين او انه يجاهر بمعصيه فهذا رأيه و ساق له الحجج والاسانيد .
ولعلك تلاحظ ان عيسى يدعي العلمانية الباحث المحلل للمراجع والكتب القديمة ولا يتحدث اليك كواعظ او رجل دين مثقف يحاول عرض الافكار الصحيحة وتصحيح الخطاب الديني للناس بل يتحدث كشخصية علمانية تناقش الموضوع بطريقة مجردة عن الدين ومفاهيمه .
اذاً فليكن له هذا لكن يبقي سؤال مهم : لماذا مناقشة الدين الأسلامي تحديدا ؟ ولماذا لا تناقش ثوابت العقيدة المسيحية او اليهودية على اني لست من هواة مناظرات المقارنه بين الأديان فأنا اؤمن ان هدفها الأخير واحد وان اختلفت الطرق المؤديه اليه. ولكلاً دينه وعقيدته بلا إكراه ولا مراء.
فهناك في العقيدة المسيحية العديد من الثوابت التي يمكن مناقشتها وتعريفها للناس فعقيدة الافخرستايه مثلاً هي الايمان المتأصل في العقيدة المسيحية ولا يعرفه الكثيرون من الأديان الأخري ولا يفهمونه وهي التي تقوم علي الدم والماء الذي تفجر من جانب المسيح بعد صلبه فكان الدم فداء للناس والمياه هي معموديه الشعب . هذا الموضوع يمكن ان يأخذ صفحات وصفحات لفهمه لتعرف عن قرب روح العقيدة المسيحية المتأصلة في نفوس ملايين البشر ولا يفهمها اغلب المسلمين .
لماذا لم يعرض هذا الكاتب علينا هذه الافكار لنعرفها ونناقشها لنفهمها مثلما يفعل في كل تفاصيل ديننا ؟ ونرى رأيه فيها كشخصية علمانية قائمة على البحث والدراسة ؟ .
لماذا لا يناقش العهد القديم والتلمود في اليهودية ولماذا حارب يعقوب ربه وكيف حدث ذلك وكيف عبدو العجل ؟ وماهو (المذهب الهريدي) الذي يتبعه اليهود الشرقيين وتراهم يهتزون وهم يقرأون التوارة ؟ نحن نريد ايضا ان نعرف ونفهم عن تلك الاديان لتخفت حدة الأختلاف وندرك طبيعة ايمان من يختلفوا معنا في الدين .
ابدا لم يقم الرجل بأي من هذا فهو لا يستطيع لأنه أولاً لا يقرأ في ذلك وثانياً انه لم يطلب منه ان يفعل ويظل بأصرار غريب على ادخال تفاصيل الدين الأسلامي فقط كمسببات لكل المشاكل التي تواجههنا والواجبة النقاش والتحليل من وجهة نظره .
فألارهاب ولا بد اسلامي والتطرف صناعة اسلامية فقط دونا عن بقية الاديان على الرغم من وجوده في كافه الطوائف والشعوب وجاءت السلفيه بالمشكلة السكانية ورفع الأذان بات سببا في انهيار السياحه . ناهيك عن تلذذه بمناقشة الأحداث السياسيه في التاريخ الأسلامي وأبراز حوادث الاغتيالات في كتاب هائل الحجم تحت عنوان ( رحلة الدم ..القتلة الاوائل) .وكأن هذه الأحداث تفرد بها المسلمون عبر تاريخ البشرية .وكأن إغتيال كنيدي كان بسبب الأسلام وأغتيال ولي عهد النمسا وما تبعه من نشوب الحرب العالمية الثانية كان الأسلام أحد اسبابه؟ سخف وسطحية متناهية.
هذه مجرد امثلة لما يقوم عليه فكر هذا الرجل وفكره والاهم من ذلك كله هدفه الغير منظور . والحديث يطول صفحات وصفحات ولا مجال له هنا في تلك المساحة المحدوده، ولن ادخل في محاوره معه بألاستشهاد بألايات والأحاديث فهذا يليق بمواضيع التعبير المدرسي ولكن القلم بالقلم والحجة بالحجة والفكر بالفكر .
وحجتي معه واضحه ولا جدال فيها ولا نقاش وأقول له: أن كنت حقاً من المؤمنين المتشدقين بصداع حقوق الأنسان كما تدعي و بفكرك العلماني الصريح فلك ان تعرف ان ابسط تلك الحقوق و التي عليك ان تحترمها هي ان (تتركنا في حالنا ) ! لا نريد منك شرحاً او نصحا نحن كما نحن سنحيا ونموت علي ثوابتنا حتى وإن كانت لا تروق لك . وهذا حقاً من حقوقنا التي لا تحتمل جدالاً ولا نقاشاً . وخاب أمر امة اتبعت هواجسك الفلسفية وجعلت فكرها معلق بأفكار من هو علي شاكلتك .
فاذا كان لنا ياهذا فى الجنة نصيب فلن نري وجهك وكفى . وان كنا من اهل النار فلن نحاسبك او نمسك بتلابيبك وسيكون لكل منا يومئذ شأنا يغنيه .
وهذا هو وجهة نظري ورسالتي لرئيس التحرير ، ولك حق الرد .
ولن ازيد ...صديقك سقراط
انتهت الرسالة التي تسلمتها ...
اترك الحكم للناس ورأيهم في تلك الرسالة.
عثمان .
وكل عام وانتم بخير ورمضان كريم
#سقراط #حكاوي_علام