للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

فوانيس علام…جابكو ..بين الناس والزمن

فوانيس علام…جابكو ..بين الناس والزمن

الكاتب : سقراط |

01:24 pm 03/04/2023

| رأي

| 3985


أقرأ أيضا: Test

فوانيس علام…جابكو ..بين الناس والزمن 

 

حلقات يكتبها: سقراط (10)

قلما تجد إسم ارتبط بوجدان الناس في مجتمعنا البترولي وخارجه مثلما ارتبط اسم شركة جابكو بهم . 

 

ذلك المبني العتيق الذي مازال يقف كقلعة عظيمه على اطراف صحراء المعادي في وقت كانت هذه نهاية العمران في تلك المنطقه الجميله . 

كان موقعها محطه للعابرين واسم مميز حتي لعامة الناس الذين يستخدمون المواصلات العامة في تلك الايام . 

 

كانت تضئ ليلا بأكملها فقد كان الناس بها يعملون ليلا ونهارا علي السواء فأجه الحفر والتنقيب تهدر علي مدار الساعة وبلا توقف في عصور الاستكشاف والانتاج الذهبية لخليج السويس  . 

 

كانت تمثل شئ ما في وجدان المراهقين الذين يتوقون للألتحاق بها .بعضهم كان يذهب للألتفاف حولها خلال ايام دراسته عسى الايام ان تجود عليه ويلتحق بها . 

 

كان موقعها في صحراء المعادي  يجعلها مأمنا لكل عابر في ذلك الوادي . كان يأنس بالاقتراب منها ويشعر بألاطمئنان وهو يرى الانوار الساطعة وابراج استقبال اشاره الراديو واللاسلكي . يرى افرادا من الأمن ذوي مظهر انيق وزيا رسميا  يقفون بمنتهي اليقظة حول محيطها . فيطمئن كل من حولها ويلجأ الي محيطها ليشعر بألاطمئنان والابتعاد عن أي خطر قد يحدق به . 

 

كل من عمل بجابكو كان عنده شعور خفي بالتألق والتميز . تجده عندما يحضر اجتماعاً او ندوه او احتفالا يذكر اسمه سريعا لينطق بعده ( جابكو) . فهذا يعطي لأسمه رونقا ولمعانا وثقه  . 

 

وحتي من تركها وذهب للعمل في الخارج بحثا عن المال او للعمل بشركة اخري فيقول اسمه متبوعا بكلمة ( اكس جابكو) ومعناها جابكو سابقاً ولا يذكر موقعه الذي يعمل به . فأسم جابكو له رنين خاص وعلامة مميزة كالماركات العالمية الاصليه  التي لا تندثر ابدا. 

 

كانت جابكو تمثل( اما ) والام مدرسة . فيها كل ما تتوقع فيها من علوم وفنون وعلاقات انسانيه . كانت (اما ) لكافة اشقاؤها من الشركات الاخري المجاورة في مناطق الانتاج المختلفه. 
فكانت علوم البحث والاستكشاف لها نظريات خالصه بأسم جابكو ومازالت باقيه حتي الأن . 

 

أما علوم الانتاج فحدث ولا حرج فهي اكاديمية متكاملة في هذا الفرع . فلك ان تتخيل اجيال من العظماء ابدعت وافنت عمرها من اجل اسم جابكو  علماً وعملا . وزادها الله قوة بالشركات العالمية التي كانت شريكاً فيها فكانوا  من اعتي الشركات العالمية البترولية التي لا يشق لها غبار  . 

 

تعلم ابناؤنا فيها من نظم المدارس الامريكية والانجليزية ثقافة العمل الجاد واهميه حفظ  المعلومات  وترتيب الافكار والتعامل مع الزملاء بعضهم البعض حتي العلاقات الادارية وشئون الموظفين كان لها نظام خاص بهم . لذلك عند دخولك هذا المبني العريق قد لا يلتفت اليك احد . الجميع خلية نحل لا تهدأ وتجد مجموعات تلو مجموعات في مناقشات وبتركيز لا تجده الا في جابكو . فمنها من ينتظر تسجيلات كهربية عبر الفاكس او الراديو من جهاز حفر ليعرف نتيجة الجهد والسهر ويبدو عليه كمن ينتظر وليد له . 

والاخرى تقف علي اصلاح بئر او آبار وتعلو المناقشات ككنسلتو اطباء قبل الدخول لغرفة العمليات ليكون الطاقم جاهزا لإعادة تدفقها بسرعه فلا وقت ولا استهانه ببرميل واحد من الزيت . 

 

ومجموعة اخري تقف عند مناقشات  لمشروع او مشاريع يجري العمل فيها ليخدم كافة تلك الانشطة ويتم استيعاب كل ما هو جديد من انتاج. 

 

حتي عامل البوفية لا يعيرك اهتماما فهو بزيه النظيف يسرع في تلبية طلب هؤلاء المحاربين . وعندما يجئ نهاية يوم العمل تجد خروج العاملين أيه في التنظيم.وتجد سيارات النقل الجماعي طراز مرسيدس العريقه تقف صفوفا في الأنتظار وهي تزأر استعدادا للأقلاع . الجميع يتحرك في وقت واحد في موكب عظيم السيارة تلو الاخري ولا تدرك أخره  في اول وهله وفي شكل تنظيمي رائع ومحترف . ليفسحو  مجالا لسيارات اخري تنقل  العاملين بالهيئة بالمبني المجاور لهم .كل شئ كان رائعا ومنظما ودقيق كالساعات الثمينه.

 

واذا ركبت السيارة او الطائرة لتحط في مطارها بمناطق الانتاج فأنك تتوه وسط الزحام وكنت تجد الطائرات المروحية تقف متراصه مثل موقف التاكسي فمنها ماهو منطلق إلى ارصفة المرجان العظيم والاخرى الى ارص يوليو وتلك الي مواقع رمضان او اكتوبر . مجموعات تلو مجموعات تشبه فرق الصاعقة تتجه نحو هذه الطائرات بزيها الاصفر المميز وتحمل في ايديها وعلي ظهورها معدات وادوات كأنها اسلحة فتاكه . 

 

كانت حقول بترول عظيمه بأسمها وبعطائها وثرائها ومازالت عند عهدها ولم تتخلف يوماً عن التدفق .كان العمل فيها مدرسة للعاملين فأعطتهم الخير والخبره وعلمتهم الكثير عن اسرار مناطق خليج السويس . تلك المناطق التي مازالت تحوي الكثير من الاسرار . 

 

 عندما تحط زائرا هناك تتوه في الزحام وتسأل عن مكتب القيادة لتعرف كيف تتصرف فلا تستطيع حتي الدخول لها .فأصوات أجهزة الراديو تصرخ في كل مكان والاتصالات  التليفونيه مع القاهرة لا تنقطع والتعليمات لمجموعات الانتاج والصيانة تتوالي كسيل منهمر . 

عندها تشعر انك فقدت البوصله  والاتجاهات فلا احد عنده الوقت ليتحدث معك او حتي ان يجيبك الى طلبك ويجب عليك الانتظار حتي موعد الغداء عسي ان تستطيع لذلك سبيلا. 

 

كانت جابكو( اماً ) بمعنى الكلمة الاف الزيجات بين الزملاء كانت في احضان الأم ( جابكو) وانجبو الابناء والاحفاد في كنف وخير تلك الام البارة . اذا اردت ان تعرف طريقا للتكافل بين الزملاء لمساعدة بعضهم بالبعض بالجمعيات وما الي ذلك فلك في جابكو الدليل والطريقة المثلى . واذا اردت شراء عقار او ارض وما الي ذلك فالجميع هناك سيدلك علي انسب واأمن الطرق لذلك فالخبرات متراكمه والمساعدة تخرج نقية صافية من نفوس نقية ايضا . هل تريد معرفه السبب ؟ 

سأقول لك ...الجميع فيها يقدر قيمة القرش ويعلم انه جاء بالكد والتعب وسهر الليالي ولذلك فهم اشد الحرص في الحفاظ عليه و استثماره والاستفادة منه بالطريقة المثلى الصحيحة ولا يضنو بالمساعدة لكل من يطلبها . 

 

انتشر ابناء جابكو في كافة مناحي البلاد بعد ان جادت الأم بهم لمساعدة وقيادة الاشقاء الاصغر  ولكن تجدهم في كل زمان وعلى كافه  مستوياتهم يهرع الي مقر شركته كمن يهرع الى (امه)  زائرا عند اي مناسبه او حتي بدونها فهو لا يطيق بعاد الام ابدا . وفي كل مناسبة يذكرها ويفتخر بما تعلمه فيها . 

لم تذبل جابكو ولم يخفت لها نور  ابدا عبر الأيام وان باتت عجوزا ولكنها جميلة حاضره لا يعدو العمر فيها سوي رقم . 

 

اما هي فقلبها ينبض بالشباب و عظماؤها السابقين وابناؤها عبر الازمنة كانو لها كترياق الشباب السحري .فما زال تحقيق الاكتشافات الكبيرة في ذلك الخليج الخالد هو هوايتها المفضلة وعشقها الذي لا يخفت مع الأيام وننتظر مفاجاءت منها قريباً . 

سلام علي من اعطي لتلك الشركة من العظماء الاوائل فخلدته الناس والايام . 
( عابدين ، البنبي ، قناوي ، ..  وغيرهم ) 

 

تحيه لكل ابناؤها ونقول لهم انها امانه في اعناقكم ودرة التاج فلا وجود للمجتمع البترولي بدون جابكو . 

حافظو عليها واخفضو لها جناح الذل من الرحمة فهي كالام اعطتكم ولم تبخل . 

اجعلوها كما كانت مناره ترشد كل حائر وتفيض بعلمها وخبرتها على الجميع واهتمو بأحفادها الصغار وعلموهم اخلاق جابكو النبيله . علموهم شرف الانتماء لها . 

علموهم بأنه يجب عليه ان يتعلم ويحترم قياداته ويمتص رحيق خبرتهم وحياتهم فتلك هي الاخلاقيات والقيم التي قام عليها هذا الصرح الخالد . 

 

وتحية لهذا القطاع الشريف الذي جاد لنا بمثل هذه النماذج من الشركات العريقه ظلت صامده كالهرم تمثل علامة عبر الناس والزمن . 

ولكم  منا كل حب وتقدير ودمتم جميعا .وكل عام وانتم بخير .. 

#سقراط #حكاوي_علام

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟