للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

فوانيس علام…علاء البطل ..هل يظل بطلا للنهاية؟

فوانيس علام…علاء البطل ..هل يظل بطلا للنهاية؟

01:29 pm 31/03/2023

| رأي

| 4783


أقرأ أيضا: Test

فوانيس علام…علاء البطل ..هل يظل بطلا للنهاية؟ 

 

حلقات يكتبها: سقراط (8)

قفز الي ذهني صورة جماعة الكشافه المدرسية وانا اتأهب لمخاطبة  الجيولوجي علاء البطل . 

تلك الفرق الجميلة التي كانت تجوب في محيط مدينتها او قريتها .كانت الدنيا كبيرة جدا في هذه الايام  والحركة لعدة كيلو مترات بعيدا عن العمران هو نوع من المغامره وكشف المجهول .فلم يكن لديهم الخرائط الاليكترونية ولا صور الاقمار الصناعية ولا برامج تحديد موقعك الجغرافي في أي لحظه من خلال هاتفك تلك  جميعها التي جعلت الدنيا كلها كقريه صغيره في متناول يدك. 

تميزت هذه الجماعات بأخلاقيات جميلة ونقيه . تراهم يساعدون الناس بشهامه ويتعاملون مع بعضهم البعض بالحب والايثار كل للأخر . علمهم حب المغامره ان يحافظو علي بعضهم البعض بالسهر علي امنهم  والتضحيه ان لزم الامر . 

كان لهم زيهم المميز ليتعارفو اذا اختلفو في الفرق . فبينهم قانون غير مكتوب ودستور اخلاقي يحكم قواعد تعاملهم بعضهم مع بعض في رحلاتهم واغترابهم هنا وهناك. 

ذكرني هؤلاء الفتيه به. فتشعر بأن الرجل هو سليل تلك المجموعات النقية والتي مازال لها رحيق اخلاقيات  الماضي في وجدان كل من عاصر ذلك الزمان الجميل .فشخصية المستكشف الهادئ تغلب عليه لا يتصنع تصرفا ولا يدعي بطولة مهموما بمسئوليته علي امتداد عمره وتراه دائما يتحرك في خط مستقيم لا يحيد عنه. 

وهنا يظهر المعدن الحقيقي لتلك الشخصية وقوتها ! فالحركة علي خطوط مستقيمه غالبا ما تتقاطع مع خطوط اخري والتقاطع يولد الاختلاف والتناحر ومن ثم المعارك . وان اثرت السلامة فلك في الخطوط الملتوية الملجأ والملاذ ولكنها ابدا لم تكن هي الحل او المنجيه من الشدائد والمحن .كيف تعامل البطل مع الخطوط المستقيمة بدون تقاطع او معارك .. هذه هي الحكايه . 

يبدو الاسم رنانا  ف"البطل" عائلات عريقه بطول مصر منها المسلم والمسيحي علي السواء. فكوامن الشخصية وملكاتها تنبع من الاصل الطيب بلا جدال . ولكن هل لهذه الشخصيه تحديدا نصيب من اسمها  فجعلته بطلا لا يخشي السير المستقيم بل ويصر عليه كمنهاج حياة ؟ 

الاسم في حد ذاته صفة جميلة ومثيره لتطلع الكافه .فمن منا لا يتوسم في نفسه بطوله من اي نوع ! الام تحتج ببطولتها في تدبير منزلها واطفالها والاب يرفع جهده وشقاؤه الي عنان البطولة في تلك الايام الصعبة . 

هل اكتسب البطل ذاته وشخصيته من اسمه؟ اذا دعونا نري من هو ذلك البطل الحقيقي اولا الذي تقدره الناس وتجله ؟ 

لم يكن البطل الحقيقي يوما ما  مصارعاً او ذا سطوة يحظاها بماله او عياله . وانما البطل الحقيقي من يعطي الامور قدرها ويأخذ علي يد المحتاج ويتلطف مع المحيطين وهو في مكان القوه والقدره. 

آمنت العرب قديماً بتلك الاخلاق ونحن من سلالتهم وكانو يخافون ان يعيرو بنقيصه في تعامل او حتي في حرب . ولهم في ذلك قولا ..فمالم تبلغه بالشدة فأبلغه باللين . 

الاخلاق ياسادة لا تباع ولا تشتري وان كانت كذلك فمرحى بها ولنكن كلنا ابطال مأثورين .ولكن هيهات..فما الدنيا كذلك ولا الناس. 

بطلنا كان ميراث نفسه فقد شب على ذلك وحياة التجول واستكشاف الصحارى والاصقاع اكسبته حكمة حتي علي صغر سنه وشب علي التأمل والتفكر في مايعترضه من مشاكل . 

وتجده متأهبا دائماً لكل جديد او طارئ فهذه هي حياته . وعندما يصل لمنتهي علمه بمكان او معلومه تجده ينتقل الي مكان اخر وهكذا..فتلك حياته .لا يرنو الى صخب ولا يرجو زعامة . 

لذلك تجده ملاذا وصديقاً لعامة الناس تهب اليه وتطلب منه وهو لا يرد طلبا ولا يبخل بأبتسامه .اذا فقد اكتسب قلوب الناس قبل ان ينال احترامها  . 

ولعلك تجد بعض المتنطعين والذين دأبو علي تسخيف اي سمو اخلاقي او تميز ما طالما هم ليسو طرفا فيه ولا يقدرون عليه ولا يملكون سوي الصوت المرتفع والسخريه والتهكم يتقولون بأن زمن الابطال قد ولي ونحن في زمن له احتياجات اخري . فالدنيا اصبحت صغيرة والعلاقات باتت معقده والمصالح متضاربة وما الى ذلك من شتات !! 

اذاً فليكن هذا !! ولكن دعونا نتسأل ايضاً ماذا فعلتم انتم بنظمكم المتطوره؟ وماذا قدم لنا المكر والدهاء؟ وماذا اضاف لنا التلاعب والخديعة وماذا اودت اليه النميمه ولغو الحديث ؟ هل حققوا لنا الجنه الموعودة ؟ هل اختفي الفقر والجهل ؟ هل تخلصنا من ازماتنا ومعاناتنا ؟ والاجابة واضحة للكافة  .. 

اذا فأنتم الازمة الحقيقيه وليسو الابطال باخلاقياتهم النبيلة و عفويتهم وهدوئهم . 
انتم جماعة المستهزئين من كل شئ ولأي شئ من اوردتمونا لمهالك ولولا ان الرحمن يرأف بنا لوقعت الواقعه. 

هل تتذكرون الزعيم غاندي وهو يهز عرش التاج البريطاني في احد اكبر واهم مستعمراته حول العالم ..لقد كان بطلاً شبه عار يتجول بين الناس بالكلمة . لم يستهزئ به احد واصبح مبجلاً حتي يومنا هذا . هذا الرجل كان حكيماً محباً لوطنه بدون ايه دوافع او مصالح . لم يكن مساهما في بورصه ولم يكن له دولاب عمل ملئ بالاوراق  ولم يدخل دهاليز السياسة وطرقها الملتوية وابتساماتها الصفراء ولم يكن يعلم عن الأمبراطورية سوي انها جهه احتلال يجب عليها ان تترك البلاد لأهلها. لم يذكر ان شخصا في هذه الارض قد نعت غاندي بأنه حالم او خيالي وهو يحارب اقوي بطش عرفه العالم حافي القدمين لم يرفع السلاح  قط ..وانتصر ...

هؤلاء هم الابطال الحقيقيون في عالمنا . 

واذا كان المستكشفين الاوائل هم من رسمو خريطة العالم واسسو لعلوم الكشف والاستكشاف بجهدهم ونقاء افكارهم وكذلك بجرأتهم المحسوبه . فلم يكتشف اي منهم قارات العالم وهو يسبح !! وانما اعد العدة ولملم مايمكن من مؤنه واستعان بالبوصلات العتيقه ومناظير ثم ابحر  . 

هكذا هي حياة المستكشفين ومن ينتمون لهذا المنهج وعلومه في كل زمان لم تتغير ..عمل منظم واعداد ودراسة ثم إبحار . 

ويخطئ من يتصور بأن هذا النمط خاص بألاستكشاف او المستكشفين دون غيرهم . ابدا لم يكن ذاك حكرا عليهم بل وضعوه كأحد انظمه العمل والحياة للجميع وما عليك الا ان تتحلي بنظمهم وتنظيمهم الفائق   ودراسة عمل الاوائل فيمن سبقوك في هذه الدنيا . بعدها عليك ان تفكر وتتدبر وتضع لمساتك وتعد العدة و سيأتي وقت الوصول للحقيقة وتحقيق الهدف لا محاله . هذا هو الاستكشاف كصناعة وكمنهاج عمل للأخرين . 

الحقائق دائما لا تخفيها سحب وتظل واقعا غير قابل للتغيير او التبديل وهكذا هي الدنيا ومنطقها الذي لا يتغير  . 

فنلجأ للأبطال احفاد الاباء  المستكشفين بأسلوبهم المنظم وتفكيرهم الهادئ وسلاسه فكرهم وشغفهم لكل جديد ليقيمونا من عثرتنا ويأخذو بأيدينا كعادتهم منذ عصور فرق الكشافه الجميل . 

ليزيحو عنا غبار ازمنة سيطر عليها عنوة مدعي العلم والخبرة وعاشقي اللغو والنميمه . فذهبو بنا الي غياهب من ظلمات الفوضي والتراخي وقد اوهمونا ان الصمت حكمه وان الخنوع منجاه من كل سوء . فلم يك ذلك سوي جهلا مطبقا وحرصا علي دنيا ضيقه وما فيها ولم يلحقو سوي سرابا ولم نسمع الا صريرا بلا طحين. 

لن يبقي إلا الصحيح الذي تتفق عليه الناس وتقبله بينها وتبقي سيرته عبر الايام. 

هذا هو نهج "البطل" والبطولة الحقيقيه في الحياة واراها واضحه جليه في هذا الأنسان الهادئ ذو الحركة المستقيمة . 

لم يعبأ الرجل بأي هجوم ولم يعطه بالا . تري عمله كعمل ادق المخلوقات تعمل في صمت ويكون الحرير نتاجها . في وقت لم نجد ممن تضخم وافتخر ما يقدمه سوي ادعاء العلم والخبره وحكمه كاذبه والنتيجه واضحه . 

فهذا الرجل بل قل "البطل" من  اصحاب الفكر المرتب الهادئ وتعلم من نهج المستكشفين الاوائل بنفوسهم النقيه واسلوبهم المنظم  فكان ذلك له عونا ليعيد ترتيب وتنظيم البيت وإعادة الود بين الناس والطمأنينه لهم بعد سنوات من الهلع   والغطرسه . ويعود الشغف مره اخري  بكشف كل ماهو جديد فهذا هو البحث عن الرزق والسعي عليه ليكون للناس كافه . ولايأتي الرزق الا لكل من اعتمد علي الله وعلمه وقام بالتخطيط الصحيح وانحازت له جماعه الناس تصلب من عوده وتشد من ازره . لتكون عند اعتاب تباشير فجر جديد . 

ويخطئ من يظن ان الاختيار يخضع لرغبه البشر المنفرده  .ابدا فدوافع المسئوليه وحقائق الامور وقوانين الحياه التي لا تتغير هي من تملي علي صانع القرار اختياره . 

هاهي الامور ترجع لنصابها ليكون في اعاده الحياه لنشاط  الكشف والاستكشاف الأمل في استمرار الحياه في هذا القطاع . فألاستكشاف هو كل جديد وهو المفاجأت الساره وما خفي كان اعظم . اذا فألاختيار سليم وجاء في وقته وان تأخر . 

مانقوله هو سرد لحقائق وواقع مررنا به ونعرفه جميعا بلا مواربه او تنميق. 

ونشد علي يد شخصية المقال ونقول له استمر فلا حياة لهذا القطاع بدون استكشاف ناجح . فهو الامل المتجدد والدماء الجديدة في شرايين الوطن كله . وكن كما انت بطلا نبيلا صامتا مترفعا عن الارذال واحاديثهم فهم كعباد الشمس يتوجهون الي اي حيث اي ضوء  يظهر. 
  
اما النخل العالي فلا يتحرك ولا يتوجه ويبقي شامخا عاليا . واعلم ان نتاج عملك هو الامل الحقيقي لهذا البلد فلا قيمه لأوراق وقواعد وقوانين ولا حتي مشاكل بدون  اكتشافات جديده وانتاج . 

وعملك هو الخطوة الاولي والاهم وعليك ان توصي كافه ابناؤك بذلك ليعلمو ان الارض عامره ولن تكشف اسبارها الي يوم الدين ليكون دافعا ومصلا واقيا لهم ضد محترفي الاحباط والسخريه من كل عمل ومجهود . 

واعتقد ان الجميع يتفق معي بأن الاسم بات علي مسمي . 
وكل عام وانتم بخير . 

#سقراط #حكاوي_علام

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟