للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

د. محمد العليمي يكتب: بين رحيل ولقاء

د. محمد العليمي يكتب: بين رحيل ولقاء

10:49 am 04/03/2023

| رأي

| 1018


أقرأ أيضا: Test

د. محمد العليمي يكتب: بين رحيل ولقاء 


كلمتان قد يبدو أنهما في منتهى البساطة، لكنهما يحويان بين أحرفهما قراران في منتهي الصعوبة، بالرغم من أن الرحيل واللقاء، كلمتان متساويتان في عدد الأحرف إلا أن لكل منهما نفس الصخب ونفس الضجة التي تَحدُث في القلب، قد تكون ضجة متساوية لكن في اتجاهين متضادين، فالرحيل يبقي مؤلماً حتى اللقاء، واللقاء يبقي مفرحاً حتى الرحيل، وكل من ذاق حلاوة اللقاء، لم يسلم من مُر الرحيل، وبين هذا وذاك أحاسيس وذكريات تبقى عالقة في القلب.

 

الرحيل أنواع لكن يبقي أسهلها هو القرار الذي نتخذه بأنفسنا بأن نرحل، وقد يكون ذلك من أجل راحة وهدوء، أو من أجل عمل كالسفر للرزق أو أن يصبح الرحيل تجنباً للمشاكل وحفظاً للكرامة، وقد نرحل مع حب جديد يخطف القلب والعقل ونقرر ان نتخلى معه عن المكان والمحيطين، ويبقي أصعب أنواع الرحيل هو ذلك النوع الذي لا نقرره، ذلك الرحيل الذي لا نقرره بل يفرض علينا، والأصعب من ذلك حينما يفرض الرحيل علي من نحبهم، وهو رحيل الأرواح وصعودها لبارئها لأنه رحيل بلا عوده، رحيل بلا لقاء، فكل قرارات الرحيل التي نتخذها بأنفسنا بالرغم من صعوبتها إلا أننا نستطيع أن نتبعها بعودة ولقاء من جديد، إلا هذا النوع المفجع من الرحيل، رحيل قد لا يشعر به من يرحل لكنه يدمي قلوب من يرحل عنهم ليترك خلفه ألم الفقد وحنين الحرمان، وتبقي أرواحنا مقيدة بين شيئين : الذكريات والأقدار فلا هذا يرحم، ولا ذاك نستطيع منه الفرار، ولولا أن هذا هو قدر اللّٰه ما تحملته عقولنا، ولا صَبرت عليه قلوبنا، ولتفتت الروح وبَكت العيون كمداً وقهراً، والحمد لله أنها ليست دار بقاء فكل صعب إلى الجنة يهون وكل شيء مِن أجل لقاء اللّٰه يهون.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟