للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

د.عزة سامي تكتب: من لديه عقل فليحسن إستخدامه

د.عزة سامي تكتب: من لديه عقل فليحسن إستخدامه

08:54 am 29/12/2022

| رأي

| 1880


أقرأ أيضا: Test

د.عزة سامي تكتب: من لديه عقل فليحسن إستخدامه


 
نحن على أعتاب عام ميلادي جديد، ومع نهاية عام وبداية عام آخر يضع البعض أهداف يرغب في تحقيقها، اختلفنا أو اتفقنا في التقويم، فما هو إلا موعد من أجل نقطة انطلاق جديدة. لا أتحدث اليوم عن أهداف تتطلب زيادة أعباء مالية أو مشاركات إجتماعية، إنما أتحدث عن تغيير فكري فردي ومحاوله للتدبر. فقد خلقنا الله على الأرض وهبنا عقلاً، وكرمنا به فوق كل خلائقه؛ فلنحسن إستخدام عقولنا.
 

عزيزي الإنسان من فضلك تدبر ... تأمل... فكر... قبل أن: تنطق بالكلمة، تنشر خبر، تشارك في حوار، تخرج من منزلك، تذهب لعملك، أوتتعامل مع غيرك. تدبر حكمة الله في خلقك. وتذكر جيداً أنك سوف تحاسب بمفردك. أكررها لك سوف تقف مسؤل عن أفعالك وحدك. أعلم انك لست في المدينة الفاضلة، ولن أدعوك للمثالية المصطنعة والشعارات الزائفة أوالحلال والحرام، إنما أتحدث عن الإحترام. إحذر أن تسير مع القطيع، تذهب متي ذهبوا وتتواجد أينما تواجدوا، تشارك في حوارات غير هادفة وأحيانا هدامة لمجرد الظهور في الصورة التي تعتقد أنها الأفضل من وجهة نظر الآخرين حتى لو كانت تتعارض مع قيم الفطرة. كن أنت، تميز بأختلافك. عش واقعك، طور نفسك بدل من سعيك لتعيش داخل فقاعة الأخرين.
 

مشهدان مؤثران. الأول: الإحتفال الحالي ب "قادرون بإختلاف" لتقدير أصحاب الهمم والإحتياجات الخاصة والتنوية بالدور المجتمعي تجاههم. يتعايش البعض منا معهم في محيط مجتمعنا، بالإضافة الي أطفالنا الضعفاء وكبار السن. محروم من لم يجد السعادة في التعامل معهم برفق و قضاء حوائجهم ومساعدتهم في الأمور الحياتية. لديك عقل لتدرك ما أنت به من نعم. فكف نفسك من التنمر علي غيرك. نعم أنت متنمر إن لم تحترم الآخر، تعطف علي الصغير، وتوقر الكبير. نعم أنت متنمر إذا تحدثت أمام او خلف زميلك بما يكرهه ولا تحسن معاملته أو تعايبه وغيرها من صغائر الأفعال؛ لمجرد أنه لا يشبهك أو لم تلاشي هويته مثلك.
 


والمشهد الآخر: منذ أيام رحل زميل لنا شاب بعد صراع مع المرض كان يعمل بالقطاع رحمه الله عليه، ترك إرثاً حسناً وأخلاقاً حميدة جعلت لخسارته حزناً في القلب، تذكيراَ للعقل، ونصيحة للبعض لعلهم يفوقوا من غفلتهم. أدركت بعد رحيله كم كان مؤثرا فكان دائم البشاشة، لم يجرح بكلامه أحد وإن اختلفت معه في وجه النظر، حسن الخلق، طيب المعاملة، مساعد للغير ومتمني النجاح للجميع، وكان متفوق في عمله. وخلال مرضه الصعب أدركت انه اعطي لنا الدرس بالتسليم لقضاء الله والتعامل مع الآخرين بطيب الخلق. ادرك رحمه الله عليه ان القدر آتٍ والرزق مقسوم ولا مفر من الموت فحكم عقله وترك خير أثر. كلمات الرثاء فيه اجتمعت علي الخلق والإحترام. ياله من طيب الأثر و ياه من أسعده الحظ عندما يذكر بين الناس بهذه الصفات. الموت سيأتي بغته فلا تكون في غفلة.
 

ختاماً، حاول فيما تبقي من عمرك أن تفكر في الكلمة المنطوقة لحديثك، كن مؤثر لا يغرنك كثرة المحيطين ولا ثرثرة المتحدثين، ربما يكون الصمت أكثر بلاغة من الكلمات. الرحلة قصيرة. فالتعكس صورة احترام عن بيتك و ثقافتك. لا تقارن نفسك بغيرك فتسقط مرهقاً من اللهث وراء محاولة الوصول. أنت لم تخلق عبثاً لكي تضع نفسك و هويتك في فوضي ومقارنة مستمره وغير عادلة من غيرك تدفعك للغيرة والحقد واتباع طرق تحتاج لتخدير ضميرك وإنسانيتك لتحقيقها، لا مانع من الطموح المشروع. ولكن لا تجعل الغاية تبرر لك الوسيلة.
 
إن قدر الله لنا في العمر بقيه، فربما لنا في الحياة لقاء .....

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟