للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

وائل مقلد يكتب : مونديال قطر ورسائل القيم الإنسانية

وائل مقلد يكتب : مونديال قطر ورسائل القيم الإنسانية

04:07 pm 11/12/2022

| رأي

| 1318


أقرأ أيضا: Test

وائل مقلد يكتب : مونديال قطر ورسائل القيم الإنسانية


نتفق أو نختلف فى عدة أمور ولكن الحقيقة ظاهرة جلية لم يكن تنظيم مونديال كأس العالم فى قطر رائعا من الناحية الشكلية والجمالية وحسن التنظيم  والإمكانيات المادية فقط بل يجد المتأمل للمشهد والقارئ الجيد لما بين السطور أن هناك العديد من القيم الإنسانية والرسائل الراقية نستعرض بعض منها على سبيل المثال لا الحصر .


فقبل بداية المونديال تم الإعلان بترحاب على استقبال الضيوف بأختلاف ثقافتهم مع الدعوة والتأكيد على إحترام الآخر لثقافتنا وقيمنا وعاداتنا وديننا وما تبعه من الإعلان عن إجراءات تجاه كل من يحاول زعزعة استقرار تلك القيم الفطرية والٱخلاقية كعدم السماح للمثليين برفع شعارهم والإعلان عن ذلك وتم بالفعل منع العديد ممن يحملون شارات هؤلاء وعدم السماح لطائرة أحد الفرق المشاركة في المونديال بالهبوط فى مطار قطر لأنها تحمل تلك الإشارة وبالفعل تم استبدال الطائرة بأخرى وليس هذا تكميما للٱفواه وحجب الحريات والتعبير عن الرأى والأفكار و سلبهم الحق فى التعبير عنها بل حماية و حفاظ على القيم الإنسانية للمجتمع  القطرى وعاداته  بل قيم الأمة العربية والإسلامية وكل فطرة سليمة من منطلق الحفاظ على الهوية والأمن المجتمعى .


وما تم نشره من يافتات فى كافة أنحاء الدولة لأحاديث نبوية وآيات قرآنية مترجمه لعده لغات تدل على الرحمه والتسامح لتعيد تشكيل الصورة الذهنية عن الدين الاسلامي وتصحيح الصورة المغلوطة عن صحيح الدين وما تم نشره بالفنادق من إتاحة المعلومات عن الدين الاسلامي من معلومات سواء من خلال ( الباركود ) أو الكتيبات المترجمة عن الإسلام وسماحته .
كانت الصورة واضحة جلية لحضور الزعماء والقادة العرب وتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية قائد الشقيقة الكبرى للدول العربية لدليل واضح على الترابط العربى والتقارب السمح وما لمصر دولة ورئيسا وشعبا من دور ومكانة فى قلوب العرب .


كما كان لوجود سمو الشيخ حمد بن خليفة الأمير الأب للأمير تميم أمير قطر واقع جلى على نفس المواطنين وكافة الحضور ليبعث برسالة قوية  لأحترام الكبير والقيم الراسخة بوجدان الشعوب العربية التى تربت عليها .


أما غانم المفتاح أيقونة الأمل والعزيمة والإصرار هذا الشاب القطرى متحدى الإعاقة الجسدية ذو الهمة الكبيرة التى جعلته يتخذ من الآلم أمل ومن المحنة منحه بدأ حديثة فى حفل افتتاح المونديال وأنظار العالم وأسماعهم تدقق وتنصت له يرتل قول الله تعالى  ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .. ) وروى قصته وكيف منحه الله القوة في يدية عوضا عن ضمور نصفه السفلى متحديا كل الصعوبات والتحديات بدعم من أسرته الراضية بقضاء الله وقدره  المحبة له وكيف استطاع أن يتفوق فى دراسته فى عده مجالات رياضية متغليا على كل الصعاب النفسية والبدنية وكيف استطاع أن يواجه نظرات الناس ليحولها من متنمره عليه أو  متعاطفة معه لفخورة به وقدرته على تحقيق نجاحات عديدة كانت سالة واضحة تدق القلوب وتجوب الكون مخاطبة الأنسانية داعمة لذوى الإعاقة داعية للصمود والتحلى بالصبر والإرادة القوية .


جاء تكريم الشاب الكينى أبوبكر صاحب الإبتسامة العذبة والذى جاء إلى قطر ليعمل ضمن فريق عمل كبير بكأس العالم وهو شاب فى العشرينيات من عمره والذى كان مهام عمله أن يشير بيده مرتديا عليها يد بلاستيكية كبير ويردد جملة واحدة  ( مترو ) موجها ودليلا للمارة أمام الأستاد باتجاة المترو ولحبه لعمله أخذ يطور من أسلوب نطق الكلمة حتى صارت أنشودة جميلة جذبت الكثيرين من كافة بلدان العالم وأخذ العديد من رواد الأستاد يلتقطون معه الصور ومقاطع الفيديو حتى صارت له شهرة واسعة وتم تكريمه من عده جهات وقدموا له الهداية منها إدارة المونديال وداخل الأستاد بأحدى المباريات ليردد ومن خلفه الجمهور
( مترو ) لتكون رسالة قوية للعالم أجمع أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا فحب العمل والإخلاص فيه وتطوير الأداء سيكلل ذلك كله بالنجاح . 


كان لحضور الأمير تميم مباريات الدول العربية وبساطته فى التعامل وتشجيعه لهم وارتداء علم الدول العربية الفائزة دعوة للقومية العربية وللكيان العربى الكبير .


أما فريق المغرب أسود افريقيا وما أظهروه على مدار كل المباريات المشاركين فيها من صمود وأرادة وتحدى لتحقيق الفوز بقيادة مديرا فنيا وطنيا مغربى وما حققوه من أنتصارات ليس فقط بالأهداف بل بالقيم فكما أطلق عليهم منتخب الساجدين لما يقومون به من شكر لله بالسجود داخل الأستاد عقب الفوز في كل مباراة وما وجدناه من مظاهرة حب قيمية أخلاقية من أمهات وأباء اللاعبين ومشاهد الحب والتوقير لهم من أبنائهم اللاعبين بتقبل أيديهم لنعلن للعالم أن لدينا قيم وأصول وتقديس لمعنى الأسرة وهذا الترابط الاسرى والبر بالوالدين و هذا ما تفتقده كثير من دول الغرب .


حقا ان مونديال قطر هو أعلان عن هويتنا وقيمنا و أخلاقنا لنقول للعالم من خلال كثير من المشاهد الراقية أننا نحترم الجميع وعليكم أحترام قيمنا وعاداتنا وديننا وأخلاقنا 
مرحبا بكم فى مجتمعاتنا المتقدمة بأخلاقها و من أهم إيجابيات المونديال  تقارب الشعوب العربية وألتفافها لتشجيع فريق المغرب الذى لو تجولت بأى عاصمة عربية عقب فوزهم فى أى مباراة لظننت أنك بالرباط .


القوة الناعمة مفتاح القلوب والعقول و بالأخلاق الحميدة و التمسك بالقيم المجتمعية والفضائل ترتقى الأمم  .

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟