08:59 am 09/12/2022
| رأي
| 1439
وهل مصالحكم هي الحكم ؟ إنكم قوماً تجهلون…سقراط
فوجئ المجتمع البترولي بأنباء اعتذار احد قيادته "إبراهيم خطاب"، والتي كان لها تأثير مباشر وغير مباشر علي وتيرة العمل بهذا القطاع الحيوي .
ولا احد ينكر ان الاشخاص المؤثره بصفة عامة هي شخصيات مميزة وتمتلك كاريزما تمكنها من ممارسة دورها المؤثر اي كان نوعه.
وهذه النوعية من الشخصيات لا تتفق عليها الاراء ، فليست هذه سنة البشر ابدا ، فالاختلاف في الاراء والاهداف موجود ما استمرت الحياة .
ولكن تباين الاراء الحاد الناتج من وعورة الاهواء والمصالح الشخصية هو مايجب التوقف عنده ومناقشته بواقعيه وتجرد ، فأذا كان الاختلاف بيننا علي سياسات عامة فبها وهذا هو مراد الامر وتمامه. ولكن ماتلاحظه ان النقد اللاذع والدعوات وايضا السباب يأتي من شخصيات قد لاتعي هول وثقل المسئوليك في بلد يعاني من ازمات طاحنة ، وصاحب المسئولية في اي موقع مرتبط بخيوط متعددة وليس حرا طليقا فيما يفعل .
فليس لك ان تسب وتلعن لأنك كنت تنتظر عائداً مادياً ولم تجده كما قدرته لنفسك . فعائدك هذا لن يزيد المسئول او ينقصه ولكنه ايضاً مسئول ومثقل عن تدبير مثل ماهو لك لجيش كبير من العاملين ، فليس شخصك هو المقصود علي اي حال.
وتأتي الكثير من الامور علي هذه الشاكله. وبالتالي فالسؤال المشروع يكون : هل لو اصابك من هذا المسئول خيرا او مكرمة لذاتك كان سيكون هذا موقفك؟
الوظيفة العامة تحدوها محاذير متعددة وطريق من الاشواك ولا يستطيعها الا من كان علي دراية وصبر وخبرة .
وانا في هذا المقام لا ادافع عن الرجل فهو قادر علي ذلك وهناك العديد من الاجهزه التي تستطيع ان تقييم عمله وتصوبه او تثني عليه. ولكن اقول استوصوا بنفسكم خيرا وكونوا علي ثقه بأن ماتفعلونه سيفعل بكم . وان الهجوم علي القيادات اياً كان درجاتها بعد التحرر من المسئوليه هي اسلوب قمئ عفا عليه الزمن وندفع نحن ثمنه بعدم قدرتنا كمجتمع علي احترام لفظ (سابق) وهذا سبب معظم مشاكلنا كما تعلمون جميعا.
وقبل ان يبدأ السباب خلال قراءتك للمقال دعني اتحاور معك في العديد من مناحي العمل . هل تعتقد اننا كنا علي مستوى المسئولية جميعا عندما قمنا بفتح ابواب التوظيف العشوائي للاقارب والاصحاب ؟ . هل كنا علي مستوي المسئوليه فيما نراه من انحدار المستوي الفني الفاحش لكافة انواع الوظائف؟. هل يسعدك ان التصاعد الوظيفي يحدث بدون ايه معايير وتجد من هم في مستويات وظيفيه عاليه مرتعشو اليد بلا خبره ولا مسئوليه ولا هم لهم سوى العائد المادي للوظيفة الاعلي ؟
هذا الطوفان من الانحدار حاول الرجل التصدي له منفردا ، واعتقد ان هذا كان من اكبر الاخطاء في حق نفسه.
دعونا نحاسب انفسنا اولا ولنري الامور بمنظور اشمل وبعيدا عن الاهواء والمطامع الشخصيه الضيقه. ولنعطي بعضنا البعض فرصه ان نكون( سابقين ) دون نصب المشانق والتشفي والشماته بلا داعي . وليعلم جيدا كل مظلوم او مقهور او من عانده الحظ والايام بأن هذا الرجل او غيره في اي مكان هو جزء من اقدارك ليس لك عليها من سلطان ولا هو من وضع نفسه في طريقك..فكلها اقدارك التي ستراها شئت ام ابيت.
والظلم والعدل سيظلان مترافقان ليوم الدين. واعلمو ان الله لم يصف القوم بالجهل لعدم معرفتهم بالكتابه او القراءة او حتي علوم الدنيا ، ولكنه تعالي اسقط عليهم الجهل لعدم الايمان بالاقدار وفرض المفاهيم الخاطئه ومحاربه عجله الزمن . لا تكونو من هؤلاء القوم .
كل منا قدر لغيره ياساده والله يسير ملكوته بذاته ولا ينتظر منك حربا او انتقاما فهو العليم بظاهره وباطنه واليه يرجع كل شئ.
استمروا في حياتكم واجعلوا من هذه الاحداث دروسا وعبره ولتذدادوا ايمانا بالاقدار وان كافه الشخصيات من حولكم هم جزء من اقداركم .
والسلام ..