10:01 am 05/10/2022
| شخصيات
| 3437
للسادس من اكتوبر تاريخ في ذاكرة السيد هادي فهمي نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، فهو رجل ليس مجرد رجل بترولي أو كروي او شخصية عامة ومشهورة فقط ، لكنه قاموس تكون بخبرات كثيرة صقلتها السنين
والتجارب وكثرة توليه المناصب... هادي فهمي كان الرجل الثالث في قطاع البترول لسنوات طويلة ، فقد كان يتولى نيابة الشئون الإدارية بهيئة البترول ثم جاءت بصماته في عملاق التسويق في مصر "شركة مصر للبترول"، ثم بصماته في مشروع توشكى عندما تولى رئاسة الشركة القابضة للتجارة ، ثم بصماته في الاتحاد المصري لكرة اليد ...ولا تنقطع بصمات ونفحات هادي فهمي ، فلايزال يبسط يده بخبراته لكل من حوله صغاراً وكباراً .
وفي ذكرى السادس من اكتوبر المجيد لابد وأن نستلهم روح هذا الحدث العظيم من خلال قصص وذكريات العمالقة الذين شاركوا في هذا النصر الخالد ، ولعل هادي فهمي من هؤلاء الأبطال الذين ساهموا في نصر أكتوبر وكان معه هذا الحوار:
ويحكي هادي فهمي فيقول: في عام ١٩٦٧، والذي عُرف بعام النكسة كان الرئيس الراحل انور السادات هو رئيس مجلس الأمة ، وعندما اراد الزعيم جمال عبدالناصر التنحي عن الحكم بعد النكسة، رفض السادات تنحيه، وطالبه مجلس الامة بالبقاء ...
ويقول: ان نكسة ٦٧ كانت دافع قوي لنجاح حرب ١٩٧٣ ، لأن المصريين رفضوا الهزيمة، وكان لديهم دافع قوي للثأر لكرامتهم ..
وعن ذكرياته مع حرب أكتوبر
يقول هادي فهمي: تحية لكل مقاتل شارك فى حرب أكتوبر المجيدة قائد او ظابط او جندى ، وتحية لكل من شارك فى حروب أكتوبر والإستنزاف بدءً من 1967 وإغراق المدمرة إيلات الإسرائيلية ومروراً بمعركة الزعفران ومعركة رأس العش ومعارك الصاعقة والعبور ، وتحية لكل القادة العِظام ، وتحية لكل مصرى وقف وراء جيشه لمدة 6 سنوات ليتحقق أكبر نصر عسكرى فى التاريخ الحديث حققته القوات المسلحة المصرية بسواعد أبنائها دون معاونة من احد.
س-ماهي ذكرياتك مع حرب أكتوبر؟
••• كنت ظابط إحتياط بسلاح الوقود ، وهو سلاح مهم جداً ، وتعرض لضرب شديد ، وكان عند نقل أى مواد بترولية للجيش تضرب بالطيران الإسرائيلى ، وجندى الشئون الإدارية أو جندى الوقود هو جندى شجاع جداً ، لأنه لا يوجد حماية كافية له ومُطالب أن يصل الوقود للجيش ، وأذكر فى يوم 20/10/1973 كان يوجد كمين بالفنارة لنا وكان معنا حوالى 30 عربة نقل وقود ديزل وهو وقود لدبابات الجيش فى الفنارة ليصل للسويس والشلوفة للجيش الثالث وتم ضربنا هناك ، وقد تم أسرى مع ثلاثة جنود من القوات المصرية وعوملت على أننى ضابط إسرائلى إلى أن اثبت أننى ضابط مصرى وسلاحى رشاش "بليته "وهوغير متوفر فى الجيش المصرى وهذا من ضمن ما كتبته للقيادة فى ذلك الوقت وهو :يجب الحذر من أنواع الإسلحة .
وقد وقع ثلاث جنود فوقى لحمايتى حتى لا أقتل وهم عيد وكمال وصابر ، فتحية لهذا الفلاح والصعيدى المصرى فهم جنود نفتخر بهم ، لأن هذا الجندى هو صاحب هذا النصر نتيجة التخطيط الجيد والقيادة والألتحام بين الضباط والجنود من فترة 1967 إلى 1973 وهى فترة من اعظم فترات التاريخ لمصر سواءً على المستوى العسكرى أو الشعبى ، والعلاقة القوية بين الضابط والجندى هى التى أدت إلى هذا النصر ، فعند الذهاب للجبهة فى حرب فأنت تتوكل على الله تعود بأذن الله وإذا لم تعد فهذا هو قدرك ، وتنال الشهادة ، فتحية لشهداءنا والجرحى الذين من الممكن أن يكونوا نسيناهم حالياً ...وأقول لهذا الجيل تعلمو من حرب أكتوبر لله وللوطن ، فلم يكن هناك اى أغراض مادية ولا مميزات ، وإنما كان العطاء لله وللوطن ولتحرير هذه الأرض .
س-بما أنك رجل بترول ووالدك ايضاً هل كانت مصادفة دخولك سلاح الوقود؟
•••بالفعل مصادفة كبيرة جداً ، لأنني كنت أعمل بقطاع البترول وجُندت كضابط إحتياط بسلاح الوقود ، وكنت أول الدفعة من أول 30 إحتياط ، ولقد وصلنا إلى الدفعة 150 ، وهى كانت دفعة قوامها 7600 ضابط إحتياط ، وكنت ضابط إتصال ثم أصبحت قائد مكتب الإتصال إلى أن جاء العقيد مدحت السيد ، وهو من الشخصيات المحترمة جداً وكنت بطلع معهم مأموريات وذهبت للشلوفة وفنارة ودخلت كل الجبهات ، فضابط الوقود موجود فى كل مكان .
س-ما دور ظابط الوقود فى حرب أكتوبر ؟
•••اولاً كان الإعداد للحرب، كنا نخزن مخزون من المواد البترولية سواء فى عبوات صغيرة ، ويوضع فى حُفر لا يراها أحد أو ملئ التنكات فى السويس وفنارة وفايد، وأنا هنا بوجه الشكرلللجزائر والدول العربية ، وعلى ما اتذكر وصل لنا 60 سيارة من الجزائر من وقود الدبابات، ووصلت من الجزائر للهايكستب للجبهة مباشرةً ، وتحية للدول العربية التى وقفت معنا أثناء الحرب مثل : العراق والسعودية والكويت وأخص الملك فيصل رحمه الله ، وكان من اعظم قراراته منع الوقود عن امريكا ، وهذا الرجل العظيم يجب أن نذكره فى هذا اليوم ويجب أن نذكر جمال عبد الناصر الذى أعاد بناء القوات المسلحة ، فقد كانت قوات منهزمة فى 5 يونيو وتحارب بعدها بشهرين ، وهنا الإرادة السياسية ، فقد جاء بصواريخ سام 6 التى كان لها دور كبير فى حرب أكتوبر ، وأن أعتبر هذه الحرب وسام لجمال عبد الناصر والسادات ، الأول اعاد بناء القوات المسلحة ، والثانى اخد قرار مهم مثل قرار حرب أكتوبر ، لأن الأعمال العظيمة تأتى بعد أخطاء ، وحرب67 كان لها حسابات خاطئة ،وكان لها ضرورة ، ولكن بكل المقاييس يجب أن نعترف أنها نكسة ، وعظمة 1967 اننالا ننكسر ،أنت تسطيع أن تنهزم فى معركة ولكن لا تنكسر ، فأمريكا وإنجلترا ايضاً ضربو ضربات موجعة ولم ينهزموا فحرب 1967 هزيمة عسكرية وليست هزيمة للشعب المصرى .
س-ماهي الدروس المستفادة من حرب أكتوبر للجيل الحالى؟
•••الدرس الأساسى هو الولاء للوطن والعطاء للوطن والموت فى سبيل الوطن ، هذا هو شعارنا ، وهذا يأتي من إنتماء حقيقى للوطن والأرض ومثلما قولت لم يكن هناك أى مكاسب مادية ، لقد أخذنا وسام بعد حرب أكتوبر وهو أغلى من ملايين العالم كله ، لم يكن هناك نسب أو محسوبية كلنا كنا سواسية نأكل نفس الأكل ونشرب نفس الشرب ، اتمنى أن أرى هذا التلاحم بين الشعب المصرى فى كل المجالات ، و القوة العسكرية موجودة والحمد لله ، وقد بدأ الجيش المصرى يسترد قوتة ، وأريد أن أقول أن الحفاظ على المؤسسة العسكرية امر إستراتيجى هام جداً وواجب ، وما يفعله الرئيس السيسى أمر هام جداً وهو تقوية المؤسسة العسكرية ، لأنه لا تسطيع اى دولة أخذ أى قرار بدون تقوية المؤسسة العسكرية ، فجيشنا هو المدافع عن وطننا فى أى أزمة.
س- ماهي أغرب ذكرياتك في حرب أكتوبر ؟
•••من الأشياء الغريبة جداً أن خالد عبد الناصر زوج شقيقتي داليا اعطانى سلاح الزعيم جمال عبد الناصر عام 1972 وهو سلاح باربلو حلوان ، وهو سلاح القوات المسلحة ، وهو أول سلاح صنع في مصر وسلمت للزعيم جمال عبد الناصر وكان هذا السلاح ملازم لى فى الجبهة ، وهو أمر قدرى غريب جداً ان سلاح الزعيم جمال عبد الناصر لف معى الجبهة كلها ، وهذا أمر حقيقى وسبحان الله كُتب لهذا السلاح أن يكون متواجد فى كل الجبهة ، فقد كان الزعيم جمال عبد الناصر يتمنى ان يحرر هذا الوطن وأن يحضر هذا اليوم ، وفعلاً حضره من خلال سلاحه وهذا أمر قدرى جداً.