01:04 pm 02/08/2022
| متابعات
| 1867
بيلوسي" تحمل كرة النار إلى تايوان.. العالم يترقب نتائج أخطر زيارة لمسؤول أمريكي
وسط أجواء مُلبّدة بتهديدات اندلاع عواصف سياسية ستطوّق العالم، حطّت طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، على أرض مطار سونغشان في تايبيه بجزيرة تايوان، رغم التحذيرات الصينية من هذه الزيارة.
وعقب وصولها غرّدت نانسي بيلوسي عبر حسابها على "تويتر": إن زيارة وفدنا لتايوان تفي بالتزام أمريكا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان.
وتابعت: "تؤكد مناقشاتنا مع القيادة التايوانية دعمنا لشريكنا وتعزيز مصالحنا المشتركة، بما في ذلك تطوير منطقة المحيطين الهندي والهادئ المفتوحة والحرة".
وترى الصين أن زيارة مسؤول أمريكي رفيع المستوى، والتي قد تكون الأولى في نحو 25 عامًا، تحمل اعترافًا ضمنيًا من أميركا باستقلالية تايوان، والتي تعتبرها الصين جزءًا أساسيًا من أرضها.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان أمس الاثنين، إن مكانة بيلوسي باعتبارها المسؤولة رقم 3 في الولايات المتحدة جعلت رحلتها شديدة الحساسية، مؤكداً أن الجيش "لن يقف مكتوف الأيدي".
غضب التنين الأحمر
يتحسب العالم عواقب غضب التنين الأحمر، خاصة بعدما، أدانت الصين الزيارة وأعلنت عن مناورات عسكرية في مناطق مختلفة محيطة بجزيرة تايوان الرئيسية في الفترة من 4 إلى 7 أغسطس.
وقالت وزارة الخارجية في بكين في بيان بعد هبوط بيلوسي: "ستتخذ الصين جميع الإجراءات اللازمة للدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة أراضيها، ويجب أن تتحمل الولايات المتحدة وقوات استقلال تايوان جميع العواقب".
وكانت قد انتشرت مقاطع فيديو تظهر تحرك لقوات بالجيش الصيني إلى مقاطعة فوجيان، بالقرب من جزيرة تايوان، فيما حذرت روسيا، الولايات المتحدة من الزيارة، مشيرة إلى أن إقدامها على الذهاب إلى تايوان يعد "عملاً استفزازيًا" يضع أمريكا في مسار تصادمي مع الصين.
ورغم قلة الدلائل التي تشير إلى أن الصين تخطط لغزو واسع النطاق لتايوان –أسوة بروسيا- فإن بكين ردت على الزيارات السابقة للمسؤولين الأجانب من خلال القيام بطلعات جوية كبيرة على منطقة تحديد الدفاع الجوي في تايوان أو عبر خط الوسط الذي يقسم المضيق الفاصل بين الصين وتايوان.
وأفادت قناة "تي في بي إس" التايوانية بأن عدداً كبيراً من الطائرات الحربية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني حلقت بالقرب من خط الوسط صباح يوم الاثنين، مضيفة أنه جرى نشر السفن الحربية التايوانية أيضاً، فيما وصفته بعملية روتينية.
وأفادت وزارة الدفاع التايوانية في بيان يوم الثلاثاء بأن جيش الجزيرة مستعدّ لإرسال "قوات مسلحة ملائمة حسب التهديد"، حسبما نقل موقع "بلومبرج الشرق".
بدوره قال بايدن في شهر مايو إنّ واشنطن ستتدخل للدفاع عن تايوان في حال حدوث أي هجوم من الصين، على الرغم من أن البيت الأبيض أوضح لاحقاً أنه كان يقصد أن الولايات المتحدة ستوفر الأسلحة، وفقاً للاتفاقيات القائمة.
مخاوف اقتصادية
لم تكد أسواق المال في العالم تتعافى من أثر أزمتي جائحة كورونا والحرب "الروسية- الأوكرانية"، حتى تستعد للدخول في أزمة جديدة، حيث انخفض مؤشر "إم إس سي آي" (MSCI) للأسهم في آسيا والمحيط الهادي بأكبر قدر في ثلاثة أسابيع، وكانت أشد الانخفاضات في هونغ كونغ والصين وتايوان.
كذلك كانت العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية في المنطقة الحمراء، فيما ارتفعت سندات الخزانة وعملة الين وسط الطلب على الملاذات الآمنة.
وتعتبر الصين واحدة من أهم منابع سلاسل التوريد حول العالم، حيث لا يوجد قطاع خدمي أو سلعي إلا وللصادرات الصينية حصة منه ضمن مساعي بكين للحضور بقوة عالميا.
ونجحت الصين في التربع على عرش صادرات العالم عام 2009 حين انتزعت الصدارة من ألمانيا في خضم الأزمة المالية العالمية.
وتمكنت الصين من التوسع في إمبراطورية الصادرات من خلال أذرع عديدة مثل أجهزة المحمول والإلكترونيات والسيارات والملابس ومعالجة البيانات، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه أغلب دول العالم انكماشا قويا.
وفي تصريحات حول التداعيات الاقتصادية التي قد تولّدها زيارة "بيلوسي" لجزيرة تايوان، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إن الاشتباكات الأمريكية مع الصين، حتى على المستوى الدبلوماسي، قد تؤدي إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية وزيادة الركود في الأسواق، وهو ما رفضت إدارة بايدن الاعتراف به.
وأضافت "تسوكرمان" في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، اليوم الثلاثاء، إن قلة في البنتاغون يعتقدون حقًا أن الصين تتطلع إلى مواجهة عسكرية مفتوحة مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي، أولاً بسبب عدم استعدادها لأزمة عسكرية كبيرة في هذا الوقت، وثانيًا بسبب التأثير الاقتصادي السلبي المحتمل محليًا، بينما الصين تتعامل مع أزمة هائلة.
وأكدت على أنه "من المستبعد للغاية أن تتابع الصين التهديدات العسكرية بسبب علاقاتها الاقتصادية الوثيقة مع الولايات المتحدة، والكارثة الاقتصادية الحالية التي تواجهها من بين تحديات أخرى مثل عدم الرضا المحلي عن استجابتها لفيروس كورونا، ومخاوفها بشأن بدء صراع عسكري من قبل.