من الأخطاء الشائعة الراجعة إلى النقل الأعمى من مؤرخى الغرب الناقمين على مصر والاسلام ودورها التاريخى فى سبيل الاسلام ،القول أن مصر كانت مستعمرة خاضعة للأستعمار العثمانى خلال الفترة من عام ١٥١٧ وحتى عام ١٩١٤ ،وهذا القول مخالف للحقيقة والتاريخ ولجوهر الأسلام.
فالأسلام لا يعرف الأستعمار ولايقره ،ولم تكن مصر مستعمرة لعمر بن الخطاب عندما فتحها أو لأهل الحجاز بعد دخول الإسلام إليها عام ٦٤٠ ميلادية ،ولم تكن مستعمرة للأمويين وأهل الشام ، أو للعباسيين وأهل العراق أو العثمانيين أو الأتراك، مصر منذ أن دخلها الأسلام وهى جزء من أمة واحدة تداول قيادتها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خلفاؤه الأربعة الراشدون ،فخلفاء بنى أمية فخلفاء بنى العباس ، فخلفاء بنى عثمان !!
وقد فصلت مصر عن دولة الخلافة العثمانية فى عام ١٩١٤ ،عندما وضعت إنجلترا مصر تحت حمايتها ،رغم أنف شعبها بعد عزلها الخديوى عباس حلمى الثانى الموالى للخلافة عن عرش مصر وتعيينها عمه حسين كامل سلطانا عليها ..ولم تتطلع الحركة الوطنية المصرية بزعامة مصطفى كامل ومحمد فريد إلى الإنفصال عن الخلافة ،فقد كان هدفها أنهاء الاحتلال البريطانى لمصر ، وتحقيق أستقلالها فى أطار الخلافة الإسلامية !!
والواقع أن فكرة القومية المصرية لم تظهر إلا فى أعقاب ثورة ١٩١٩ ،وعلى يد سعد زغلول الذى أخذ عليه جمال عبد الناصر عن بعد أهمية الإنتماء العربى والأسلامى لمصر ،ومنذ تلك اللحظة لم تستطيع أى قوة على الأرض أن تجعل من مصر مستعمرة لها ،فعلى الرغم من التقارب الشديد بين نظام عبد الناصر والكتلة الشرقية لم تتحول مصر إلى مستعمرة شيوعية !!
ومع نظام الرئيس السادات والتحول إلى المعسكر المقابل والانفتاح على الغرب لم تتحول مصر إلى مستعمرة أمريكية على الرغم من التواجد العسكرى للغرب من خلال القواعد.
وخلال عصر مبارك حاولت دول الغرب والخليج والولايات المتحدة الأمريكية استعمار مصر ألا أن الوطنية المصرية لا تقهر، حتى التيارات الإسلامية السلفية والجهادية وتنظيم الإخوان لم يستطيعوا تحويل مصر إلى مستعمرة على مدار تاريخ هذه التنظيمات إلا أنها فشلت فى مخططاتها ،فعندما تولت جماعة الإخوان المحظورة الحكم فى مصر اعتقدوا أنهم استعمروا مصر ،وتحاول تركيا فى ظل حكم رجب طيب اردوغان أعادة إحياء مشروع الخلافة العثمانية وفقا لمنظور الإستعمار الدينى والمالى والإقتصادي ،إلا أن الجيش المصري الحد الفاصل لأى فكرة ..
حتى أن المشروع القطرى لأستعمار مصر وانفاق المليارات من الدولارات ،إلا أن الوطنية المصرية قلب العالم تقف بالمرصاد لكل من يتوهم أن تتحول مصر إلى مستعمرة ،لأن مصر لم تستعمر ولن تستعمر من أى قوة ، لأن مصر فوق الجميع ،وكل من يتابع الأحداث التى مرت على مصر وشعبها ،عليه أن يتذكر الآية الكريمة من سورة آل عمران ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .. آل عمران - ١٤٠