الإدارة بالحب منهج حياة…ياسمين الجاكي

في عصرنا الحديث تعددت مناهج وأساليب الإدارة،  فمنهم من يتبع أسلوب الإدارة بالنتائج والأهداف وهى التى  تلزم العاملين بالوصول إلى الأهداف المرجوة دون الإهتمام بكيفية وطرق واجراءات الوصول اليها  ..

ومنهم من يتبع اسلوب الإدارة بالإجراءات وهى التى تهتم بالإجراءات والخطوات التى يتبعها كل شخص اثناء ممارسة عمله ، فيكون لكل شخص مهام معينة يقوم بها بمنتهى الدقة والتركيز وهذا الأسلوب لا يهتم بالأهداف .

كما يوجد اسلوب الإدارة الموقفية وهى عدم اتباع إسلوب معين وثابت فى الإدارة بل ان المواقف هى التى تحدد اسلوب الإدارة المتبع وفقاً لطبيعة الموقف ووفقاً للزمان والمكان. 

ويوجد أساليب أخرى للإدارة منها الإدارة الديمقراطية والإدارة بالحزم والإدارة البيروقراطية و الإدارة بالحب.

و مازال حتى الأن مفهوم الإدارة بالحب مفهوم شائك اتباعه يتخوف منه الكثيرون و هناك من يراها أنها الطريقة المثلى والفعالة للإدارة ..

 الإدارة بالحب من أرقى أنواع اساليب الإدارة..فالإدارة بالحب هى الإحترام والتقدير والتضحية وحب الخير للآخر ،هى أن يشعر الموظف براحة وحب وانتماء للمكان الذى يتواجد فيه وأن يفعل ما يطلبه منه رئيسه بكل حب واحترام وشغف..

الإدارة بالحب هى ان يخلق المدير علاقة حب متبادله بينه وبين موظفيه  ، ومن خلال هذه العلاقة يدفع موظفيه نحو تحقيق الأهداف المرجوه من خلال تهيئة مناخ مناسب يجعله يرتبط بمكان وطبيعة العمل الذى يمارسه. 

الإدارة بالحب  هى طريقة ترسم معالم النجاح والعطاء وتحرص على ترسيخ مفهوم العمل من منطلق الحب الغير مشروط وليس من منطلق الواجب والحتمية.. هى الطريق للإبداع والإرتقاء وللتفكير خارج الصندوق . وهى اسلوب يرتقى بالعاملين ويرفع من أدائهم ويهذب سلوكياتهم .

هى أن يمتلك المدير ما يؤثر ويتأثر به من موظفيه .. .فالمدير الناجح هو من يستطيع ان ينشر أجواء الحب فى مكان عملة ويترجمها إلى سلوك.. من يرعى العاملين معه ويحترمهم ويساعدهم على كشف مهاراتهم وخباياهم الدفينة .. يشجعهم بإستمرار ليزيل الشوائب عن عقولهم .. ويعطيهم الثقة الكاملة فلا يجبرهم على التشبث بآراءه وأفكاره وحدة، ولكنه يعطيهم الحرية الكافية للتعبير والإبتكار والإنجاز وطرح أفكار جديدة.

يقف معهم سنداً وعوناً وقت الأزمات .. يذلل لهم كافة العقبات .. يمهد لهم طريق النجاح..يعطى لهم كافة الفرص لإظهار واثبات الذات .. يجعلهم دوماً فى الصداره والمقدمة..

هى نجاحه فى ان يضع الموظف المناسب فى المكان المناسب الذى يتوافق مع خبراته وقدراته .

الإداره بالحب هى الإنتماء والولاء للمكان وللأشخاص، هى من تجعل العامل مخلصاً لعمله ولمنظمته ،يكون جزءاً لا يتجزأ عنها ويبذل قصارى جهده للإرتقاء بها ..

 الإدارة بالحب هى الثناء على الأفعال وذكر المحاسن وتصحيح العيوب ..هى الشفافية والوضوح والمواجهة  فى عرض الأمور لإزالة اى شبهات ..

هى الحلم والتأنى والصبرقبل صدور القرارات والأحكام .. هى المعاونة والمشاركة وتبادل الآراء والأفكار..

 هى الإبتسامة فى وجه الزملاء، الإستماع اليهم دوماً بصدر رحب وعدم الإثقال عليهم ، 
هى القدرة على إعداد صف من القيادات قادر على إحداث التغيير، لدية رؤية وبصيرة واضحة وهادفة..

الإدارة بالحب هى ان تنجح فى ان تشعر موظفيك بأنه لا غنى عنهم فى منصبهم ومكانتهم ، وانهم أحد الركائز الأساسية فى المنظمة ..هى ان تنجح فى ان يصل الموظف للشعور بالأمان والرضا الوظيفى .

هى أن تقبل النقض وتسعد بالنصيحة وتستمع إلى السلبيات .. ان تبتعد عن التكبر والكبرياء فى الإنصات للغير.

فمن المهم أن يكون لدى المدير هيبة ومكانة معينه بين أفراد المنظمة،  وأن يرسم لنفسه صورة الشخصية القوية المؤثرة ، ولكن الأهم هو أن يجعل المرؤوسين ينفذون أوامره برضا و يعملون معه بحب دون خوف  .. 

أن ينجحون فى الوصول  إلى أجمل المعانى فى شخصه ويلمسون أحاسيسه و يتعرفون على الإنسان الحنون بداخله فيحبونه ويتأثرون به،  ليترك بصمة جميله فى نفوسهم وشخصياتهم لا يقوون على محوها من الذاكرة  ..

فأعلم ان من يمدحك ويذكر محاسنك بشكل مستمر إما ان يكون مدحه نفاقاً أو خوفاً أو نقصاً فى معارفه،  فكل منا له عيوبه وأوجه القصور فى شخصه وخبراته..

فلنكمل أنفسنا بالآخرين ولنتبادل الخبرات والأفكار ولنتخلى عن الكبر والشعور بالذات لنرتقى دوماً نحو الأفضل ولنسعى جميعاً نحو تطبيق مفهوم الإدارة بالحب..

فالإدارة بالحب هى كلمة السر فى نجاح الفرد والمؤسسات.. هى طوق النجاه ..هى منهج الحياه..وهى الحل الأمثل لمعظم المشاكل التى تواجهنا.