02:36 pm 02/06/2022
| بترول
| 12921
اكتشاف نفطي قريب سيضع إحدى الدول الأفريقية في صدارة العالم
تترقب ناميبيا التطوير التجاري لاكتشاف نفطي رئيس من قبل شركة شل البريطانية، ما يسهم في تعزيز طموحات الدولة الواقعة في جنوب غرب قارّة أفريقيا لصدارة العالم باكتشاف وتوريد الهيدروكربونات.
فقد أعلنت شركة الطاقة العملاقة أنها ستعود -في وقت لاحق من هذا العام- لإجراء المزيد من التنقيب حول اكتشافها النفطي الرئيس في حوض أورانج، من أجل تأكيد التطوير التجاري المحتمل للبئر.
ووفقًا لخبراء صناعة النفط، فإن حوض أورانج -الذي يضم اثنين من أكبر اكتشافات النفط الخام في أفريقيا في العقود الأخيرة- هو حاليًا محور المنافسة الشديدة التي قد تؤدي إلى صفقات قياسية.
إذ أسست اكتشافات شل وتوتال إنرجي في حوض أورانج نظامًا نفطيًا فعّالًا، وأثبتت وجود الخام الخفيف، حسبما نقلت منصة "نيو إيرا لايف"، في تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
أعلنت شركة شل -في يناير/كانون الثاني الماضي- التوصل إلى اكتشاف نفطي كبير، إذ عثرت على كميات كبيرة من النفط والغاز في بئر غراف، الواقعة في حوض أورانج، الذي تقوم شل حاليًا بحفر بئر ثانية فيه.
يعتقد الباحثون في شركة وود ماكنزي لاستشارات الطاقة، أن اكتشاف غراف يمكن أن يحتوي على أكثر من 700 مليون برميل من النفط.
كانت نتائج حفر البئر من قبل شركة شل قد أظهرت وجود ما يقرب من 250 إلى 300 مليون برميل من النفط المكافئ والغاز، مع وجود هيدروكربونات بطبقة واحدة على عمق 60 مترًا، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز".
تدير شركة شل اكتشاف غراف النفطي بنسبة 45%، كما تمتلك شركة قطر للطاقة نسبة 45%، والمؤسسة الوطنية للنفط في ناميبيا (نامكور) 10%.
بعد أقلّ من شهر من إعلان اكتشاف غراف، أكدت شركة توتال إنرجي توصّلها إلى اكتشاف نفطي مشابه للخام الخفيف، مع الغاز المصاحب في موقع فينوس الخاص بها، في المربع بي 2913، الواقع أيضًا في حوض أورانج.
ولم يُكشف رسميًا عن أيّ تقديرات للموارد حول هذا الاكتشاف النفطي حتى الآن.
تقوم بتشغيل منطقة الاستكشاف هذه مجموعة مشتركة تضم توتال إنرجي بنسبة 40%، وقطر للطاقة 30%، وإمباكت أويل آند غاز 20%، ونامكور 10%.
وأشارت نامكور -في بيان أصدرته مؤخرًا- إلى أن اكتشاف فينوس-1 إكس يقع على بعد 290 كيلومترًا تقريبًا قبالة سواحل ناميبيا، في كتلة الاستكشاف البحرية بالمياه العميقة.
وحُفرت هذه البئر على عمق إجمالي يبلغ 6296 مترًا، وواجهت خزانًا من الحجر الرملي الخفيف عالي الجودة من العصر الطباشيري السفلي.
يعتقد خبراء صناعة النفط أن الوعود التي تُقدمها آبار غراف وفينوس ستؤدي على الأرجح إلى زيادة نشاط الحفر في حوض أورانج، وكذلك عبر الحدود البحرية في جنوب أفريقيا؛ إذ حصلت كل من شركتي توتال إنرجي وقطر للطاقة أيضًا على الموافقة على الاستكشاف.
ووفقًا الرئيس التنفيذي لشركة نابيرم المحلية، أولاينكا أروولو: "تستعد ناميبيا لتكون المنطقة الأولى في العالم لاكتشاف وتوريد الهيدروكربونات".
وشدد على أن "حوض أورانج يُعدّ محور التركيز في الوقت الحالي، ولكننا نستعد للقيام باستثمارات كبيرة في سلسلة والفيس ريدج، التي نعتقد أنها يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 8 مليارات برميل.. حوض والفيس هو التالي".
مثل الشركات الكبرى شل وتوتال، فإن نابيرم، بالاشتراك مع المشغّلين الآخرين، ستقوم بالعمل المطلوب مثل الدراسات الزلزالية ثنائية وثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى بيانات الجاذبية الجوية، وتقديم الأرقام التي ستثبت في النهاية موارد أيّ اكتشاف نفطي محتمل.
وتعكف ناميبيا حاليًا على بدء مرحلة جديدة من التوسعات الخارجية، بحصص تضمن لها عوائد نفطية مناسبة، بالإضافة للحصص الإنتاجية، بالتوازي مع التوسعات المحلية بدعم من استثمارات الحفر والاستكشاف الأجنبية.
وأشار المدير التنفيذي لشركة نامكور، إيمانويل مولونغا، إلى أن المرحلة الحالية التي أعقبت اكتشافات شركتي شل وتوتال إنرجي في ناميبيا تُركز على إجراء تقدير للنتائج الأولية وبحث الخيارات المتاحة، تمهيدًا لبدء الإنتاج بحلول عام 2028.
وأعلن مولونغا -في تصريحات الشهر الماضي- عزم شركته التحول من شركة معنية بالنفط والغاز إلى "شركة طاقة"، جنبًا إلى جنب مع توسّعها بمجالات أخرى تدعم انتقال الطاقة مثل الهيدروجين الأخضر.
تزداد حاجة ناميبيا لتنظيم جهودها النفطية، من خلال قانون يلائم قطاع النفط والاستثمارات، في ظل تطور الاكتشافات النفطية في البلاد.