05:16 pm 30/05/2022
| رأي
| 2012
وائل مقلد يكتب : ستبقى الإنسانية رغم كل الإحباطات
خلقنا الله على الفطرة السليمة وتطيب النفس للسلوك السوى وتأبى النفس فعل الفواحش والموبيقات.
الإنسانية قيم عليا تجرى فى عروقنا دماء تنطق بالحق والخير والجمال وقد جاءت الديانات السماوية تدعونا للطهر والعفاف وعبادة الخالق وبناء الكون وتعميره فالإنسان سيد الكون ومقدم على سائر الموجودات وفى فقه الأولويات نجده الغاية فالساجد قبل المساجد والصانع قبل المصانع والسالك قبل المسالك.
لا تصفوا الحياة بهنيئة عيش فكما نجد الخير نجد الشر ولا ننسى الجريمة الأولى فى المعمورة بقتل أحد أبنى أدم لأخيه بسبب الحقد آفة النفس البشرية وتوالت الصراعات بين الخير والشر ويبعث الله الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنزرين يدعون الناس الى الخير و ينهونهم عن فعل الفواحش والآثام ولكن الشيطان الرجيم يوسوس فى النفوس وتحيد النفوس الضعيفة عن الطريق المستقيم ولا ننسى أننا بشر نصيب ونخطئ ونتوب ونستغفر ولكن هناك من الناس من انزلقت قدماه وسقط فى بئر سحيق من التنطع والجهل والتعصب الأعمى والكبر وتتوالى الأحداث وتتعاقب السنون والقرون ونجد التاريخ مدونا ساردا لحكايات العطاء والشح حكايات البناء والهدم
ويبقى الحق دائما منتصرا وان تعددت الكبوات فلكل حصان كبوة .
مع كل تقدم بشرى نجد ميزات وايضا مساوئ كثيرة وفى كل أزمة تظهر الاخلاق الحقيقية للناس وفى زماننا المعاصر نجد التقدم والازدهار العلمى والتكنولوجيا الحديثة التى تطلعنا كل ثانية على ظهور جديد وتتعارض المصالح بين الدول وتزيد الصراعات السياسية والاقتصادية والثقافية وتتلاقى الحضارات ومن الايجابى أن تتلاقى لتسموا الحياة وترتقى ولكن يحدث الصدام والرغبة فى السيطرة والاستحواذ مع كل هذا يدق ناقوس خطر داخل النفوس وتتصدع البنايات المجتمعية والأخلاقية للمجتمعات
تتشابك الأطماع المنزوع منها الاخلاق القويمة لتفرز للعالم أوبئة وفيروسات اجتماعية ونفسية قبل الجراثيم والأمراض العضوية فما أكثر الحروب البيولوجية فى زماننا هذا ولكن دائما وابدا سيظل الخير وأصحاب القيم الإنسانية واقفون على أرض صلبة راسخة جذورهم لا تتزعزع.
ظواهر سيئة للغاية طفت على السطح وأصبحت حقيقة لا نستطيع أن نغفلها أو ننكرها كالعنف وخاصة العنف الإلكترونى وانتشار إدمان المخدرات والتكنولوجيا والعلاقات الجنسية المحرمة وغير السوية والتطاول الا اخلاقى لكل قيمة وقامة وكل جميل محاولين هدم الرموز والمكافحين يرغبون فى طمس الهوية الإنسانية ووئد الفطرة السليمة وبات التبجح سمة العديد من المجتمعات والقئات
وصار صوت الباطل يعلوا ويرتفع مناطحا السحاب وأخذ أصحاب الحق فى الصمت مشفقين على أنفسهم من التنمر والتسلط والسخرية بل والإدعاء عليهم بالجهل والعنف والإرهاب وغير ذلك وانقلبت الآيات ولكن هم من يريدون ذلك لكن اراده الله غالبه ووعد الله حق فالله هو الحق وأن انتشر الباطل فهناك دعاه التنوير والتصحيح للمفاهيم وإرشاد الأجيال الجديدة للوقوف على حقائق الأمور وتربيتهم وتعليمهم مفاهيم صحيح الدين والأخلاق وكيفية التعامل مع كل هذه الظواهر المجتمعية الفاسدة والغير أخلاقية وتحفيزهم ليكونوا دعاه بناء لا دعاه هدم .
قد ترى الأخلاق الحميدة تسقط فى غيابات جب عميق من الجهل أو التطرف أو الانحراف الأخلاقى والسلوكى والعنف ونعيش فى ابتلاءات كثيرة وفتن عظيمة ولكن عليك بالثبات ودعم منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية بداخلك وبمحتمعاتنا.
الإنتماء و المواطنة وإيجاد الحلول المناسبة لكل الصعوبات والتحديات وفتح قناة من الحوار الوطني المجتمعى لطرح كل الإشكاليات والصعاب والعمل على طرح حلول وآليات من خلالها تستطيع الحياة بأريحية.
لا للتخوين لا للتكبر لا للتميز معايير أساسية وقواعد راسخة لفكر مستقيم يتقبل الأخر ويعطية مساحة للتعبير دون المساس بالقيم والمبادئ الأساسية للإنسانية والمجتمعات رافضين كل دعوات غير سوية شاذة و أعنى بالشذوذ ليس كل مختلف ولكن كل ما يخالف الفطرة الإنسانية السوية
سببقى هناك من يتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق رغم كل هذه البلبلة والتخبط ومحاولة زعزعة الاستقرار النفسي للبشر ووهن المجتمعات
سيبقى الخير والحق والجمال فى كثير من النفوس وهو الأساس وسيعلوا صوت الحق فى كل مكان مادام هناك قلوب تنبض بالإيمان فالله العدل وعدل الله يوجب نصرة الحق وأن طال الزمان وتعددت الابتلاءات
فلا ظلام يدوم ولا ظلم يستمر
أن وعد الله الحق .