للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

اللحظات الأولي للرحيل (نرحل ويبقي الأثر)…د عزة سامي

اللحظات الأولي للرحيل (نرحل ويبقي الأثر)…د عزة سامي

04:45 am 14/05/2022

| رأي

| 2582


أقرأ أيضا: Test

اللحظات الأولي للرحيل (نرحل ويبقي الأثر)…د عزة سامي 

التغيير هو الحقيقة الكونية التي لا تتغير، لولا التغيير لما تعاقبت الأجيال وتلاحقت الأحداث و شهدنا من التطور و الإختلاف. 
في حديثنا اليوم مشهد قد مر أمام الكثير منا، و هو ترك مكان العمل بعد سنوات من الإنتماء إليه، و لن يشعر به إلا من ذاق لحظاته "لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ".
هي بداية جديدة لن تشعر بقيمتها إلا إذا تيقنت أن هذا هو الأفضل لك من أن تكون في وضع مؤرق قد يُمرضك، لا تحاول التأقلم علي وضع جديد غير إحترافي يقوم علي ممارسات وفق تطلعات شخصية، ولا يرتقي للمستوي المعهود بعد أن تذوقت المهنية و الإحترافية مما سبق. و لكي تتعافي برفق عليك الإسترشاد بما يلي:
في البداية: حاول أن تكون ذكياً و لماحاً بالقدر الذي تستطيع ترجمة المواقف و العبارات المستحدثة من المحيطين بك عن كثب و التي تنذر بإقتراب موعد مغادرة المكان حتي تستعد جيداً، سوف تشعر أنها مسالة دقائق نقصت أو كثرت، فما هي لتمضي حتي تنال استقرارك النفسي من مناخ عمل غير صحي، و أعلم انه من السهل جدا ذلك بحكم الخبرة. و قد تؤخذ بغته، فتذكر...
الإيمان بالقضاء و القدر: التسليم بأن هذا هو الوقت المناسب الذي قدره الله لك رحمه بك، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}، 
القناعة الداخلية: أنك قدمت ما يمليه عليك ضميرك و أنها لحظة تدرك أنه من الأفضل الرحيل من مكان لم يعد ينتمي لك أو تنتمي إليه. قد تختلف الأسباب إما أنه: (لامجال لأن تتقدم في حياتك المهنية، لا يضيف لك بقدر ما يأخذ منك-ضعف العائد المادي-إدارة غير عادلة-مدير غير مسؤول-مناخ عمل غير صحي ملئ بالقيل و القال- إلخ)،
الإنجازات: كن أنت بسمو أخلاقك و فخوراً بتاريخك و ما قدمته، ثقتك بأنك كنت أحد الركائز الأساسية التي ساهمت في بناء و تطوير العمل، زملاء العمل: عليك أن تدرك أنهم يمرون ويغادرون، ولا تجعلهم أكثر تأثيراً في حياتك مما ينبغي، وجهة نظرك: أن حياتك تتكون من فصول في كتاب، وأنه من الطبيعي أن يُغلق فصل ويبدأ آخر،اليقين: أنه آجلاً أم عاجلاً ستمر هذه اللحظات علي الجميع حتي من ظنوا أنهم في مأمن منه، لكن بإختلاف التوقيت أو الأسلوب، فإطمئن المشاهد ستعاد، والأدوار ستتبدل وكل ساقِ سيسقي بما سقي. 
و أخيراً لا تحزن: ما مضى أسفر عن إنجازات ونجاحات وصداقات وتجارب وقصص ومواقف وما إلى ذلك.إنها مسألة وقت لتبديد هذا الشعور المؤقت بالفقد والصدمة والرفقة المؤقتة وخيانة العهد و الخذلان مما ظننا بهم خير، (إعادة التقييم بالمكيال الصحيح لمن أفقد العمل إنسانيتهم). سوف تري النور من جديد علي أبواب تفتح أمامك لم تكن بالحسبان، فيها العوض الجميل و أشخاص لم نشعر بصدق حديثهم و حسن معاملتهم، فلولا العثرات ما تذوقنا طعم النجاح ولما نضجنا واكتسبنا من خبرات...
"واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟