10:15 am 25/04/2022
| رأي
| 1905
محمد العليمي يكتب : أيام مباركة وأعياد مجيدة
وسط إحياء المصريون المسلمون لشعائر شهر رمضان المعظم وصيامهم للشهر الكريم وإستعدادهم لإستقبال عيد الفطر المبارك ، يحتفل المصريون المسيحيون وتحتفل الكنائس القبطية الأرثوذكسية بإقامة القداس السنوي لعيد القيامة المجيد وهو أعظم الأعياد المسيحية و أكبرها و المتمم للصوم الكبير الذي استمر لمدة 55 يوماً ، ليتزامن كل ذلك مع أقدم الإحتفالات الفرعونية و هو عيد شم النسيم وأعرق إحتفالات التاريخ المصري المعاصر الذكرى الأربعين لتحرير سيناء، الأرض الطاهرة، معبر الأنبياء، البقعة المقدسة التى طالما مثلت لمصر عمقاً إستراتيجياً والتى تتمتع بمكانه راسخة فى قلوب كل المصريين بجميع طوائفهم ، فملحمة إسترداد سيناء تخطت كونها إنتصاراً عسكرياً ودبلوماسياً بل إمتدت لتصبح نموذجاً خالداً لقهر اليأس والإحباط من أجل إسترداد الكرامة، كرامة الشعب المصري بكل طوائفة لتصبح تلك الذكرى مصدر الفخر والإعتزاز لهذه الأمة ، تجتمع كل تلك الأعياد معاً ليشهد الشارع المصرى تبادل التهانى والمباركات بين جميع المصريين مسلمين ومسيحيين، المصريون الذين صنعوا حضارة الأجداد معاً وصانوا كرامة ومقدرات الأحفاد معاً.
ونتذكر مقولة بطل الحرب والسلام البطل الشهيد أنور السادات (( وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهی، ولكن لكي نتذكر، وندرس، ونُعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، ومرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف سیجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وکیف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، کیف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حق تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس و الرجاء)).
ومثلما احتاج قرار الحرب شجاعة نصف رجال العالم ، فقد احتاج قرار السلام شجاعة النصف الآخر وقد فعلها السادات واستطاع التفاوض مع العدو ، تفاوض من موقع المنتصر، فأجبرهم على السلام وعلى إعادة الأرض المصرية كاملة ، مشدداً على أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب، حيث رسم انتصار القوات المسلحة المصرية خط النهاية في حرب دامت لأكثر من ربع قرن، ورسمت الدبلوماسية المصرية سلاماً دام لما يقرب من نصف قرن .
فلكم الحق أبناء مصر العظيمة أن تفخروا بأنفسكم ووطنكم فمعركة البناء والتنمية التى تخوضها الأمة المصرية حالياً ضد خفافيش الظلام لا تقل فى أهميتها وقوة عن ما واجهه الأجداد على مدار تاريخ أمتنا العظيم، تلك المرحلة التى تملي علينا جميعاً الإصطفاف حول الوطن، نحمى مقدراته ونصون مقدساته من أجل تغيير الواقع ولمستقبل أفضل للأبناء والأحفاد، فهذا الوطن ورمالة الزكية التى أرتوت بدماء شهدائنا الأطهار يستحق أن نبذل له كل غالى ونفيس.
فتحية واجبة لكل من شارك في صناعة هذا اليوم المجيد وتحية احترام وتقدير لأبناء الواجب ابناء مصر المخلصين الذين حققوا للوطن هذا النصر العظيم ، فسيظل هذا اليوم عيداً لكل المصريين وتخليدا لذكرى النصر والسلام القائم على الحق .