فكرة أتحاد أمارات الخليج العربي بدأت بمشروع الأتحاد التساعى والذى يشمل الإمارات السبعة ، وإمارة البحرين وإمارة قطر فى أتحاد فيدرالي مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السويسرى ،مع احتفاظ كل إمارة بشخصيتها المستقلة وكيانها الذاتى ..وقد حاولت الحكومة البريطانية إعلان تأييدها للنموذج الأتحادى التساعى لضمان إستمرار نفوذها فى المنطقة المطلة على ساحل الخليج ،إلا أن الشركات الأمريكية رفضت فكرة هذا الأتحاد واستطاعت الشركات التأثير لإفشال الأتحاد لتقسيم المنطقة على نحو سياسى واقتصادي يتلاءم مع السياسات الأمريكية فى هذه المنطقة .
وقد أعلنت إمارة قطر عدم قبولها لفكرة الأتحاد وهو ماعلق عليه الشيخ زايد بن سلطان مؤسس الإمارات العربية المتحدة على الموقف القطرى الرافض للوحدة بين الإمارات الخليجية ،بأنه يرى فيما حدث من قطر خروجا عن المألوف خلال مؤتمر الأتحاد التساعى فى أكتوبر 1969 ، فأعلنت إمارة البحرين فى يناير 1970، قيام دولة البحرين المستقلة !!
وإعلان إمارة قطر دستور قطر فى أبريل ١٩٧٠، وأن قطر دولة عربية ذات سيادة ،ووقعت مع الشركات الأمريكية العاملة فى مجال البترول والغاز الطبيعي إتفاقيات إستغلال بمنح الشركات الأمريكية الإقليم البرى والبحرى ،وهو ما يعنى أن الشركات الأمريكية أعادت احتلال الإمارة وأصبحت الكلمة العليا للشركات التى فرضت سيادتها على الإمارة بالكامل ،واقتصار دور حكام الإمارة على ترسيخ مفهوم نظام الحكم الوراثى ،ولا علاقة لهم بإدارة أمارة قطر لأن السيادة كاملة للشركات الأمريكية التى دعمت فكرة الوجود العسكرى فى الإمارة ،فتم أنشاء القاعدة العسكرية الأمريكية والتى تسيطر على نصف الإقليم البرى لإمارة قطر !!
تنمية الصراع بين دول منطقة الخليج أحد الأسس الإستراتيجية التى تقوم عليها السياسة الخارجية الأمريكية ،كلما اشتد الصراع استطاعت الولايات المتحدة أمتصاص ثروات هذه الأنظمة بأسلوب ممنهج يتماشى مع فكرة الهيمنة الأمريكية المطلقة على الدول الغنية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ومالياً ، فالامارة وما عليها ملكية خاصة للشركات والمؤسسات العسكرية الأمريكية ،وما يدور من أحداث وآخرها المقاطعة التى أعلنتها الدول العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر ،لن تسقط إمارة قطر بالسهولة التى يتخيلها الكثير والتى تظهر من خلال التعليقات الساذجة عن مدى قوة إمارة قطر العسكرية !!
قطر أحد اكبر ملاك الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم ودخلها السنوى يتجاوز ١٦٠ مليار دولار أمريكى ،حيث أنها تمتلك ١٤% من الاحتياطي العالمى من الغاز ،ومعها روسيا وإيران تمتلك روسيا ٢٤% وإيران ١٦% ،ليكون اجمالى احتياطى الدول الثلاث روسيا وإيران وقطر ٥٤% من الاحتياطي ،لذلك أسسوا منتدى الدول المصدرة للغاز ، وعقب التأسيس أصبح للدول الثلاثة تأثير مباشر على الأوضاع السياسية والإقتصادية عالميا !!
وقد دخلت قطر صناعة الغاز المسال فى مايو ١٩٩٩ من خلال مجمع الإسالة بمدينة رأس لفان الصناعية ،ومنذ ذلك التاريخ احتلت إمارة قطر المركز الأول عالميا فى إنتاج الغاز الطبيعي المسال ،ويعتمد أقتصادها على عمليات بيع الغاز المسال عبر موانيها عن طريق ناقلات الغاز التى تمتلكها الإمارة بالمشاركة مع الشركات الأمريكية !!
هناك علاقات مباشرة بين حكام إمارة قطر وأجهزة المخابرات الأمريكية والاسرائيلية والتركية والروسية والإيرانية، وأسقاط النظام الحاكم للأمارة ليس بالأمر السهل بفضل الإنفاق الهستيرى للدولارات استناداً على فكرة الزعامة العربية والإسلامية بفضل سلاح المال ،فقد مولت الإمارة ثورات التخريب العربى فى تونس وسوريا ومصر وليبيا واليمن ،وانفقت المليارات من أجل تقسيم العراق ،بالإضافة إلى الرشاوى الدولية المتنوعة مثل رشوة الفيفا من أجل تنظيم كأس العالم !!
إمارة قطر أصبحت الراعى الرسمى للإرهاب ،فقد قدمت للجماعات الارهابية فدية مليار دولار أمريكى لإخلاء سبيل رهائن ،بالإضافة إلى رشوة شيخ الضلال والأفك يوسف القرضاوى من أجل القول أن حاكم قطر مثل النبى !!
سقوط النظام الحاكم فى قطر ليس بالأمر السهل ،فالعديد من الدول استطاعت إمارة قطر اختراقها وهو مايظهر فى موقف الكويت وسلطنة عمان والسودان التى تحارب مصر لأن الرئيس البشير مرتشى ،وبالتالى الأمور بالغة التعقيد لأن روسيا وإيران وتركيا وإسرائيل لهم مصلحة بالغة الأهمية فى الدور الذى تلعبه إمارة قطر ،بالإضافة إلى أن الشركات الأمريكية صاحبة الكلمة العليا فى استمرار النظام الحاكم من عدمه !!
المقاطعة لاتعنى الانهيار لأن البنوك الأمريكية والأوروبية ستفتح خزائنها على مصراعيها من أجل استمرار مخططها..
هناك خطوات يجب إتباعها لضمان الضغط وتبدأ بالحجز على جميع الأرصدة البنكية القطرية بالبنوك فى الدول الأربعة ،ومصادرة جميع السفن وناقلات الغاز المسال وتأميم الممتلكات القطرية بالكامل فى مصر والاستيلاء على الأسلحة القطرية فى ليبيا !
إيران استطاعت تحمل العقوبات الأمريكية سنوات بفضل التعاون الروسى معها ،وهو نفس الأمر بالنسبة لقطر ستكون معها تركيا وروسيا وإيران وهو مايقلل من حجم المقاطعة !!