07:42 am 06/04/2022
| رأي
| 2111
ذكريات منقوصة بقلم محمد العليمي
دائماً ما نتساءل لماذا هناك ذكريات لا ننساها أبداً، وهناك ذكريات لا نتذكرها، فهل الأمر يتعلق بنوعية تلك الذكريات سعيدة ام حزينة ؟ ولكن الغريب اننا حين نسترجع تلك الذكريات نجد منها المؤلمة الغير منسية وغيرها مؤلمة منسية وعلي النقيض نجد ذكريات سعيدة منسية وغيرها سعيدة لاتنسي، لنجد أننا أمام نوع فريد من الذكريات ، تلك التي تظل عالقة بجدراننا الداخلية ، وتساءلت كثيراً مالذي يجعل ذكرى منسية وذكرى أخرى لا تفارقنا ؟!! أعتقد ان الاختلاف الوحيد وهو مدي اكتمال الذكري من عدمه، نعم … الذكريات تختلف في تمامها وكمالها ، ولكن كيف ذاك ؟!!
ان أكثر الذكريات العالقة التي لاننساها هي ما بقي منقوصاً، كغياب أحدهم من حياتك فجأة أو دون سبب !! لتظل هناك أسئلة تراودك دائما في محاولة لإكمال ذلك الحدث وفهمه وهو ما يُبقيِ تلك الذكريات مفتوحة وناقصة ، وهذا ما يجعل الكثير منا يفتح عدة مشكلات ماضية مع مشكلة حالية، فتلك المشكلات التي لم تعالج بالماضي ولم تحل في وقتها ستظل في الذاكرة المفتوحة وستنتصر لنفسها ولو كان ذلك مع مشكلة أخري وسيكون انفجارها عبارة عن عدة انفجارت مجتمعة في حدث واحد وعادة في الوقت الخطأ ومع الاشخاص الخطأ.
لذا كنت ومازلت دائما أصر أن يأخذ كل شيء حقه لكي يتركنا ويمضي إلي حال سبيله ونمضي نحن قدماً، فكل شيء لا يأخذ حقه سيطاردنا بطريقة ما، الإهانة التي لم تُرد ستظل تطارد صاحبها، الدَمعة التي لم تَخرج في وقتها ستتحين الفرصة لتفاجئك بخروجها، المراهقة المغتصبة سترد الاعتبار لنفسها ولو في الكهولة والشيب، كل شيء لايأخذ حقه كاملاً تاماً سينتصر لنفسه بطريقة ما، وهذا ما جعلني أعتقد أن الذكريات كذلك تنتصر لنفسها ، حتى الذكريات السعيدة التي تبقى منقوصة ستظل مفتوحة على مصراعيها تاركة لنا الخيال وهو أضعف الإيمان لنكملها بطريقتنا الخاصة وننسج في كل مرة تكملة لها بطريقة جديدة ومختلفة ، لنواسي بها النفس.