04:32 pm 21/03/2022
| رأي
| 1840
وفهمت سر بكاء أُمي…أيمن حسين
زمان وانا صغير ، كان سني في حدود ٨ أو ٩ سنين بكان يأتي علينا عيد الأم والاقي أمي ربنا يديها الصحة والعافية ويبارك في عمرها بتعيط ، بتعيط كتير قوي وحاسس بوجعها وحرقتها وتحديدا لما بتسمع اغنية الست فايزة احمد ست الحبايب يا حبيبة ، بصراحة كنت كأي طفل في السن ده مش فاهم بس كنت بقول يمكن عشان جدتي توفت من سنتين تلاتة بالكتير والموضوع لسة من قريب فماما بتفتكرها وتزعل يعني زي اي حد بيحب امه واتوفت في سن صغير، بس مع السنين والوقت لقيت نفس الحاجة بتحصل ديما وباخد بالي منها كل ما تيجي سيرة جدتي رحمة الله عليها ، وبالمناسبة كانت جدتي ست طيبة وجميلة فيها حنية الدنيا ولسة ذاكرتي فاكرة ليها حاجات حلوة كتير ولسة شايف في خيالي لما كانت بتجيلنا زيارة ومعاها كل خيرات الله وجايبالنا حاجات كتير جدا، لسة فاكر العربية البيجو السبعة راكب كانت تأجرها وتجيبها لوحدها مليانة خيرات الله لأن امي كانت من احدى محافظات الصعيد بس اتجوزت والدي واقامت في القاهرة محل سكن وعمل ابويا ، المهم نرجع لموضوع البكاء المستمر لامي لما بتسمع اغنية ليها علاقة بالام او مع الاحتفالات بعيد الام ، لما كبرت شوية ابتديت اقول لنفسي طبيعي تفضل زعلانه منا بحب امي وشايف قد ايه الست بتتعب معانا ومش مخليه في جهدها جهد لاي حاجة تقدر تقوم بيها عشاني انا واخواتي البنات ، امي فعلا استحملت حاجات كتيره صعبه في الحياة عشانا، تخطت حاجات انا مش متخيل ازاي ست من الصعيد كانت عندها هذا الفكر والوعي والحرص علينا وعلى مستقبلنا وتعليمنا رغم ظروفنا الصعبة في اوقات كتير ، بل هي صعبة جدا وخصوصا على سيده لم تكمل تعليمها تكون بهذه الثقافة وهذه المبادىء التي تعلمناها من شخصية مستحيل تتكرر ابدا ، المهم كبرت واتجوزت وجبت اولاد ومع الوقت كل يوم بيعدي عليا كنت بعرف اكتر يعني ايه أم ويعني ايه عطاء حقيقي ومطلق ومجرد عن اي مصلحة تُذكر،فهمت اني كل ما بكبر يوم بفهم قد ايه الست دي كانت سبب رئيسي ومباشر لكل حاجة انا فيها انهاردة ، فهمت يعني ايه لولا الست دي كانت حاجات كتير في حياتي مكنتش هتكون بالشكل ده ، كل ما بكبر يوم بفهم وبسترجع حاجات كتير وبفهم ليه أمي لحد انهاردة بتبكي لما بتسمع اغنية ست الحبايب بكل كلام الاغنية الحقيقي جدا اللي لما سمعتها امبارح بالصدفة في الراديو وانا ماشي لقيت دموعي نزلت غصب عني لما سرحت في أمي وجمالها وكل اللي مرت بيه في سنين طويلة واستحملته عشانا ولحد دلوقتي لازم استنى منها مكالمة يومية فيها وصلة من الدعاء الطيب والحنين زي قلبها الأبيض الودود ، الدعوات اللي بسببها انا هنا دلوقتي وفي مكاني ده دلوقتي، أمي الست الصبورة المكافحة الصامدة ولحد دلوقتي وانا في سن ال ٤٣ لسة كل الأماكن اللي بتواجد فيها بشوف دعوة أمي سبقاني ليها، بشوف دعواتها ليا كل يوم وكل لحظة وفي كل خطوة في حياتي نجحت فيها كان سببها دعوات امي الغالية ، وهفضل لاخر عمري عارف وفاهم وافتخر جدا ان انا صنيعة امي، صنيعة هذه السيدة العظيمة بكل حاجة ممكن تكون كويسه الست الطيبة دي هي سببها،وعايز اقولها كل سنة وانتي طيبة واجمل ست في الدنيا واقولها اني فهمت ليه كانت بتبكي على جدتي حتى بعد وفاتها اللى انهارده عدى عليه ٣٦ سنة