12:43 pm 20/02/2022
| رأي
| 1787
ليس كل ما يقال من أمثال أصبح مناسباً للعصر، بل تحول العديد منها لمدعاة للسلبية ومنها علي سبيل المثال عبارة "من خاف سلم" تلك العبارة الحاضرة في العديد من المنازل، وينتهجها بعض من الآباء مع الأبناء، ظنًا منهم بأنها السبيل لتجنب الصعاب والإبتعاد عن المغامرة بأي من مجالات الحياة، غافلين عما تخفيه من معان وتفاصيل "سلبية" قد تلازم الابناء، وتمتد معهم حتى الكبر. أن مثل هذه العبارات تقال أحيانا للأبناء في سن المراهقة لأخذ الحيطة والحذر، لكن إذا طبقت في مفهومها الخاطئ ينقلب الأمر بشكل سلبي، فقد تكون سبباً في تعزيز الخوف والترهيب في قلب كل من يفكر بالتحدي والمغامرة أو التغيير، لتصبح حاجزاً بينه وبين تحقيق الكثير من أحلامه وطموحاته.
فعلي الرغم من اننا نتفق جميعاً ان الحذر واجب، وعلى الأهالي أن يكونوا حريصين على توعية وتثقيف أبنائهم تجاه مخاطر الحياة، ولكن دون تخويفهم والتأثير عليهم سلباً، فلا يصح ان ننقل لهم الضعف والإنهزامية والعجز عن مواجهة الحياة، في الوقت الذي يبحث المجتمع عن أشخاص لديهم روح المغامرة والمجازفة والجرأة، علينا أن نربي جيلا لديه الجرأة ليعبر عن نفسه ويمتلك القدرة على طرح رأيه ويدافع عنه بالحجة والبرهان والمنطق.
في أساليب التربية القديمة كان التخويف والترهيب جزءا منها، لكن حاليا اختلفت الظروف، فالمجتمعات غير متجانسة وثقافاتها متعددة، وبالتالي أصبحت هذه وسائل غير سليمة وغير سوية، فالفرد الذي يعاني الخوف يصبح غير قادر على العطاء وبناء ذاته، لذا فإن أساليب التربية الصحيحة للتنشئة تقام على الجرأة والحوار وإبداء الرأي، وبناء الشخصية القادرة على التكيف والتفاهم والتعامل مع المعطيات المتغيرة بسرعة، لتكون قادرة على مواجهة التغيرات والتعامل والتفاعل معها بجرأة وشجاعة، فالطفل الذي ينشأ وبداخله الكثير من المخاوف سيفقد التوازن، تحديداً حينما يبدأ الأهل بتخويفه من الشارع ومن الرفقة في محيط البيت والمدرسة، ومن كل شيء، وهذا قد يولد لديه "رهاب اجتماعي"، لذا دعونا نعلمهم ما يساعدهم
(وبدلاً من "من خاف سلم" نجعلها "من خاف ندم")
يفوز باللذات كل مُغامر ، و يموت بالحسرات كل جبان
من يتهيّب صعود الجبال ، يعش أبد الدهر بين الحفر