للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

هو كالكفر.. مِلّة واحدة!

هو كالكفر.. مِلّة واحدة!

الكاتب : سليمان جودة |

06:15 am 13/01/2022

| رأي

| 1697


أقرأ أيضا: Test

هو كالكفر.. مِلّة واحدة!

 

أضاف الرئيس بُعدًا جديدًا إلى أبعاد حقوق الإنسان، وهو يتحدث أمام إحدى جلسات منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ!.

وإذا أردنا أن نضع هذا البعد فى إطاره الصحيح، فلن يكون ذلك ممكنًا إلا باستحضار ما صدر عن وزارة خارجية الصين قبل أسابيع تعليقًا على قمة الديمقراطية التى دعا إليها الرئيس الأمريكى جو بايدن.. وقتها، قالت الخارجية الصينية فى بيان جرى نشره على موقعها إن الديمقراطية الأمريكية: سلاح دمار شامل!.

والقصد واضح طبعًا، وهو أن الدول التى تدخلت فيها الولايات المتحدة لنشر الديمقراطية على أرضها قد عانت ولاتزال من دمار هائل أصابها!.

وهذا بالضبط هو ما عناه الرئيس حين قال إن الكف عن التدخل فى شؤون الدول حق من حقوق الإنسان، وإن الدول التى عرفت التدخل فى شؤونها حولنا فى المنطقة على سبيل المثال قد جرى تخريبها، ثم عانى أبناؤها ولايزالون كما لم يحدث لهم من قبل!.

وليس من الضرورى أن تكون الحالة الأمريكية فى التدخل فى شؤون الدول الداخلية هى التى يقصدها الرئيس فى حديثه، وإنما القصد هو التدخل من جانب أى طرف أجنبى، ومن جانب أى دولة.. فالتدخل من هذا النوع يظل كالكفر الذى قال عنه أهل الفقه إنه مِلّة واحدة!.

ومن قبل، كان الرئيس قد راح يتبنى مفهومًا أشمل لحقوق الإنسان.. وكان ذلك فى أثناء مؤتمر صحفى مشترك له مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.. لقد قال على مسمع من العالم فى أثناء المؤتمر الصحفى، إن التعليم الجيد حق من حقوق الإنسان، وإن الرعاية الصحية الجيدة حق من حقوق الإنسان، وإن الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان دوليًا دون أن يأخذوا ذلك فى الاعتبار إنما يقصدون «توظيف» حقوق الإنسان سياسيًا، ولا يقصدون الحديث الجاد عنها، ولا الإقرار الجاد بها لكل إنسان!.

وحين يُضاف البعد الجديد الخاص بالكفّ عن التدخل فى شؤون الدول إلى مفهوم حقوق الإنسان، فسوف يصبح أشمل، وسوف يضع الذين يتدخلون فى شؤون الدول أمام مسؤولياتهم، وسوف يكون علينا هنا فى مصر وفى المنطقة أن نظل نؤكده!.. وسوف يكون علينا شىء آخر أهم، هو أن نبادر بالأخذ بالمفهوم فى معناه الشامل على أرضنا.. وبالذات فيما يخص الصحة والتعليم، باعتبارهما حقًا من حقوق الإنسان.. علينا أن نبادر بذلك ونظل نفعله، لنقطع الطريق على كل متدخل أو متداخل!.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟