الكاتب : سليمان جودة |
09:11 am 28/12/2021
| رأي
| 2068
المشروع الثانى للجنزورى!
أعاد الرئيس الفضل فى مشروع توشكى إلى صاحبه، الدكتور كمال الجنزورى، وطلب إطلاق اسم الرجل على محور من محاور المشروع!
ولابد أنها لفتة كريمة من رأس الدولة، ولابد أيضًا أن الرئيس أعاد الفضل إلى صاحبه ولسان حاله يقول ما تدعو إليه الآية الكريمة التى تقول: «ولا تبخسوا الناس أشياءهم».
وسوف يكون الدكتور الجنزورى أسعد الناس فى العالم الآخر وهو يتلقى هذا النبأ الرئاسى.. فلقد عاش سنوات طويلة يدافع عن مشروعه وعن الفكرة فيه، وكان كلما قرأ شيئًا لأحد فى الصحافة عن المشروع، سارع إلى الاتصال موضحًا مرة ومضيفًا مرات!
كان أصل المشروع هو الخروج من الوادى الضيق إلى ما يفتح للناس أبوابًا جديدة للعمل والأمل، وكانت الفكرة فيه أن ننتج وأن نركز على ما هو منتج فيما نفعله كحكومة، وكان ذهاب الدكتور الجنزورى إلى منطقة توشكى فى أقصى الجنوب رغبة منه فى الإشارة إلى أن فى بلدنا الكثير من الفرص، وأنها فقط فى حاجة إلى شجاعة فى الذهاب إلى هناك!
ومن شدة إيمان الرجل، يرحمه الله، بموضوع توشكى تحديدًا، فإنه عندما كتب سيرة حياته جعلها فى جزءين: جزء عن وقائع حياته من أولها إلى آخرها، وجزء بمفرده عن توشكى، وعن تفاصيله، وعن موقعه على خريطة التنمية فى البلد بوجه عام!
وقد جاء وقت تحول فيه المشروع إلى ما يشبه التهمة التى تطارد صاحبها، وكان هو يحاول أن يشرح وأن يوضح ما استطاع، ولكن الموجة كانت أعلى منه وأقوى، ولم يكن أمامه سوى أن يسكت لعل وقتًا أفضل يأتى فيما بعد.. ولم يكن يعرف أن هذا الوقت الأفضل بالنسبة له سيجىء بعد رحيله بشهور، ولكن ما سوف يُريحه الآن أن هذا العام إذا كان قد شهد رحيله فى أوله، فإنه العام نفسه الذى شهد إنصافه فى آخره!.. فكأنه عام الرحيل والإنصاف سواء بسواء!
وإذا شاءت الدولة أن تنصفه أكثر فلتأخذ بما كان يدعو إليه فى موضوع السكان.. لقد كلمنى ذات يوم وطلب أن أكتب على لسانه أنه لا سبيل إلى ضبط زيادات السكان إلا بقانون يُجرِّم عمل الصغار دون السن القانونية للعمل.. كانت فكرته فى ملف السكان وكأنها مشروعه الثانى إلى جوار مشروع توشكى، ولكن الوقت لم يسعفه ليعطيه من الاهتمام ما أعطى الأول.. وكان تقديره أن ذلك لو حدث فى قانون العمل فسوف يسد بابًا يتسرب منه الأطفال دراسيًا ليعملوا بتحريض من الآباء.. كان يدعو إلى ذلك وهو يقول: جرِّبوا ولن تخسروا!.. بالعكس سوف تكسبون!