الكاتب : سليمان جودة |
11:48 am 18/11/2021
| رأي
| 2700
قالوا زمان ولا يزال يقال إن الأنهار تجرى لتصب فى البحار طول الوقت، ولكن الحاصل أنه لا الأنهار تجف ولا البحار تمتلئ!.
وهذا ما ينطبق معناه تمامًا على ما عاش يفعله تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ الأمريكى، على طول السنوات الماضية.. إنه لا يكاد ينتهى من تقديم مشروع قرار إلى المجلس حتى يعود إلى تقديمه من جديد.. فلا هو يتوقف عن تقديم مشروع القرار مرة بعد مرة، ولا المجلس يستجيب لما يطلبه فى مشروع قراره فى كل مرة!.
والمعروف عن الرجل أنه ينتمى إلى الحزب الجمهورى، الذى يجلس حاليًّا فى مقاعد المعارضة، وقد كان هذا الحزب يجلس حتى العشرين من يناير الماضى فى مقاعد الحكم، وكان دونالد ترامب يحكم باسمه فى البيت الأبيض.. وكان تيد كروز قد تقدم فى ديسمبر من السنة المنقضية بمشروع قرار يدعو فيه إدارة الرئيس ترامب إلى تصنيف جماعة الإخوان جماعة إرهابية!.
ولكن هذا لم يحدث، ولم يحدث أن التفتت الإدارة إلى ما يقدمه، رغم موقفها وقتها ضد الإخوان، ورغم أن الأغلبية فى الشيوخ كانت للجمهوريين!.
وقد مضت إدارة الرئيس السابق، ثم جاءت فى مكانها إدارة الرئيس جو بايدن، وراح عضو الشيوخ العتيد يتقدم هذه الأيام بمشروع القرار القديم من جديد، ويتضامن معه فى ذلك عضوان آخران ينتميان إلى الحزب نفسه، ومع الثلاثة عدد من الأعضاء الجمهوريين فى مجلس النواب، الذى تسيطر عليه حاليًّا أغلبية ديمقراطية، وكذلك تسيطر الأغلبية نفسها على مجلس الشيوخ!.
السؤال البديهى هو كيف يمكن له أن يمرر مشروع قراره فى مجلس يمثل الجمهوريون فيه أقلية، إذا كان قد عجز عن تمريره فى المجلس الذى كان الجمهوريون فيه أغلبية وقت ترامب؟!.
ولا يزال الواضح من تأرجح مشروع القرار على مدى سنوات، أن الإدارات المتعاقبة «توظف» موضوع الإخوان فى علاقاتها مع الحكومات العربية فى منطقتنا، وهى تفعل ذلك رغم علمها أن الجماعة مارست وتمارس التطرف.. ولكنها «السياسة» التى لعن الأستاذ الإمام محمد عبده كل مرادفاتها، من ساس، إلى يسوس، إلى سائس، إلى سواها من المرادفات!.