أنشودة الدنيا وسر الوجود…ياسمين الجاكي

الحب رباط قوى يصل بين القلوب يظل موصولاً بمشاعر المودة والإرتباط، يحمل الكثير من المعانى الخافيه التى تتستتر خلف الأفعال والتصرفات ..الحب لحن تعزف القلوب ألحانة ..وتؤلف كلماته بالمشاعر الصادقة النقية الخاليه من الحقد والكره والأنانية والشر .

الحب أنشودة الدنيا وسر الوجود وسلاح الحياه واكسيرها الذى نحيا لأجله.

فمنذ ان يولد الطفل وتتكون لديه مشاعر الحب نحو أمه ، ويشعر بوجودها ويتحسس ملامحها ويشعر بها دون ان تنطق بكلمة واحدة،

 و تتوالى السنوات و يكبر هذا الحب بداخلنا و يسكننا وتتعدد أشكاله وجوانبة،  فنجد أنه يصل لأعلى مراحله نحو الأب والأم فلا نستطع التفوه إليهما إلا بكلمات من المودة والحب ، ونجد اننا لا نقوى على فراقهما و هجرهما  ، او ان نرى نظره حزن بأعينهما ونسعى نحو ارضائهما بشتى الطرق والسبل ، نتمنى ان نفتديهم بأعمارنا لكى لا نرى فيهم اىمكروه او نسمع منهمى كلمات الالم والشكوى ، ونكبر ونواجه الحياه لنجد الحب يسكن القلوب تجاه حبيب او حبيبة العمر الذى تختاره ان يكمل المسيره بجانبك وتقوى هذه المشاعر بينكما بالود والتفاهم والإخلاص وإظهار هذه المشاعر فى شكل تصرفات وليس كلمات فقط لتكونا سنداً نستندان اليه كلما واجهتم ظروف الحياه المريره. 

ويتوطد هذا الحب بداخلك عندما يرزقك الله بزينة الدنيا وبهجتها الأبناء الذى تتمنى ان تحفظهم داخل قلبك ،وان لا يغيبوا للحظة عن رؤياك، تتمنى لو ان تمد يداك لأعلى طبقات السماء لتجلب لهما أجمل نجمه وتفعل المستحيل لتراهم الأفضل . 
وفى طريق الحياه تجد الصديق المخلص الذى تأتمنه على اسرارك ويشاركك الفر ح والحزن، ويسير معك بدربك بإخلاص، وتعطيه الأمان فيصبح مرآه حياتك وخزائن حكاويك واسرارك.

بداخل كل شخص سوى منا درجات من الحب تختلف من شخص لأخر ، فالشخص المتسامح مع نفسه ، الصادق بأحاسيسه الذى يظهر ما بداخله بعفويه وتلقائيه ،من لا يحمل ظناً أو شكاً فيمن حوله  ..ولا تحتمل الكلمات لديه أكثر من معنى ،، هو أكثر شخص يسكن بقلبه النقاء والحب الحقيقى الصادق.

أما الشخص الكتوم الصامت المبهم من يعطى للكلمه اكثر من معنى ويأخذ معاناها السىء فقط ، من يشك فى كل من حوله ويظن ظناً سيئاً فى كل كلمه يسمعها هو شخص مريض انقطع بقلبه وتر الحب واصبح الشك والريبه و عدم الثقه هم سكان قلبه وأصدقاء ذهنه.

فلتتسامحوا ولتحابو ولتتقو الله فى كافه تصرفاتكم ...احسبو ا الكلمه قبل ان تنتطقها السنتكم فبعض الكلمات رصاص قاتل يميت المشاعر ويجرح الأحاسيس .

ادركوا معنى الحب وتمسكوا بمن تحبون واعطوهم مناوقاتكم  واهتمامكم قبل ان بجبركم القدر على فقدانهم او الإبتعاد عنهم فما أمس الحاجه اليوم لإظهار الحب والتسامح والموده والتماس الأعذار 
فالحب هو احد اسباب استمرارية الإنسان على وجه الأرض ، لأن الحب يمنع الصراعات، ويخفف من حدة الأزمات، ويقرب النفوس ويذيب الخلافات .

الحب سكينه القلوب..هو اعظم الأحاسيس التى تسيطر على الكيان.. هو تقديم السعادة والشعور بالأمان.. هو التضحيه والإيثار من اجل الأخر ..هو من يجعلك تعيش فلى عالم مضىء بالشموع واللألوان بدلاً من الظلمة والوحده والخوف والكره.
الحب وتر الحباه والقلوب ..فحافظ عليه وجدد قلبك وسامح واعفو ولا تترك الحقد وظن السوء ان يسكن فيه.. فعندما ينقطع وتر الحب تموت المشاعر وتذبل الوجوه وتختفى المعانى الجميله والقيم والأخلاقيات.. وتموت بهجه الحياه و كل ماهو جميل.