للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

النقد الدولي يحذر من ارتفاع أسعار المعادن : قد يعرقل تحوّل الطاقة

النقد الدولي يحذر من ارتفاع أسعار المعادن : قد يعرقل تحوّل الطاقة
صورة استخراج المعادن .. ارشيفية

10:59 pm 15/11/2021

| تعدين وكيماويات

| 1950


أقرأ أيضا: Test

النقد الدولي يحذر من ارتفاع أسعار المعادن : قد يعرقل تحوّل الطاقة 

 

شهدت أسعار المعادن الصناعية ارتفاعًا كبيرًا بعد الوباء، مع إعادة فتح الاقتصادات، والدفع المتزايد نحو تقنيات الطاقة المتجددة.

 

ومن المرجح أن يؤدي الاتجاه العالمي المتسارع إلى الحدّ من انبعاثات الكربون، لتحفيز الطلب غير المسبوق على المعادن الصناعية المستخدمة في توليد وتخزين الطاقة المتجددة في سيناريو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفقًا لتقرير حديث صادر عن صندوق النقد.

 

ورغم أن ارتفاع أسعار المعادن -مثل الكوبالت والنيكل- قد يكون عنصرًا داعمًا لبعض الاقتصادات التي تعدّ من أكبر المصدّرين لهذه المعادن، فإن التكاليف المرتفعة يمكن أن تعرقل تحوّل الطاقة، وفقًا للتقرير.


سيناريو الحياد الكربوني


في ظل سيناريو الحدّ من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، فإن عملية تحوّل الطاقة تزيد الطلب على المعادن المستخدمة في التقنيات منخفضة الانبعاثات، بما في ذلك الطاقة المتجددة، والمركبات الكهربائية، والهيدروجين، واحتجاز الكربون وتخزينه.

 

ومن شأن اتّباع خريطة طريق وكالة الطاقة الدولية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 أن يؤدي إلى زيادة استهلاك الليثيوم والكوبالت بأكثر من 6 أمثال لتلبية احتياجات البطاريات واستخدامات الطاقة النظيفة الأخرى خلال العقد المقبل، بحسب التقرير.

 

بينما من المتوقع تضاعف استخدام النحاس، ويزيد استخدام النيكل 4 مرات في العقد المقبل، على الرغم من أن هذا يشمل تلبية الاحتياجات غير المرتبطة بالطاقة النظيفة، وفقًا لصندوق النقد.

ويأتي ذلك مع كون هذه المعادن الـ4 -بصفة خاصة- لها العديد من الاستخدامات المتنوعة في تحوّل الطاقة.

 

أسعار المعادن

 

وسط توقعات ارتفاع الطلب على المعادن، فإن المعروض يتفاعل عادة ببطء مع إشارات التسعير، إذ إن إنتاج معادن مثل النحاس والنيكل والكوبالت تحتاج إلى استثمارات مكثفة، وتستغرق في المتوسط ​​أكثر من عقد من الاكتشاف إلى الإنتاج، وفقًا لوكالة الطاقة.

ويمكن أن يؤدي الجمع بين الطلب المتزايد والتغيرات البطيئة في العرض إلى تحفيز الأسعار على الارتفاع.

وفي الواقع، من شأن تسارع الطلب على المعادن اللازم لتحقيق الحياد الكربوني أن يدفع الأسعار إلى ذروتها التاريخية لمدّة زمنية غير مسبوقة، لكن قد تؤدي هذه التكاليف المرتفعة إلى تأخير عملية تحوّل الطاقة نفسها، بحسب التقرير.

 

وعلى وجه التحديد، سترتفع أسعار الكوبالت والليثيوم والنيكل عدّة أمثال من مستويات عام 2020، وتصل إلى ذروتها عام 2030 تقريبًا، وفقًا للتقرير.

وعلى سبيل المثال، يمكن أن يرتفع الليثيوم المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية من 6 آلاف دولار للطن المتري بنهاية 2020 إلى 15 ألف دولار في أواخر هذا العقد، مع توقعات أن يظل مرتفعًا طوال غالبية العقد الثالث من القرن الحالي، بحسب صندوق النقد.

 

أكبر الرابحين

 

من المتوقع ارتفاع قيمة إنتاج المعادن الـ4 -الليثيوم والكوبالت والنحاس والنيكل- المستخدمة في عملية تحوّل الطاقة بنحو 6 أمثال لتصل إلى 12.9 تريليون دولار على مدى عقدين، مع تسارع الطلب، كما يرى صندوق النقد.

 

وهذا الارتفاع يمكن أن ينافس القيمة المقدّرة -تقريبًا- لإنتاج النفط في سيناريو الحياد الكربوني خلال المدّة نفسها، بحسب التقرير.

ومن شأن ارتفاع قيمة إنتاج المعادن أن يوفر مكاسب كبيرة لمنتجي المعادن، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تمثّل 70% من إنتاج الكوبالت العالمي ونصف الاحتياطيات، وأستراليا؛ لما تملكه من الليثيوم والكوبالت والنيكل.

 

الطلب على المعادن

 

إحدى عمليات البحث عن الكوبالت
وكذلك، فإن تشيلي قد تستفيد من قفزة الأسعار بالنظر لإنتاجها كميات ضخمة من النحاس والليثيوم، بالإضافة إلى بيرو، وروسيا، وإندونيسيا، وجنوب أفريقيا، من بين آخرين قد تعود الأسعار الآخذة في الزيادة بالنفع عليهم.

وبحسب تقديرات صندوق النقد، فإن ارتفاع بنسبة 10% في مؤشر أسعار المعادن التابع للصندوق يضيف ثلثي نقطة مئوية إضافية إلى وتيرة النمو الاقتصادي الذي تشهده البلدان المصدرة للمعادن مقارنة بالبلدان المستوردة.

 

دور صنّاع القرار

يمثل عدم اليقين الكبير الذي يحيط بسيناريوهات الطلب تحذيرًا مهمًا؛ لأنه قد يعوق الاستثمار في التعدين ويزيد من احتمالات أن تؤدي أسعار المعادن المرتفعة إلى عرقلة تحوّل الطاقة، مع صعوبة التنبؤ بالتغيّر التكنولوجي، وكون سرعة واتجاه الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري يتوقف على تطور قرارات السياسية، وفقًا للتقرير.

ومن هذا المنطلق، يدعو صندوق النقد إلى تبنّي سياسة مناخية ذات مصداقية ومنسّقة عالميًا ومعايير بيئية واجتماعية وحوكمة عالية، فضلًا عن ضرورة الحدّ من الحواجز التجارية والقيود المفروضة على الصادرات.

ومن شأن ذلك أن يسمح للأسواق بالعمل بكفاءة ويوجه الاستثمار لزيادة الإنتاج من المعادن بشكل كافٍ، كما يؤدي إلى تجنّب الزيادات غير الضرورية في التكاليف للتقنيات منخفضة الكربون، بحسب التقرير.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟