وائل مقلد يكتب - خدعوك فقالوا - صاحب بالين كذاب

كثيرا ما نسمع المثل الشهير صاحب بالين كذاب وصاحب ثلاثة منافق .

لا أدرى حقيقة أصل هذه المقوله وان كان البعض يرجع أصلها إلى دولة السودان الشقيق وعلى كل حال فإنها منتشره فى مجتمعاتنا العربية وخاصة فى مصر 

نسمعها غالبا عندما نرى شخص يقوم بأداء عملين فى وقت واحد أو صاحب مهنة وله عمل آخر مختلف فمثلا نرى طبيب ويعزف الموسيقي أو محاسب ويكتب فى الفلسفة ومهندس ويحاضر فى الإدارة .

إذا عدنا للتاريخ لوجدنا أن هناك من المشاهير كأبن سينا كان عالما فى الطب والفلسفة والفيزياء والرياضيات تعددية متميزة ولم يفشل فى ايهما وهناك العديد والعديد من العظماء مثله ومنهم الفقهاء فى الدين من كان عالما فى الرياضيات والفيزياء والجغرافيا  وفى العصر الحديث كان العالم  مصطفى مشرفه المتخصص فى الكيمياء ايضا عازفا ماهرا للموسيقي كما أننا نجد فى عصرنا هذا طبيب ماهر يمتهن أيضا تقديم البرامج التليفزيونية ورجل شرطة لاعب كرة قدم مميز .

اذا فمن يوقفك عن تعدديتك هو الكاذب لا انت تستطيع أن تعمل شيئين فى وقت واحد بل عدة أشياء 
نحن فى زمن نرى فيه مدرس التاريخ يحاضر فى التكنولوجيا والمهندس يمتهن التدريس والهندسة معا . 

لا اعنى هنا أن تكون المهنة بخلاف المؤهل فقط ولكن أن يعمل فى نفس الوقت بمهنتين أو يمارس الرياضة كبطل رياضي إلى جانب مهنته ، وليس هذا بجديد أيضا فنجد اساتذه الجامعات يمتهنون مهن بجانب التدريس كالمحاماه وغيرها .

نجد من يعمل سائقا لسيارة ويعمل موظفا في شركة بعمل إدارى .
واذا تأملنا حولنا جيدا لوجدنا من له مهنه وله عمل اجتماعي وتطوعى كالعمل النقابي أو الخيرى أو عضوا فى مجلس إدارة أحد الأندية ومنهم من يكون مشرفا على نشاط ثقافي أو فنى أو رياضي أو اجتماعي يختلف شكلا ومضمونا عن تخصصة .

الحياة عند الكثير لا تعاش بنمط واحد ولا يستسلم للدعوات التى تحاول أن تسلبه رغبته فى أن يعمر هنا وهناك فالأرض تتسع لكل الأفكار الجديدة والمختلفة والمتميزين من يضعون الزهور فى كل الطرقات  .

نقتنع بحرية الإنسان فى أن يعيش بالشكل الذى يريده ومن هذا المنطلق لا نعيب أحد ولا نحبطه 

التعددية تكسب الإنسان الخيرات والثقافة والمعلومات المتنوعة فتفيده فى تخصصه أو تخصصاته فالحياة ملؤها كل شئ التخصص مهم والتخصصات المتنوعة للشخص الواحد أكثر أهمية فى كثير من الأمور  .

اذا استمعنا للدكتور حسام موافى الطبيب المشهور وهو يتحدث فى الدين لوجدنا فكرا مستنيرا ولو شاهدناه كطبيب لوجدنا روح الايمان فيه فصاحب التعددية رابح بإرادته وإخلاصه وتوفيق الله اولا .

التعددية سمة من سمات الناجحين المميزين فلا يجب أن تسمح لتلك النبرات الهدامة والأمثلة المحبطة أن توقفك عن حياتك وطموحاتك .

الفشل الحقيقي والكذب الأكيد أن تستسلم لتلك الأقاويل .
هناك من الناس من حياته لها شكل واحد فقط لا وهذا حق له لكن ليس من حقه أن يعيب الآخرين ويتخذ من تميزهم وسيلة ومدخل لهدمهم .

اتركوا الناس يعيشون كما يبغون مادامت حياتهم لا تؤذيك ونفى سريرتك من الأحقاد تنعم بحياتك .

وختاما كن صاحب بالين وثلاثة 
كن أنت بنجاحك انت واترك بصمتك للحياة وبعد الحياة .