دعا الرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية بي بي، برنارد لوني، إلى مزيد من الاستثمارات في عقود الطاقة طويلة الأجل، فضلًا عن التخزين والتنويع في أنواع مختلفة من الوقود، محذرًا من العجز عن تلبية الطلب في فصل الشتاء.
وشدّد على أن الطلب على جميع أنواع الطاقة في جميع أنحاء العالم "لا يُمكن إشباعه"، لأن الصناعة في أوروبا وروسيا وبريطانيا تركّز على بناء المخزونات قبل ما يُمكن أن يكون شتاءً باردًا بشكل خاص.
يأتي ذلك في الوقت الذي يطالب فيه المشترون والمستهلكون على الصعيد العالمي بزيادة الاستثمار في أصول الطاقة، من أجل استمرار الإمدادات وبأسعار معقولة، وسط ارتفاع أسعار الفحم والنفط والغاز إلى مستويات غير مسبوقة، حسبما أفادت وكالة رويترز.

سبب ارتفاع الأسعار
قال لوني إن المكاسب الأخيرة في أسعار الطاقة -بما في ذلك الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة- ترجع إلى "طلب قوي بشكل خاص في آسيا على خلفية جائحة فيروس كورونا"، بعد شتاء شديد البرودة في أوروبا امتد حتى أبريل/نيسان ومايو/أيار من هذا العام، بحسب ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".
الأمر الذي تسبّب في انخفاض مستويات التخزين، إلى جانب انخفاض هطول الأمطار في البرازيل، وبالتالي قلة إنتاج الطاقة الكهرومائية، ما أدّى إلى سحب الغاز الطبيعي المسال إلى أميركا اللاتينية.
الشتاء والطاقة
أكد لوني -في أثناء مشاركته في أسبوع منتدى سيرا الهندي- أن الإمدادات تسير حاليًا بشكل عام، ولكن الأهم ماذا سيحدث مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال إن هناك "أسئلة حول العرض والطلب في السوق.. وبالطبع عندما تبدأ في التوجه إلى الشتاء، يبدأ الناس في القلق، وبعد ذلك تكون لديك درجة من المضاربة تدخل السوق".
وأضاف: "تُسحب جميع أشكال الطاقة بقوة في هذه اللحظة.. السؤال الحقيقي ليس حول كيف يبدو الأمر اليوم، لأنه بشكل عام تُوفّر الأشياء اليوم.. السؤال هو كيف سيبدو الأمر مع اقترابنا من أشهر الشتاء على وجه الخصوص في الشمال".
استثمارات ضرورية
أوضح لوني أن "ما يعنيه ذلك على المدى الطويل هو أننا يجب أن نستثمر في أشياء مثل العقود طويلة الأجل، والاستثمار في الغاز الطبيعي الذي لا يزال يمثّل توازنًا كبيرًا في النظام، والاستثمار في تخزين الطاقة وتنويعها".
وأضاف: "هذه هي الاستثمارات الضرورية لمنح نظام الطاقة الفائض الذي يحتاجه، خاصة أن النظام يزداد تنوعًا من ناحية كيفية تكوينه"، وفقًا لما أفادت به منصة "إس آند بي غلوبال بلاتس".
كما أشار إلى أن بعض الدول تكدس بالفعل تخزين الطاقة لتجنّب النقص خلال فصل الشتاء، مؤكدًا أن الجهود المبذولة للحصول على مستويات التخزين "أعلى" جارية في روسيا وأوروبا وبريطانيا.

الهيدروكربونات والطاقة المتجددة
وشدد على أن الهيدروكربونات -بما في ذلك الغاز الطبيعي- أساسية لإستراتيجية شركة بي بي، متوقعًا استمرار الطلب على الهيدروكربونات "لعقود قادمة".
وأشار إلى أن الشركة جلبت 300 ألف برميل يوميًا من مشروعات الهيدروكربونات الجديدة في العام الماضي.
وقد وقّعت بي بي، الأربعاء الماضي، اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي عبر الأنابيب لمدة 10 سنوات مع وحدة تابعة لمجموعة شنتشن غاز في الصين بدءًا من عام 2023.
وقال لوني إن شركة بي بي تهدف -أيضًا- إلى توفير 15% من احتياجات الهند من الغاز.
يأتي ذلك إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة، إذ ضاعفت بي بي محفظتها إلى 21 غيغاواط في الأشهر الـ12 الماضية، في حين انتقلت سعة الرياح البحرية من صفر إلى 3.7 غيغاواط.
وصرّح لوني بأن بي بي لديها -أيضًا- 4 مشروعات للهيدروجين قيد التقييم، من لا شيء قبل عام.
تداول الطاقة
بشكل منفصل، تريد بي بي تعزيز عمليات تداول الطاقة -واحدة من كبرى العمليات في العالم-، التي ستستفيد من تركيز الشركة الجديد على أعمال شحن السيارات الكهربائية.
وقال لوني مشيرًا إلى أعمال شحن السيارات الكهربائية الخاصة بالشركة: "نعتزم المضاعفة والنمو، خاصةً هنا في أوروبا، وفي الصين، ونتطلع إلى الولايات المتحدة".