08:00 pm 15/10/2021
| رأي
| 3323
الحسد هو عدم الرضاء بقضاء الله وقسمته للأرزاق بين عبادة ، وهو سخط وإعتراض من العبد على ربه ، حيث دلّ القرآن الكريم والسنة النبوية على ثبوت الحسد والعين ، وقد يكون الحسد والعين في الرزق، وفي سائر النِعم التي أنعمها الله تعالى على الإنسان، وإنّ الحسد قد يؤذي المحسود في الدنيا ولا يكون ذلك إلّا بمشيئة الله.
وأن أول حسد وقع في الجنة كان من إبليس لسيدنا أدم عليه السلام حينما حسده على حب ربه له وإمتنع عن السجود له ، وكذلك اول حسد في الأرض كان من قابيل عندما حسد أخاه هابيل فقتله ، وسيدنا يوسف حسده أخوته ، وسيدنا المسيح عندما سلمه اليهود لمن أرادو صلبه كان حسداً منهم وسيدنا محمد لم يؤمن به أهل مكه في البدايه حسداً من عند أنفسهم .
وهو شــر كما ذكره الله عزوجل في سورة الفلق (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) فالحاسد يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود، فيتبع مساوئه، ويطلب عثراته وأخطائه والحسد نوعان محمود ومذموم.
فالحسد المحمود وهو الغبطة وهو أن يتمنى الإنسان مثل النعمة التي عند غيره دون ان يتمنى زوالها عن صاحبها، فإن كانت من أمور الدنيا مثل المال والولد والزوجه والمنصب كانت مباحة، وإن كانت طاعة فهي مستحبة ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال( لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها ) ومعنى الحسد هنا هو الغبطة.
أما الحسد المذموم فهو صفة شـر يتمنى بها الشخص زوال النعمة عن مستحقّها، وربما سعى في إزالتها، وهي من الصفات التي أمر الله بالاستعاذة منها ، وهذا حرام في كل الأديان السماوية ، ونلاحظ أن الحاسد دائماً يسلط عينه وحسده على أقاربه وزملائه وأصدقائه وربما أهله .
ويأتي مصطلح أشد وأعنف وهو الـحـقـد ويعني الضغينة والبغضاء وإمساك العداوه في القلب والتربص لفرصها وكذلك طلب اللإنتقام من الشخص الذي يحقد عليه حسدا من عند.
أما عن حقيقة الحسد من عدمه فقد ذكر في التواره والإنجيل والقران الكريم
وقد حذر الله عزوجل من إشتهاء ما فضّل به الناس بعضهم على بعض حيث قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً) ، وقال أيضاً (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) ، وكذلك (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) صدق الله العظيم .
وهذه الأيه من القرآن الكريم تدل على أن اليهود قد جاؤا بمن يحسد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى (وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ) معنى يزلقونك هنا أي يحسدونك .
وذكر الحسد في الإنجيل (لا أسير مع من يَذوب حسدًا؛ لأن مِثل هذا لا حَظ لهُ في الحِكمة (سفر الحكمة (لاَ نَكُنْ مُعْجِبِينَ نُغَاضِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَنَحْسِدُ بَعْضُنَا بَعْضًا (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية
هل الحسد يسبب الموت ؟؟؟؟؟؟
نعم الحسد يسبب الموت، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم (العينُ حقٌّ تُدخِلُ الجملَ القِدرَ والرَّجلَ القبر) وكذلك قال (الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ لسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا)
وقد حدث مع زميلنا المرحوم السيد الكيميائي / محمد شتا رئيس شركة أموك ، حيث أنه كان أصغر رئيس شركة على مستوى قطاع البترول ولم يمر عليه سوى شهر إلا ودخل قبره ، رحمة الله عليه .
أما المنافسه وهي دائما تكون منظارعلى الفضلاء والنبلاء ، وهي تمني الإنسان ما عند غيره ولكن دون وقوع ضرر به ، حيث قال الباجي في التنافس الغير شريف : (أن تنافس أخاك في الشيء حتى تحسده عليه، فيجر ذلك إلى الطعن والعداوة، فذلك الحسد)
فأحيانا يتحول التنافس إلى حسد وذلك في حالة تمني وقوع الضرر بصاحبه.
ولكن الغيره هي تقليد الأفاضل والنبلاء لكي يتشبه بهم في علمهم وكرمهم وأخلاقهم وهي محموده للتشبه بالفضلاء.
ما هي أعراض الحسد ؟
فإن أعراض الحسد والعين تظهر بإصابة المحسود بالأمراض العضوية، إلا أنها لا تستجيب إلى علاج الأطباء، كأمراض المفاصل، والخمول، والأرق، والحبوب والتقرحات التي تظهر على الجلد، والنفور من الأهل والبيت والمجتمع والدراسة، وبعض الأمراض العصبية والنفسية،وكذلك الشحوب في الوجه بسبب انحباس الدم عن عروق الوجه، والشعور بالضيق، والتأوه، والتنهد، والنسيان، والثقل في مؤخرة الرأس، والثقل على الأكتاف، والوخز في الأطراف يغلب على مرضى العين، وكذلك الحرارة في البدن، والبرودة في الأطراف، وعدم إنتظام الدورة الشهرية .
كيف لا تكون حاسدا وتنجي صاحبك من عينك ؟
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ ، أَوْ مِنْ نَفْسِهِ ، أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ ، فَلْيُبَرِّكْهُ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم السابق يعني أن من وجد ما يعجبه في نفسه أو من أخيه فليدع له بالبركة فيقول بارك الله عليك أو اللهم بارك فيك.
كيف تنجي نفسك من الحسد ؟؟؟
بدوام قراءة الأذكار وقراءة القرىن الكريم وأيات الحسد في سورة الصف وسورة الأعراف والفلق وغيرها من الذكر الحكيم .
فلتنافس تنافس شريف ولا نتحاسد ، أو نتغابط ولا نتحاسد ، أو نغير ولا نتحاسد ، ولنجتهد ونتعاون لخدمة مجتمعنا وبلدنا والناس أجميعن ونحب الخير للجميع ، فالخير عندما يعم على الجميع.