03:52 pm 25/09/2021
| شخصيات
| 11838
إذا سألت: هل يختار المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ، الرجال الذين يعملون معه لحب أو لمحسوبية أو لمجاملة ؟.. أقولك لك : لا .
ولا شك أن هيئة البترول حظيت فى الفترة الأخيرة برجال أكفأ ، جعل منها قوة ضاربة استعادت بها أمجاد الماضي .
قد لا أستطيع ذكر نماذج متعددة ، فأسهب بالقول عن فلان وفلان ، لكني هنا معني بالحديث عن رجل الأرقام "أشرف عبدالله "، ذلك الذي أحدث حالة فريدة داخل شركات قطاع البترول في ظروف صعبة ، حالة جعلت الشركات والهيئة والقوابض يداً واحدة بمالية واحدة ، ولما لا والخزينة واحدة والمنبع واحد فلماذا إذاً الفرقة والتشرذم .
ولمن لا يعرف المحاسب أشرف عبدالله ، هو نائب رئيس الهيئة العامة للبترول للشئون المالية والاقتصادية ، عمل في بداية حياته الوظيفية بشركة أسيوط لتكرير البترول ، وعندما تم تأسيس شركة خالدة للبترول انتقل للعمل بها ، حيث حظي بالعمل في هذا الكيان الكبير في اوج تألقه عندما كان الأعلى إنتاجاً .
وعندما تم تأسيس شركة جنوب الوادي القابضة للبترول ، لتكون مظلة لشركات البترول العاملة بجنوب مصر ، انتقل للعمل نائباً للشئون المالية والاقتصادية هناك ، وعاصر عدداً لا بأس به من القيادات ، كان أبرزهم المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء ووزير البترول السابق ، وقت أن كان رئيساً لجنوب الوادي القابضة للبترول .
بعدها أنتقل أشرف عبدالله للعمل نائباً للشئون المالية والاقتصادية بالشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، وأحدث بها طفرة كبيرة في عهد المهندس طارق الملا وزير البترول الحالي ، ربنا لم تكن ماليات إيجاس وهي الشركة المعنية باكتشافات ومشروعات الغاز ، على ما يرام قبل أشرف عبدالله ، بعدها يستطيع كل من يعمل بإيجاس أن يحكي لكم كيف أن تحولاً رهيباً حدث داخل إيجاس ، ربما تستطيع "أمل طنطاوي" خليفة أشرف عبدالله ، أن تكون خير شاهد على ذلك .
أما مرحلة الهيئة ، فبسبب التشابكات التي وجدت ، ارتأى المهندس طارق الملا ، نقل أشرف عبدالله ليتولى نيابة الشئون المالية والاقتصادية ، لتبدأ الهيئة مرحلة جديدة من العمل والانجاز وفض التشابكات وتوحيد كلمة الصف .
كان إيمان الوزير واضحاً جلياً برجل يستطيع أن تستقيم الأمور المالية به ، وقد وجد ضالته المنشودة في أشرف عبدالله ، الذي فهم واستوعب وأدرك أن هناك رؤية مختلفة للوزير لابد من العمل على تطبيقها وتنفيذها سريعاً .
ولم تكن هذه الرؤية خافية على أحد ، فقد كان الوزير يعتزم تقليل النفقات التي كانت تسرف بفعل البدلات المبالغ فيها لأعضاء مجلس إدارة الشركات ، وتوحيد الضرائب المفروضة على الشركات في بوتقة واحدة ، والعمل على الإسراع في دمج عدد من الشركات ، وخروج برنامج التطوير الهيكلي بالشكل اللائق ، ومد يد السلام والشفافية للأجهزة المختلفة لتساعد القطاع بدلاً من أن تترصد به ، وحل مشاكل الشركات الصغيرة التي أوشكت على الإغلاق بعد الأفلاس ، وخلق منظومة مالية تنهض بقطاع البترول الذي كاد أن يتسول أمواله وجهده وعرقه من الجهات الأخرى ، وكثيراً من الملفات التي تعطلت لسنوات ، وكثيراً أيضاً من أفكار الوزير التي لم يكن يعلم أي شخص ذلك الذي سينفذها .
وإذا سألت أشرف عبدالله : كيف فعلت ذلك في وقت بسيط وبطريق ميسور ؟.. سيكون رده مباشرة : أنا لم أفعل شيئ ، فعناية الله ودعاء الوالدين ثم دعم المهندس طارق الملا ، هما اللذان مكناني من إنجاز كل ذلك .
وإذا كان لكل شيئاً سبب ، فأظن أن السبب هو ذلك القناة المفتوحة بين أشرف عبدالله والذين يعملون معه ، وذلك الطريق الميسور لرؤساء الشركات مع الهيئة ، وذلك الود والتفاهم الذي جعل من الهيئة كيان يحرص على قوته من خلال تقوية شركات بخلق ملأة مالية لها .
إن كم المشاكل والتراكمات التي كانت موجودة في نيابة الشئون المالية ، كانت كفيلة بسحب رخص مشروعات تنفذ داخل شركات القطاع ، وهي نفس المشاكل التي جعلت البنوك تفرض سطوتها على القطاع ، وهي نفس المشاكل التي كادت أن تعصف بمشروعات عملاقة يسير فيها القطاع بخطى ثابتة وسريعة ، ومعظمها مشروعات قومية .
لكن بعيداً عن كل ذلك ، فالجراب مليئ بما يعرفه الحاوي ، أن أهم ما يميز أشرف عبدالله هو شخصيته المتزنة ، والتي كان الرافد لها حبه للقطاع وحبه لبلده ، هذا الحب غرسته فيه عائلته التي تناثر أطرافها داخل مفاصل الدولة المختلفة ، فلو نقبنا عنهم ستجدون منهم المحافظ ورئيس الجامعة واستاذها والقاضي والضابط ، عائلة وهبت نفسها لبلدها لا لشيئ اخر ، وقد جاء مردود ذلك في تعامله مع كافة القيادات الذين التصقوا به داخل هيئة البترول وخارجها ، ترون كيف أن رؤساء الشركات القوا بحمولهم الثقيلة عليه ، هم يعلمون منذ اليوم الأول له بالهيئة أن الرجل حريص على دعم شركات القطاع ، حتى علاوة العاملين ، كان لابد من مشرط أشرف عبدالله ليهندمها ويضعها في مكانها الصحيح مع المالية وكافة الجهات الأخرى .
لقد اتسعت رقعة قطاع البترول ، ولم يعد يقوى الظهر على الحمل ، ولولا أن بالقطاع رجالاً مخلصون ، لما تحقق كل هذا الإنجاز ، ولتكن البداية بالوزير طارق الملا ، والنهاية في هذا المقال بأشرف عبدالله .
عيد ميلاد سعيد وكل عام والمحاسب أشرف عبدالله بكل خير .