12:13 pm 28/08/2021
| رأي
| 2415
مِنْ إحْدى أزمنة الخلق؛ يُروى أنّه مرّ رجلان على أرقى المناطق السكنيّة.. فتعجبا لجمال الفيلات، والكومباوندات، والحدائق الغناء المفترشة جميع جوانبها.. والمضيئة بألوان ورودها.. وحمام السباحة السماوى؛ تتراقص أشعة الشمس على تماوج سفح المىّ الرائق كالخدّ البَضّ.. والتخطيط العمرانى المزهل.. وتبهرهما أنواع السيارات الفارهة؛ التى تخلب الألباب.. وتركن فى ركن انتظار الجمال، وترقّب إمرأة تأخر زواجها.. و..
شهوة النفس تفوحُ بجنّة أرض..!
فيقول لصديقه:
ـ أين كُنّا حينما وزّعت هذه الأموال..!
،،،،
وفى طريقمها يمضيان سويًّا..
فأخذه صديقه إلى مستشفى السرطان.. فهالهما ما رأيا من حال المرضى..
وعرج به على مراكز الكلى والكبد والقلب بالمستشفيات العامة والخاصّة.. وبالمرّة تجولّا بالمخيّم الدائم للمصابين بفيروس كورونا التابع للدولة..
فصدما لحالة المرضى؛ وهم على مشارف الموت يتأوهون؛ ويتألمون.. وينتظرون ورود أحلامهم.. فى تجمّد الدمع بشرنقة التماسات عيونهم..
فينظرإليه وهو يُسْرع.. يحاولُ الهرب والفرار من الاختناق.. ويهمسُ لنفسه وصديقه:
ـ وأين كُنّا حينما وزّعت هذه الأمراض..؟
......