(ع. ع) أكثر من ثلاثون عاماً قضاها المهندس عبدالمجيد الرشيدي في وزارة البترول، محطات كثيرة عاشها مليئة بالعرق والكفاح والإنجاز، مثله مثل العديد من قيادات بتروجت الذين كافحوا حتى تخرج بتروجت عملاقة ترفرف اعلامها داخلياً وخارجياً، وهاهو يكمل عامه الستون يوم ١٤ من ابريل الجاري ، ولتكون شركة فجر المصرية للغاز هي محطته الاخيرة في العمل العام ....اسمه عبدالمجيد احمد الرشيدي، ولد بقرية أبيار بمركز كفر الزيات محافظة الغربية، اكمل مراحل تعليمه في الغربية حتى التحق بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وفي عام ١٩٧٩ تخرج من قسم الهندسة المدنية ليلتحق بعدها بالقوات المسلحة كضابط احتياط بسلاح جهاز المشروعات الكبرى...وبعد ان انهى الخدمة العسكرية عمل لمدة عام ونصف في إحدى الشركات الخاصة، لكنه سرعان ماالتحق بشركة بتروجت في نهاية عام ١٩٨٤ كمهندس تنفيذ، وكانت خطواته الاولى في مشروع جبل الزيت ثم مديراً لمشروع انابيب البترول في السويس ، وعندما بدأ التفكير في إنشاء شركة بدرالدين كان الرشيدي هو من يقود بتروجت في مشروعات بدرالدين...بعد ان انتهت بدرالدين عمل الرشيدي في إنشاء محطات كهرباء دمنهور والمحمودية وهي مشروعات الدورة المركبة، بعدها عمل في مشروعات شركة النصر بالسويس كمدير مشروع ، ثم مدير عام مساعد رئيس بتروجت لمنطقة السويس والبحر الاحمر ، ثم مدير الفرع الشرقي ، ثم مساعد رئيس الشركة للمنطقة الشرقية ، ثم نائب رئيس الشركة للمشروعات...رحلة استمرت منذ عام ٨٥ وحتى عام ٢٠١١، ليبدء الرشيدي مرحلة اخرى في حياته العملية، لكنها مرحلة كانت حرجة بالنسبة لشخص تعود على العمل ٢٤ ساعة يومياً...فيعد قيام ثورة يناير وتحديداً في ١٨ سبتمبر ٢٠١١ نُقل من بتروجت للعمل رئيساً لشركة صيانكو، وظل بها قرابة العام ونصف ، ثم نقل رئيساً لشركة تنمية للبترول ، وظل بها عامين ، وفي ٢٢ اغسطس ٢٠١٣ نقل رئيساً لشركة فجر للغاز ، ورغم انه نعم بالهدوء والسكينة وتراجع حجم المسئولية خلال السنوات الثلاث الماضية ، إلا ان الرشيدي اعتبر ذلك انتكاسة في حياته العملية، لأنه يرى كل المحطات في حياته هامة، لكنها لاتوازي محطة واحدة في بتروجت، فأنطلاق بتروجت للخارج مثلت بالنسبة له قمة النجاح، لاسيما وانه كان عنصر فاعل في ان تتواجد بتروجت في اليمن ولبنان وعمان والسعودية والاردن. تأثر الرشيدي بالكثير من الشخصيات التي عمل معها ، ويخص منهم بالذكر المهندس كمال حافظ وكمال مصطفى وهاني ضاحي ومصطفى شعراوي ...ومن يتابع حياة عبدالمجيد الرشيدي في قطاع البترول وخاصة قبل عام ٢٠١١ يجدها متمثلة في تواجده في المواقع طوال الوقت ، فالسيارة التي كانت تقله من بيته للعمل كانت تقطع الفين كيلو واكثر اسبوعياً، وإن دلّ هذا فإنما يدل على رحلة معاناة وشقاء، لكنها كانت رحلة سعيدة امتعته هو شخصياً، وعادت بالخير على قطاع البترول وعلى شركة بتروجت، تلك الشركة التي يعتبر كل مشروع فيها هو بمثابة طفله الذي ولد على يديه ورباه حتى كبر ورأه يتحرك امام عينيه، حتى عندما طلبنا منه ان يبعث برسالة قال: رسالتي لكل العاملين في بتروجت ، واولهم المهندس محمد الشيمي رئيس الشركة، عليكم بالحفاظ على هذا الصرح، وبذل مزيد من الجهد للإرتقاء به، وحتى تكون الشركة في مقدمة الشركات العاملة في ذات المجال. والمهندس عبدالمجيد الرشيدي متزوج وله ثلاثة ابناء: احمد وقد تخرج من كلية الصيدلة ويعمل بقطاع البترول، وسارة طبيبة اسنان ، ومحمد في السنة النهائية بكلية الهندسة جامعة عين شمس....كل التوفيق للمهندس عبدالمجيد في حياة مابعد المعاش، تلك الحياة الخالية من الضجيج والمسئوليات، حياة إذا مااحسن عيشها فستكون بمثابة إستراحة لمحارب عاش حينً من الدهر يعمل دون أن ينتظر مقابل.