للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

استوصوا بالنساء خيرا .. ياسمين الجاكي

استوصوا بالنساء خيرا .. ياسمين الجاكي

09:29 am 07/08/2021

| رأي

| 2801


أقرأ أيضا: Test

 

أتعجب كثيرا مما نسمعه ونشاهده هذه الفترة من جرائم قتل وأفعال فاحشه تقوم بها السيدات من قتل وتعذيب وتعدى وتشويه وتقطيع لجثث والتمثيل بها. 

تحولت البيوت إلى مكان خطير مخيف لضحايا العنف الأسري ، وتصاعدت التحذيرات مؤخرًا من الاضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية المتوقعة. 

 

فلماذا كثرت هذه التصرفات الغير معتاده في مثل هذا التوقيت؟ هل هذا إحدى النتائج السلبية لجائحة كورونا؟ هل ذلك بسبب الضغط النفسي الذى تركته هذه الجائحه في نفوس الكثير؟ أم للتعثر المادي للأُسر نتيجة زيادة الصعوبات الاقتصادية؟ ام لتقابل الأسرة اوقاتا طويله ومواجهتها للمشاكل عن قرب بعد ان كانت بعيدة عن بعضها ومفككه؟ 
هل أصبحنا نواجه شحصية الآخر على حقيقته أوقات الأزمات والكوارث؟ 
أم تخلت المرأة عن أنوثتها وخجلها وجرأتها وتخطت حاجز الخوف؟ 
هل أصبحت تواجه عنف لفظى وجسدى ونفسي وتعديات بأشكال عديدة وتحملتها حتى وصلت إلى ذروتها؟  

أتساءل وأتساءل ما الذى يدفع هذا المخلوق الناعم لارتكاب مثل هذه الجرائم المشينة؟ 
كيف لقلب هين وضعيف كقلب المرأة ان يقوى بهذه الشدة ؟وكيف لهذه الكفوف الناعمه ان تمسك بآله حاده وتودى بحياة شخص آخر إلى هذا المصير؟

كيف لتكوين هذة الشخصية ان تتخلى عن صبرها وتحملها وتصل لهذه المرحلة؟ 
يفسر الكثيرون ان ذلك من الممكن ان تنتجه التراكمات والتصرفات السلبية، او الشعور بالوحدة وتحمل المسؤوليه المنفردة والقاء ، اوالتقليل من الذات والإهانة المستمره، أو اما للتدخل  بالحياه الشخصية والاستماع للاخر والسماح له بتخريب وتفكيك الحياه الأسريه الناجحه ..او لعدم تحمل المسؤوليه من قبل العديد من شباب اليوم والهروب من مواجهه الحياه بكافة تفاصيلها وازماتها وإلقاء الحمل على كتف المرأة  بمفردها..

 

فأصبح من الصعب وجود رجل بمعنى الكلمة ذى حكمة ويواجه ويصبر ويتحمل بكل قوة وتحدى وعزيمة.. 

قد يكون السبب ايضا هو  تحمل مالا  يحتمل.. اوالتعرض لقهر وظلم  وخيانه وقسوة وكبر ومهانة..

 

فالمرأه اليوم تقوم بمجهودات مضاعفه، وتحمل على عاتقها الكثير، وتعمل يدا بيد لتساعد على قيام الأسره، هذا بجانب  مسؤوليتها الاساسية كأم وزوجة في ظل أجواء صعبه وظروف غير محتملة.. 
وقد تتألم وتتوجع ولاتبالى أو تهتم لتسير الحياه في مسارها الطبيعى فيتضاعف الألم الجسدى مع النفسي مما يمثل ضغوطا قصوى  يؤثر على حالتها وتعاملها مع الآخرين..

 

نلاحظ ونسمع ان معظم الجرائم التي تقوم بها السيدات حاليا هى في اغلبها  دفاع  عن النفس ، فليس من المنطقى أن تنفجر لتلك الدرجة دون سبب
فمن تفعل ذلك يكون قد نفذ  صبرها وعمت  بصيرتها ، واستسلمت لوساوس الشيطان من شدة الغضب والقهر والظلم والتعذيب الذى تواجهه من المجتمع المحيط بها .. 

ولكننى أؤكد وبشده ان كل ذلك ليس مبررا للقتل ولفعل مثل هذه الجرائم البشعه والمحرمة والتى جعلتها تتخلى عن طبيعة المرأه الحنونه.. المعطاءه.. الصبورة .. المحبة.. 

فالمرأه مخلوق مسالم بطبيعته.. متسامح.. عاطفي يتناسي ليكمل مسيرته.. يتحمل الصعاب والهموم والمسؤوليات لتسير الحياه في مجراها الطبيعي.  

تأتى دوما على نفسها لتسعد الآخرين، تضحى وتضحى دون انتظار المقابل، 

فلو علم الرجل بأن مفتاح قلب وعقل كل امرأه هو الشعور بالأمان لساد الود والترابط و الاستقرار بالمجتمع ولتوطدت علاقات الحب والاحترام.. 

لو شعر بها وبآلامها وشاركها الأحزان  والمسؤوليات والمصاعب لذابت جميع هذه المشاكل والتراكمات .. 

هذا المخلوق الذى يدعى المرأه يكفيه الشعور بالاهتمام.. بالرعايه.. بالاحتواء ..بأنك سد منيع ضد أى خطر يواجهها. 

 

تأسرها بعطفك وتقديرك لها ولجهودها..تغمرها بلمساتك البسيطه التى تجعلها تشعر بأهميتها ..يكفيها الشعور بأنها تمثل لك  العالم، وبأنك تكتفي  بها عما سواها..تواجهان معا الصعاب والعقبات بصبر وجلد تستوعبها وتدللها وتحتويها.  
تغلق معك صفحات العمر في كتاب سري لا يطلع علي كلماته و خباياه سواكما 

 

فالمرأه كتله من الصبر اسكنه الله في قلبها، لتحمل الصعاب منذ ولادتها حتى مماتها، لذا كرمها الله وأوصى المجتمع بها ، وعززها وجعل مكانتها فوق الجميع، ورفع من منزلتها. 

بسيطة هى المرأه لمن احبها بصدق وقدر مشاعرها وعواطفها واهتماماتها..

 

حافظ على زهرتك فأنت من ترويها لتجمل وتزدهر وانت من تجعلها تذبل ويختفي بريقها ورونقها 

 

فقد أوصى الله كل أب وزوج واخ وابن أن يحسن معاملتها   ويقدر تعبها وجهودها ويشعارها بالحب والحنان والاحتواء والحمايه.. فالرجل درع المرأة الواقي من كل ما هو خارجي ومؤذ، والمرأة درعه الداخلي من وساوسه ومخاوفه ، كلاهما يحميان بعضهما.. 

 

فلم تخرج المرأه من رأس الرجل لكي تتحكم فيه، ولا من قدميه لكي توقعه، وإنما من أحد جنبيه لكي تكون إلى جواره، ومن تحت ذراعيه لكي تكون في حمايته، وبالقرب من قلبه لكي يحبها. 

فلنضع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دوما نصب أعيننا (استوصوا بالنساء خيرا)

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟