الكاتب : ياسمين الجاكي |
04:53 am 20/07/2021
| رأي
| 2063
كلمة عيد كانت من أجمل كلمات الطفولة.. كنا ننتظره من عام لعام باشتياق ولهفة.. ما احوجنا الى عودة هذه الذكريات الجميلة .
فمازالت الطفوله تسكننا ونحتاج للعودة اليها بين كل لحظة واخرى.. نحتاج لايام البراءه وراحة البال ..
مازلنا نتذكر رائحة لياليكى الجميله وتجمعنا سويا وليالى الود والحب والدفء العائلى الذى اصبحنا نفتقده بشده .. ذكريات اللعب والضحك واللهو والمرح والجرى والقفز فرحا..
ذكريات المبيت في منزل اجدادى مع من نحب.. وسعاده اقتناء الملابس التى كنا نشتريها قبل العيد ولحظات خوف امى علينا ان نضيع في الزحام..
ثم العودة لوضع هذه الملابس امام أعيننا بكل فرحة لنعد ساعات الليل انتظارا لارتدائها . وشراء الالعاب الجديده البسيطه التى كنا نستمتع باللعب بها مع احبائنا ..ذكريات سهر ليله العيد لمشاهده التلفاز في أحضان احبابنا نتحدث ونأكل ونضحك ونخطط لايام العيد المقبله.
انتظار سماع زقزقه العصافير لنلقى نظره الى السماء الزرقاء الصافية ..
وتتشابك ايادينا لنذهب لصلاه العيد لمشاهده الفرحه في أعين كل من نراهم، والبلالين الملونه، والزهور بديعة الالوان، ومشاهدة صفوف المصلين و الجلباب الأبيض النقي.. نمشي سويا لنستمع ونردد تكبيرات العيد، وعلى وجهنا ترتسم البسمه،
وعيوننا التي تتلون ببهاء صبيحة العيد ..نعود للمنزل لنقبل يد ابي ووجه امى الحبيبة ، لنستمع لاجمل دعواتها ولتوزع البهجه والحب علينا جميعا.
ذكريات العيدية و خروف العيد،، واللعب معه والركوب فوقه،، ذكريات مشاركة الضعفاء والمحتاجين واقتسام الفرحة معهم...ذكريات تجمعنا على طاولة الطعام والحوار العائلى والسعاده والضحكات التى تملأ الأجواء.. ذكريات الزيارات العائليه والمعايدات وصلة الارحام التى كان ابوينا يسعيان الى غرسها بداخلنا..ذكريات من ذهب نفتفدها هذه الايام في ظل هذه العصور المتقدمه والانشغال بمصاعب الحياه، والاكتفاء بالتواصل عبر الانترنت والرسائل الهاتفية.
ما احوجنا الى عوده هذه العادات، وهذا الشعور بالأمان والراحة والسعادة الداخلية الحقيقيه والضحكات من أعماق القلب الغير مصطنعه او المزيفة..
كلمة "العيد" كانت من أجمل كلمات الطفولة البريئة، وكانت أجواء العيد يومها مختلفة جداً قبل ان يضم الشيب خصلات الشعر.. وقبل انا يفارقنا الاحباب ، فكانت هذه الأيام أكثر دفئاً وأكثر بهجة وأكثر صفاء.
كم كنا نتصرف بعجلة و تلقائية وعفوية فلا مكان للصبر والانتظار في قاموسنا فكان كل ما يشغلنا ان نفرح ونقضى اوقات من الحب والمرح دون التفكير في اى عواقب او ترتيبات ..
لم يكن يسكننا الشرود والتشتت والتفكير بما هو قادم ..
يزداد الإشتياق لهذا الماضي يوميا .. الاشتياق لهذه اللقطات التى تضم شريط الذكريات الذى يمر أمامنا في جميع اللحظات..
مجموعة ذكريات جميلة تجدد ماضينا نحملها من عيد إلى عيد..و بين دمعة وإبتسامة يغمرنا الحنين..