للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

العقيدة العسكرية المصرية…محمد موافي

العقيدة العسكرية المصرية…محمد موافي

الكاتب : محمد موافي |

12:55 am 06/07/2021

| رأي

| 3619


أقرأ أيضا: Test

منذ إنشاء الجيش المصري الحديث في عهد محمد علي باشا، بقيادة ولده الكبير إبراهيم باشا، وبنتظيم علمي أشرف عليه صفوة المبتعثين واحتراف سليمان باشا الفرنساوي (الضابط سيف). 


منذ ذلك التاريخ كان العقيدة العسكرية واضحة في عدم العدوان، الدفاع عن الأراضي المصرية والوصول لمكامن الخطر فيما وراء الحدود المصرية، أو ضمن رؤية الخليفة العثماني الذي دانت له بالأمر جميع البلدان العربية تقريبا. 


وهذا يفسر سير كتائب إبراهيم باشا لتوطين الأمن عند منابع النيل البعيدة واعتبار مدينة (طوكر) الحدودية مع الحبشة نقطة مراقبة وحضور وانتشار دائم. حتى جرى المثل المصري بأن الضابط أو الموظف الحكومي المغضوب عليه ينقل ل(طوكر). 


يقول المثل: "ده راح في طوكر" يعني آخر الديار المصرية. كما يفسر هذا الاحتلال المصري للأراضي السعودية ووقف امتداد الدعوة الوهابية، التي كانت خارجة في ذلك الوقت على سلطان المسلمين أو ولي الأمر المسمى بالباب العالي. كما يفسر نجدة الجيش المصري للدولة العلية في حروب القرم وغيرها. وظهر الجيش المصري وقتها كقوة مرعبة يعمل لها الجميع ألف حساب، فوجدنا الخطط الأوروبية لتفكيكه أو الحد من قدراته. وهو الأمر الذي تم فيما بعد ذلك بسنوات، كما نعرف جميعا، وحُدد الجيش المصري ببضعة آلاف.


جرت هزائم بعد ذلك بسبب الخيانات كواقعة (خنفس باشا) مع عرابي، أو بسبب التمادي القومي كما جرى في اليمن، أو بسبب طبيعة سنن الدنيا، يومٌ لنا ويومٌ علينا، فتلقينا ضربات العدوان الثلاثي ثم النكسة. وحين حسب الجميع أننا انكسرنا تماما، كان عبد الناصر ورفاقه يصححون الأوضاع ويبنون حائط الصواريخ ويعدون العُدّة، ويبدأ الاستنزاف أو مرحلة الصبر والصمود، وهي مرحلة نجيدها جيدا ونعرفها وتعرفنا. حتى كان ما كان في ساعة اليقين بحقوقنا يوم الساس من أكتوبر عام ثلاثة وسبعين.
ومضت السنين وهدأ الجميع في حُمّى السلام وسنواته بعد كامب ديفيد. لكن الجيش المصري أثناء ذلك ظل يقظا، يبنى بقدر ما يُتاح له، ويستثمر في البشر ويطور الآلة.


ولم يخض الجيش حربا كبيرة منذ ذلك الوقت حتى حدث ما حدث في سيناء، لنجد حربا حقيقية لا تقل شراسة عن حروب الدول، أمام عصابات الخوارج المدعومة من هنا أو هناك. وكنت أدرك وقتها أنه ربما ضارة نافعة. وأن تلك الحرب هي تدريب ينعش الروح العسكرية التي لا تعرف الهدوء ولا النوم.


وفي هدوء وبخطى مدروسة، تم تطوير لافت في القدرات العسكرية، بحرا وجوا وبرا، على جميع الأصعدة وكافة الأسلحة.


أقول هذا الكلام، إيمانا مني أن هذا الشعب يمتلك درعا سابغة قوية وسيفا قاصما يعرف الحق ولا يؤمن بالعدوان.


ولو وصفنا العقيدة العسكرية بكلمة أخرى مع (الحق) فهي تلك المفردة المصرية الساحرة التي ربما هي سر قوة المصريين، كلمة (الصبر) الذي يعرفنا جيدا ونعرفه بطول عشرة السنين والأيام الصعبة.


أثق في جيش مصر، وأترقب خطوات رئيس مصر التي تقدر موضعها عند كل نقلة قدم.


حمى الله مصر، وحفظ نيلنا وشعبنا وجيشنا وإيماننا بالحق.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟