06:03 am 21/06/2021
| رأي
| 2289
لن نجد من هم أروع من أولئك الأشخاص المترفعين دائماً بتصرفاتهم وصفاتهم، من إعتادوا تجنب الخلافات، المتصالحون مع أنفسهم ومن حولهم في كل شئون حياتهم، هذا بخلاف قلبهم الطاهر النقي النابض بين أضلعهم، أشخاص قرروا أن يعيشوا حياة طبيعية ومنسجمة، بعيداً عن التصنع والأقنعة الزائفه، عن الحيل والحجج والمجاملات الكاذبة، هم أولئك الذين دائما ما تجدهم لا يتقهقرون أو يتضايقون إن رأوا الأقارب والأصحاب والأحباب على قلب واحد يجمعهم التواصل والحب والوئام، كما تجمعهم الألفة والتقدير والإحترام، بل يشعرون بالسعادة والفرحة لفرح من حولهم، ولايجعلون منها سبباً لتخبطاتهم وحقدهم وغيرتهم وهز ثقتهم بأنفسهم، معتقدين بأنهم سيفتقدون مكانتهم لدى الغير، بسبب تواجد أولئك الاشخاص بينهم.
أصحاب القلوب الطاهرة تعرفهم بنقائهم وشفافيتهم، قلوبهم جعلت منهم إناساً يؤمنون بصفاء العلاقات ما بين الناس، كما جعلتهم ايضاً يؤمنون بأهميتها وعمقها، لذلك هم لا يمكرون، ولا يناقضون، ولايخربون بين هذا وذاك، بل على العكس تماما تجدهم على الدوام يشيدون وبكل اعتزاز بمن حولهم، ويتحدثون بكل بهجة وحب عنهم، وهذا يكفي بأن يعكس لك روعة قلوبهم. أولئك هم أصحاب النوايا البيضاء، العملات النادرة في زمننا هذا، إذا كنت ممن يُحيط بِهم أصحاب القُلوب البيضاء فالتصق بهم، ولا تفرط فيهم، بل اِسْعَ دائماً لكسبهم وبالأخص من كان صادقاً منذ البداية فهم قلوب بيضاء في زمن القلوب الملونة.
وحذار بأن يتمكن منك الحسد او الغيرة فمثل هذه الأمور تهلك صاحبها، فتصنع منه شخصاً نرجسياً أنانياً لا يحب إلا نفسه، ومن فرط أنانيته ينزعج ويشتاط حتى وإن سمع كلمات الثناء والإشادة والمدح للغير، ويزداد الانزعاج اكثر بسبب قبول الناس لأصحاب القلوب النقيه، وانزعاجهم هذا ماهو إلا دلالة واضحة على خبث مشاعرهم وخسة ورداءة طبعاهم، فليتهم يتيقنون بأن المكسب الحقيقي؛ هو مكسب الروح والشكل الداخلي لا الخارجي، وهذا وحده ما يستطيع ان يحول قلوبهم المريضة لقلوب نقيه ويجعل منهم أشخاصا يمتلكون نسيجا جميلا خاصاً، يميزهم عن غيرهم.