للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

مدينة فوق قمة التل .. شيرين أبو خليل

مدينة فوق قمة التل .. شيرين أبو خليل

الكاتب : الدكتورة/ شيرين أبو خليل |

08:00 pm 27/04/2020

| رأي

| 1484


أقرأ أيضا: Test


  بطبيعة الحال، إن للبشر نقاط ضعف ومن العبث أن تحاول استئصالها بل لابد من التعامل معها بالآلية المناسبة.
  ثمة تغيرات كبرى إجتاحت العالم منذ إنتشار فيروس كورونا المستجد.. تغيرات ربما عجزت العقول عن فهمها وإدراكها، وكان لابد أن يصاحبها تغيرات فى أسلوب التفكير. بداية كان لابد من التعامل مع "إنعدام الثقة" فى آداء الحكومات المغروس فى ثقافة البعض، وخاصة وقت الأزمات، وما يترتب عليه من إنتشار الشائعات التى بدورها تدعم وترسخ هذا الشعور بعدم الثقة، أو عدم الإرتياح.


  فاليوم يدير المنظومة رجل "خارق"، مهمته الأساسية ليست الدولة، بل شعبها.. نعم شعبها، فالدولة تؤدى وظيفتها الأساسية لا من خلال قدرتها "كقوة"، وإنما من خلال قدرتها "كمجتمع"، بعبارة أبسط: إن المهمة الأولى للدولة ليست "نفسها"، وإنما "شعبها".


  إن السيسى يمثل نوع جديد من "القيادة" الملتزمة بطريقة جديدة فى التفكير، إن عصر الملوك المحاربين قد إنتهى، والعصر الحالى يدعو لنوع جديد ومختلف من القيادة.. قيادة لها قدرة على العمل، والتفكير المنطقى، وربط الأحداث، واستخلاص نتائج، وإصدار قرارات فى التوقيت السليم.. قيادة ملتزمة بالقيم الإنسانية.. وتحسين أوضاع شعبها.. قيادة لم تقف عند ما إنتهى إليه الآخرون، بل إتخذت من الماضى الدروس والعبر.


  السيسى لم يدرس الماضى ليسعى إلى إكتشاف مصير شعبه، ولكن لنصبح معه أسياداً على ماضينا باكتساب بعض الأفكار ووجهات النظر والرؤى حول تحسين أداء أسلافنا. هذا الرجل الذى ترفع عن إغراءات السلطة والهيمنة وما يصاحبها من غطرسة، ليصبح نموذجاً فريداً "للقيادة الواعية"، فالكثير من الإمبراطوريات الكبرى فى الماضى قد إنحسرت قوتها وانهارت لأن زعماءها لم يمتلكوا الحكمة والحصافة لاستخدام قدرات بلادهم على النحو الصحيح.


  تحدث السيسى "بقلق مخلص" بشأن المستقبل القريب لتداعيات أزمة كورونا أكثر منه "إنتقاداً" لممارسات البعض، لم يمثل كلامه "إدانة" بقدر ما يقدم "توصيات" تبعث الأمل فى إمكانية سيطرة الحكومة والشعب على تلك الأزمة، لا يمثل "غضب" بقدر ما يقدم "تحذير رصين" إذ يطالبنا ببذل أقصى جهد لتفادى الوقوع فى الأخطاء التى سبقتنا فى الوقوع فيها دولاً عظمى مثل أمريكا وربما تكتلات كبرى مثل دول الإتحاد الأوروبى.

 


  إن كل مصرى مهموم ببلده لابد أن يتجنب حظر الوقوع فى فقدان الرؤية بشأن ما يجب عمله ويقع فى نطاق قدراتنا، وما يخرج عنها فتتولاه حكومتنا الواعية، لنصبح وفقاً لعبارة "جون وينثروب" مدينة فوق قمة التل.
من فضلك خليك فى البيت
 
 

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟