الكاتب : دينا عبدالكريم..المصري اليوم |
08:25 pm 22/05/2021
| رأي
| 3384
مصر الكبيرة التى استعادت مكانتها وموقعها بين الأمم فى زمن قياسى، مصر التى يراها قائدها ورئيسها قد الدنيا.. ويراها أبناؤها المخلصون الذين يدركون قيمتها كل الدنيا.. تستحق أن يراها الجميع هكذا!.
هناك شخص ما فى كل مؤسسة لا يدرك قيمة هذا الوطن الكبير، ومازال بقصد- أو بدون قصد- يسىء إليه بطريقة إدارة لا تناسب حجم الوطن الذى يخدمه. فى بلادنا العربية لا توجد مشكلة فى الكفاءات، بالعكس مشكلتنا الكبرى فى القدرة على استغلالها وتوظيفها..
نحن لسنا كسالى كما نطلق على أنفسنا، نحن تائهون لم نتعلم قيمة العمل، فترانا ننفق نصف مجهودنا فى أشياء لا تمت للعمل بصلة، لكنها تستنزفنا وتستنزف وقتنا ومشاعرنا ونبدو مُنهَكين تمامًا. مشكلة المؤسسات أحيانًا فى موظف متوسط القدرات يحاول أن يعوض نقص موهبته أو معرفته بإضفاء الكثير من الغموض حول نفسه وحول أهميته، فتجده يطلق قرارات شفهية- غير منطقية- وإذا ناقشته فيها يجيب بتعالٍ: «التعليمات كده!». تستطيع بقدر يسير من الخبرة أن تميز بين التعليمات الحقيقية- تلك الخطوط العريضة التى تنظم العمل المؤسسى- والتعليمات التى اخترعها ووضعها هذا الموظف الكبير..!. كلمة «تعليمات»
اختراع مصرى خالص لتنفيذ وقبول اللا معقول وغير المفيد فى الكثير من المؤسسات، بل أزيدك أيضًا، فهى الكلمة التى قتلت كل إبداع وكل فرصة كانت موجودة فى مجالات البحث العلمى والتطور والعمل المؤسَّسى. فمجرد إطلاقها بتلك الثقة الزائفة والغرور المصطنع كفيل بأن يجعل السائل فى حالة حيرة!. هل هذا حقًا ما تريده مصر؟!. هل هذا حقًا وضعنا ورؤيتنا؟!. يتلفت السائل أو الباحث الطبيب أو الموظف فيجد إنجازات كبيرة لا تتناسب مع حجم المحدودية المطلوبة منه!. يجد قيادة سياسية ورؤية عامة للدولة أكبر كثيرًا من تلك التعليمات التى تلقى عليه كل يوم!. كم من خطايا صغيرة ومصائب كبيرة ارتُكبت باسم التعليمات، وكم من فرص عظيمة للتطور أُهدرت بسبب التعليمات الافتراضية غير الموجودة عند صاحب القرار الحقيقى.. ملكيون أكثر من الملك!، ليتها كذلك!، بل خائفون ومرتعدون على كراسينا أكثر من أى شىء آخر.. ما الحل إذن؟!. الحل موجود ولن نخترعه.. الحل أن تُستبدل كلمة «التعليمات» فى المؤسسات بكلمة «اللائحة الداخلية للمؤسسة»، وتُستبدل كلمة «المدير عاوز كده» فى الشركات بكلمة «الرؤية العامة وأهداف الشركة والمرحلة»، وتُستبدل كلمات «الرضا والغضب من أداء الأفراد» بكلمات «تقييم الأداء ومعايير القبول». الحل أن تكون التعليمات مكتوبة وليست شفاهية كنظام عمل يسرى على الجميع، الحل فى طريقة للتواصل المؤسَّسى، فحتى متلقى الخدمة يجد نفسه تائهًا فى كم من المعلومات والتعليمات الشفهية، التى يقولها له موظف الشباك بنفس العجرفة والتعالى.
مَن يرى نفسه كبيرًا ومستحقًا سيدرك أن مصر أكبر منى ومنك.. مصر تستحق نظامًا مكتوبًا و(معلومات) تأخذنا إلى حيث نريد ونستحق