الكاتب : أبوبكر عبد المعز |
07:19 am 03/05/2021
| منوعات
| 3916
سنتعرف على أول من حفر بئر للبترول فى العالم وكيف تحول البترول الى مصدر للطاقة يخدم دول العالم فى مجالات الطاقة والصناعة بالإضافة إلى أن التوسع في أعماله من استخراج وتكرير وصناعة تسهم في توفير الكثير من فرص العمل على مستوى العالم، مما يُحسن الحالة المعيشية للفرد.
ويرجع تاريخ التحول النشاط النفطي إلى تجارة في عام 1859 في ولاية بنسلفانيا الأمريكية ، وذلك بفضل إدوين .ل.دريك الذي كان يعمل موظف قطع تذاكر في السكة الحديد .
وقبل أن يقوم دريك بحفر بئره الأول كان الناس من جميع أنحاء العالم وعلى مدار قرون يعتمدون على “التسريبات ” ، أي ارتفاع النفط بشكل طبيعي إلى سطح القشرة الأرضية ، وكانت مشكلة هذه الطريقة أنه حتى أكثر المناطق إنتاجًا كانت تنتج كميات قليلة جدًا من النفط .
وفي خمسينيات القرن التاسع عشر ظهرت الكثير من الآلات الجديدة التي كانت تحتاج للتشحيم باستخدام النفط ، وكانت المصادر الرئيسية للحصول على النفط في تلك الأيام هي صيد الحيتان والتسريبات من باطن الأرض ، وهذه المصادر ببساطة لم تستطيع تلبية الطلبات المتزايدة على النفط ، وقد أدى نجاح بئر دريك إلى خلق صناعة جديدة ، وأدى أيضًا لظهور رجال مثل جون دي روكفلر والذي صنع ثروات هائلة من قطاع النفط .
دريك وشركة النفط
ولد إدوين دريك في عام 1819 بولاية نيويورك ، وقد عمل وهو شاب في وظائف مختلفة ، قبل حصول على وظيفة في السكة الحديدية عام 1850 كقاطع للتذاكر ، وبعد حوالي سبع سنوات من العمل تقاعد بسبب اعتلال صحته .
وحصل دريك على فرصة جديدة للعمل مع اثنين من رجال الأعمال اللذان يمتلكان شركة للبحث عن النفط تسمى سينيكا أويل ، حيث كان الرجلان جورج هـ.بيسل و جوناثان جي.إيفليت المديران التنفيذيان للشركة ويبحثان عن شخص يسافر ذهابًا وإيابًا إلى بنسلفانيا لتفقد أعمالهما في جمع تسريبات النفط .
وقد بدا أن دريك الذي كان يبحث بالفعل عن عمل مرشح مناسب ، لأنه وبفضل عمله في السكة الحديد كان قادر على ركوب جميع القطارات مجانًا .
دريك فولي
وعندما بدأ دريك في العمل داخل مجال النفط ، أصبح يفكر في طريقة لزيادة إنتاج النفط ، وكانت الطريقة المتبعة في ذلك الوقت هو امتصاص تسريبات النفط باستخدام البطانيات ، وهذا بالطبع كان يؤدي لإنتاج كميات قليلة جدًا ، وكان الحل الواضح أمام دريك هو الحفر بطريقة ما في الأرض للوصول إلى النفط ، وبدأ دريك في حفر منجم ، ولكن منجم دريك غمره المياه وباءت محاولته الأولى بالفشل .
وفكر دريك أن يستخدم نفس الطريقة التي تستخدم لاستخراج الملح من تحت الأرض ، عن طريق دفع أنابيب حديدية إلى داخل الأرض حتى تصل إلى المناطق التي يوجد بها النفط ، وقد جرب ذلك .
وقد أطلق السكان المحليين على أول بئر نفط يكتشفها دريك اسم دريك فولي أو حماقة دريك لأنهم شكوا في نجاحه ، ولكن دريك أصر على استكمال فكرته واستعان بمساعدة حداد محلي يسمى ويليام سميث أو العم بيلي لاستكمال فكرته ، وفي البداية كان التقدم بطيئًا للغاية ، حيث كان الأنبوب يدق 3 أقدام كل يوم وبحلول 27 أغسطس 1859 كان الأنبوب قد وصل لعمق 69 قدم .
وفي الصباح التالي حين وصل سميث إلى الموقع لاستئناف العمل اكتشف أن النفط قد ارتفع من خلال الأنبوبة ، وبالفعل نجحت فكرة دريك وبسرعة بدأ بئر دريك ينتج إمدادات ثابتة من النفط .
أول بئر نفطي دائم
بدأ بئر دريك ينتج حوالي 400 جالون من النفط كل 4 ساعة ، وهي كمية كبيرة بالمقارنة بالكمية التي كان يتم الحصول عليها من التسريبات ، وتم إنشاء أبار أخرى ، ولأن دريك لم يسجل براءة اختراع لطريقته ، فقد كان بإمكان أي شخص أن يستخدم تلك الطريقة.
وبعد عامين تم إغلاق بئر دريك الأصلي بسبب الطفرة التي حدثت في مجال إنتاج النفط في بنسلفانيا ، فقد أصبحت الآبار الأخرى تنتج النفط بمعدلات أعلى منه ، وقد امتلأ غرب بنسلفانيا بالآبار التي كانت تنتج آلاف البراميل يوميًا ، وقد انخفضت أسعار النفط بشكل كبير بسبب زيادة الإنتاج مما جعل دريك وأرباب عمله يخرجوا من مجال التنقيب عن النفط ، ولكن دريك أثبت أن جهوده للتنقيب عن النفط كانت عملية .
وبالرغم من أن دريك كان رائد عملية التنقيب عن النفط إلا أنه قد استطاع حفر بئرين آخرين فقط ، قبل أن يترك مجال النفط ككل ، وقد قضى معظم حياته المتبقية في فقر .
وفي عام 1870 ونظرا لجهود دريك في اكتشاف فكرة التنقيب عن النفط صوتت الهيئة التشريعية في ولاية بنسلفانيا لمنح دريك معاش وقد عاش في بنسلفانيا حتى وفاته عام 1880 .