04:10 am 02/05/2021
| رأي
| 2110
منذ نشأتها قبل ربع قرن من الزمان، وتحديدًا عام 1995 كأول صحيفة مستقلة في مصر، كانت “الميدان” كيانًا يقف في طليعة الصحف الخاصة، وجنبا إلى جنب مع الصحف القومية، والحزبية يشارك مع الجميع في إثراء الوعي السياسي، والثقافي والأدبي، من منطلق إرادة وطنية خالصة لمؤسسها الراحل محمود الشناوي؛ فترجم تلك الإرادة مجموعة من صفوة الصحفيين المبدعين، مثل الأستاذ محمد حسن الألفي أطال الله في عمره، والراحلين يوسف هلال، وسعيد عبد الخالق، وقد قدم هؤلاء الصفوة نخبة من أمهر الشباب الناشئ وقتها، صاروا جميعًا الآن من أهم أعمدة الإعلام والصحافة في مصر، ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر الإعلامي محمد علي خير، وإيهاب البدوي، وخالد برعي، ولطفي السقعان، ووجدي صابر، ومؤمن خليفة، وبهاء الدين أحمد، وعادل بدوي، وعبد الرشيد مطاوع، ومحمد طرابية، ومحمد قناوي وأحمد المنسي، ونبيل عبد العزيز، وباهر السليمي، ومحمد البرعي، وعلاء شديد، وحسن الزوام، وحنان شومان، وإلهام عبد العال، وأحمد المسيري، وعمر يحي الأيوبي، ومطاوع بركات، ومحمد تغيان، وسحر عبد النعيم، وهند عبد اللطيف، وعارف الدبيس، وأنور الجعفري، وعلي بدر، وحسن أبو شقرة، ومحمد المعتصم، وهاني رفعت، ويسري البدري، وعبد الناصر الزهيري، وأحمد صقر، ووحيد رأفت، وأحمد النبوي، وأشرف البهي، ومحمود البرغوثي، وشريف الجندي، ووليد عطا، ومحمد راضي، وعثمان علام، وأحمد النبوي، وإلهام عبد العال، وعبد الله فضل، وممدوح عزت، وياسر فرغلي، وعز الأطروش، وأحمد عبود، وبلال الدوي، وهيثم صلاح، ومحمد صلاح، ونشأت الدبيس، وهاني رفعت، ووليد عرابي، ولبنى إسماعيل، وإيمان كامل، وشريف العقدة، وأماني العزازي، وزينب السعيد، وأشرف محمود، وحسام عبد الحكم، وكثيرين لم تسعفني الذاكرة لسردهم جميعًا.
هذا الكيان، مثله مثل أي مشروع إنساني طموح تعرض لما يمكن أن نسميه كبوة، أو وعكة منذ عام 2016 وحتى النصف الأول من 2020، كانت الكبوة غير متوقعة، خاصة وأن هجمتها جاءت من عصابة من الداخل، يفترض فيهم الوفاء لهذا الكيان، ورد الجميل لمن احتضنهم ودعمهم، ولكن للأسف كان رد الجميل منهم على عكس ذلك تمامًا، فباتوا يفسدون، ويخالفون، ويشذون عن كل المواثيق، والقيم والأعراف، مما أثر سلبًا على سمعة، واسم هذا الكيان الذي بُني على أيدي هذه الصفوة المذكورة بكل شرف ونزاهة ونقاء.
وللأسف فوجئنا بالعديد من المخالفات الأخلاقية، والمالية، والإدارية، مريرة التفاصيل، والتي يمكن أن يرتكبها أناس لم ينالوا حظهم من التعليم، وأوقعتهم ظروف الحياة، وسط بيئة لا تستطيع التفرقة بين المشروع، وغير مشروع، أو التفرقة بين الحلال، والحرام، فاعتادوا الكذب، والتدليس، والتزوير، والنصب، والنفاق.
وللأسف مرة أخرة، فإن تلك الجرائم، والمخالفات أكثر من أن يسطرها القلم، أو تسردها الذاكرة فتنوعت وتعددت وفاقت كل خيال أو توقع ما بين النصب والابتزاز والاستيلاء على حصص تأمينات دون توريدها لا لإدارة الجريدة ولا لهيئة التأمينات، مما أدى لتراكم مديونية الجريدة لدى التأمينات لعدة ملايين من الجنيهات، وكذا أجبروا البعض على دفع أموال لا ذنب لهم فيها بحجج واهية، أما جرائم التزوير فقد تعدت حدود المنطق، من خلال “ضرب” أوراق موجهة لجهات رسمية بتعيين فلان، وإقصاء آخر مما أدخل الجريدة في دوامة قانونية مع تلك الجهات، أما ترويج الشائعات والفتن والأكاذيب من أجل الوقيعة بين زملاء العمل وبث الخلاف والقطيعة بينهم لمنع عودة الجريدة إلى سابق عهدها فكانت تتم بشكل ممنهج ومدروس لا يصدر إلا من عصابات محترفة ومتمرسة، بالإضافة إلى الطعن في شرعية الجريدة، والقائمين عليها أمام الرأي العام والجهات الرسمية، من خلال حملة لإثارة الوسط الصحفي وتشويه قادة الجريدة أمامهم والادعاء بعدم شرعيتهم، بخلاف استغلال انشغال مسئولي الجريدة والتصرف في شئونها بشكل أحادي، وارتكاب الكثير من التجاوزات، حتى تسربت بعض روائحها الكريهة، وظهر الكثيرين من الضحايا الذين بدأوا يتكلمون بعد أن تحرروا من قيود الابتزاز والتخويف، بعدما كان يتم التنكيل بالبعض لصالح البعض الآخر باستخدام أقذر وأدنى أساليب الإيذاء والتجريح وخاصة لمن يعترض يومًا على أي سلوكيات مشينة.
وختامًا نحمد الله أننا تداركنا الأمر؛ لكي نعمل بكل طاقتنا على استرداد اسم الميدان وإزالة ما علق به من غبار ليعود برّاقا كما كان حاضنا لكل المواهب الشابة الباحثة عن نافذة تطلق منها إبداعاتها وتجلياتها، وبيتا لكل أبنائه من القامات الصحفية والإعلامية الكبرى الذين أثروا الحياة الثقافية في مصر على مدى ربع قرن من الزمان، وللحديث بقية.