10:53 pm 29/04/2021
| رأي
| 2172
أكثر اللحظات خلوداً في الذكراة لحظات جبر القلوب، التي يهديك إياها محب أو صديق أو حتى غريب، فجبر الخواطر أمرٌ عظيم عند الله لوتعلمون، أن تطبب جروحاً غائرة لاتراها لكنك تستشعر حجمها وعمقها، شروخاً تحتاج أن تستحضر مشاعر مرهفة صادقة ونقية لتلتئم، لاتحتاج جهداً جسدي او ذهني فقط تحتاج كلمات بسيطة، تخاطب قلباً ينزف وجعاً، كلمات تُصَب كنهر بارد رقراق يكون ضماد يوقف ذلك النزف ويسقي ظمأ ذلك القلب، بسمة تُنشِيه فرحاً وكلمة حانية تربت على كتفه، ودعوة تبعث في روحه الأمل، فتزهر روحه وتبتهج وينعكس ذلك الثمار على روحك فينشرح صدرك.
ولأن المكافئ هو الله، والله مع الجميع لكنه أكثر قرباً من أصحاب القلوب الرقيقة، فيا سعدك لو لجأ إليك كسير : استمع إليه وأعنه ولا تلومه على طيبته، لكن هذا لايحدث للأسف، فمعظمنا لايجيد براعة النصح أو فصاحة التعبير فنؤنب بعضنا، ونزيد جروحنا إيغاراً، فالبكاء أمام من لايقدر الدموع أكثر الجروح إيلاماً، جابري القلوب هم أصحاب النوايا السليمة المفطورون علي المشاعر، فأعينوا من تبقى من أصحاب تلك القلوب، ولاتدعوها تتعلم القسوة بل علينا أن نخفف من وطأتها، كلنا مفطورون على الحبّ لكن القليلون منا من لم تغيره الحياة وتحوله الظروف الى قاسٍ أو منغلق أو جامح نحو الدنيا، فلنخفف وطأتها بجبر الخواطر، ولنترجم مشاعرنا الى كلمات تسقي بذور الطيب داخلنا، ونجبر هشاشة قلوبنا ونروي اغصان ارواحنا التي ذبلت، فسلام على قلوبٍ إينما حلت أزهرت وجبر الله قلوباً لايعلم بكسرها سواه.