الكاتب : سليمان جودة |
07:26 pm 20/04/2021
| رأي
| 1976
فى ٨ فبراير ٢٠١٦ نشرت الصحف على لسان زميلنا الإذاعى أحمد إبراهيم، المتحدث باسم وزارة النقل وقتها، أن الوزارة قررت التعاقد مع شركة عالمية لإدارة مرفق السكة الحديد، لأننا، على حد تعبيره: فاشلون فى الإدارة.. ومما قاله أيضًا فى حديثه المنشور أن الدولة أنفقت وتنفق وستنفق الكثير جدًا على هذا المرفق، ولكن الإنفاق مهما كان حجمه لن يغير شيئًا فى ظل عدم وجود إدارة مختلفة!.
ولانزال نذكر تصريحًا للوزير سعد الجيوشى فى ذلك الوقت تساءل فيه قائلًا: لماذا يخسر القطار ويكسب الميكروباص؟!.. وكان السؤال يحمل جوابه فى داخله، وكان هذا الجواب أن الإدارة فى حالة القطار تختلف عنها فى حالة الميكروباص، وأن هذا على وجه التحديد هو سر خسارة الأول وعدم خسارة الثانى!.. إذا كان من الجائز أن يقال عن الإدارة فى الحالتين إنها سر من الأسرار!.
وربما يكون من سوء حظ السكة الحديد أن الجيوشى فقد منصبه بعدها مباشرةً، لأن بقاءه كان سيجعله يجيب عن سؤال القطار والميكروباص، ولأن بقاءه كان سيجعله أيضًا يجرب فكرة الإدارة الأجنبية، لنرى ما إذا كانت ستحل المعضلة فى السكة الحديد أم لا؟!.
إنها معضلة حقًا، لأن الوزراء من أيام الوزير محمد منصور يتعاقبون عليها ويروحون ويجيئون، بينما حالها كما هو، رغم الإنفاق الهائل المخصص لها، بما يعنى بالعقل والمنطق أن ذهاب الوزير مع كل حادث كبير ليس هو الحل الشافى!.. وهى معضلة، لأن وقوع ثلاثة حوادث كبيرة على قضبانها خلال شهر واحد لا أكثر معناه أننا أمام خلل كبير لن يمنع وقوع الحادث الرابع لا قدر الله!.
وفى رسالة من الأستاذ محمود الطنب يقول إن حل المعضلة لن يتأتى إلا بوزير يتولى أمر السكة الحديد وحدها، على طريقة وزير السد العالى فى ستينيات القرن الماضى.. والفكرة أن يتسلمها وزير يتعهد بحل مشكلاتها حسب برنامج زمنى محدد له أول وله آخر، فإذا فعل ذلك ووضعها على الطريق الصحيح تركها كما حدث فى حالة وزير السد العالى!.
فهل هذا حل؟!.. ربما.. لأن صاحب الفكرة يطرحها وفى ذهنه نجاح إدارة السد على يد الوزير صدقى سليمان فى تلك الأيام!.
وتقديرى أن الحل فى الأحوال كلها موجود لدى «لى كوان يو» مؤسس سنغافورة وباعث نهضتها، الذى لما سألوه عن السر فى صعود بلاده على يديه، قال ما معناه إنه لا سر فى المسألة ولا يحزنون، وإن كل ما فعله أنه بنى الإنسان، وإن هذا الإنسان هو الذى صعد بالبلد وبناه!.
الإنسان هو السر فى سنغافوة، وفى السكة الحديد على السواء.. ولا سر سواه!.