01:03 pm 09/03/2021
| رأي
| 2159
أن القتال في ساحة الوغى هو أشبه بلعبة الشطرنج لا تتسع لشخصين، بل لا بد لأحدهما أن يسلم وربما أن يموت حتى يكون الآخر هو الملك، وكل من يخرج إلى ساحات الحرب يكون مدركًا لهذه الحقيقة لكن هو يخرج إيمانًا بمبادئه التي تربى عليها؛ أن الأرض حق لنا وحدنا نحن العرب، كثيرون من يطلبون الشهادة ولكن أقلاء هم الصادقين، فيقام يوم الشهيد حتى يتذكر الناس بسالة ذلك المقاتل الذي أراق دماءه البريئة على وجه هذه الأرض التى تأبى أن تمتص دماءه معلنة للعالم بأكمله أن ها هى تخصبت باللون الأحمر وتأبى أن تمتصه حتى يشاهده العالم بأكمله.
تحتفل القوات المسلحة، في التاسع من مارس، كل عام بيوم الشهيد، والذي يعتبر اعتزازًا بشهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن، يأتي الاحتفال بيوم الشهيد تزامنًا مع إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذي كان يعد أحد أشهر العسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين وشارك الفريق عبد المنعم رياض، في حروب عدة من بينها حرب فلسطين عام ١٩٤٨، والعدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٦٥، وحرب الاستنزاف حتى استُشهد في التاسع من مارس عام ١٩٦٩، عندما قرر أن يتوجه إلى الجبهة للوقوف على نتائج المعركة عن قرب، ومشاركة الجنود مواجهة الموقف، اثناء وجود رئيس أركان حرب القوات المسلحة آنذاك على الجبهة قرر أن يزور الموقع رقم ٦، الذي لم يكن يبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى أقل من ٣٠٠ متراً، حيث كبَّد فريق الموقع القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، إلا أن هذا الموقع شهد اللحظات الأخيرة في حياة الفريق عبدالمنعم رياض، حيث انهالت نيران القوات الإسرائيلية على المنطقة التي كان يقف فيها فجأة، حتى انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب منه وكنتيجة للشظايا القاتلة استشهد الفريق عبد المنعم رياض، عن عمر ناهز ٥٠ عاما، متأثرا بجراحه، لتبقى بطولاته وأقواله المأثورة خالدة في عقول ووجدان مصر، ومنذ ذلك الحين، اتخذت القوات المسلحة التاسع من مارس كذكرى سنوية للاحتفال بالشهيد، لتخليد ذكراه.
والتاسع من مارس ليس مناسبة لتجديد الأحزان، ولكن للتأكيد على فكرة العطاء دون مقابل، والتضحية بالروح من أجل كرامة الوطن، فالمصريون قوم لهم مع الشهادة والشهداء قدر وباع وتاريخ طويل، ويحتفلون بها وبهم كما يحتفلون بأفراحهم، ويحيون في هذه المناسبة الكثير من ألوان التكريم والتقدير في مناسبات عديدة تخليدًا للتضحية وسموا بقيمتها النبيلة.
وأخيرا وليس آخرا، على الرغم من حالة السلام التي تعيشها مصر، الا إن الإرهاب الأسود مازال يحصد خيرة أبناء الوطن من الضباط والمدنيين، وتفقد مصر أغلى ما فيها من خيرة الشباب والضباط المتميزين والجنود فى العمليات الإرهابية غدرا لتنفيذ مخططات جماعات وتنظيمات الإرهاب التى لا تريد لمصر الاستقرار والتقدم، لذا تقوم القوات المسلحة كل عام بإقامة احتفالات تكرم فيها أسر الشهداء ومصابى العمليات الحربية، بما يتناسب مع التضحيات التى قدموها فداء لتراب الوطن، وتعمل القوات المسلحة على التطوير الدائم والمستمر لأوجه التكريم والتواصل مع هؤلاء الأبطال فى أماكن إقامتهم، لذا يتم تكريم جميع أسر الشهداء ومصابى العمليات الحربية سنويا فى جميع محافظات الجمهورية .