10:37 am 07/03/2021
| رأي
| 2429
ما لفت إنتباهي في الآونة الأخيرة هو الإقبال المتزايد للمهنيين في قطاعات الدولة علي وجه العموم و في قطاع البترول علي وجه الخصوص للإستكمال درب الدراسات العليا للحصول علي الدرجات الأكاديمية من ماجيستير أو دكتوراة.
و السؤال الأن: ما هي الأسباب التي أدت لهذا الإهتمام المتزايد والرغبة المتنامية لنيل تلك الدرجات الأكاديمية سواء في التخصصات ذات الصلة أو تخصصات إدارة الأعمال؟ مع الأخذ في الإعتبار أن تلك الدراسات تستغرق سنوات و تتطلب قدر كبير من المجهود، الوقت، التفرغ، الطاقة، التمويل المادي و الأهم هو توفيق من الله عز و جل.
من المؤكد أن لكل فرد سبب أو عدة أسباب، خاصة و نحن نتحدث عن المهنيين بقطاع البترول بإختلاف العمر، الحالة الإجتماعية أو الدرجة الوظيفية.
و تم سؤالي في إحدي المقابلات الشخصية أثناء إجراء البحث الإستطلاعي مع أحد صناع القرار من العينة المستهدفة عن هدفي من إجراء الدراسة و بذل هذا المجهود و الوقت، و قيل لي حرفياً "هل الهدف هو إستحواذ اللقب ثم وضع الرسالة علي الرف مثل ما حدث مع بعض الزملاء أم هناك فائدة سوف يختص بها القطاع أو تعود علي المجتمع بشكل عام و تابع حديثه في حضور بعض القادة التنفذيين بإحدي الشركات، بأنه علي الباحث و خصوصاً إن كان مهنيياً و ذو خبرة عملية أن يفيد مجال عمله أو القطاع الذي يعمل به حتي يستشعر قيمة الوقت و المجهود المبذوليين. و أضاف قائلاً: بالفعل، لدينا ألقاب أكاديمية و مسميات وظيفية كثيرة، إذا تم تنقيحها من أجل إستخراج المادة الفعالة، سوف نفاجئ بالواقع...".
و في واقعنا العملي، نحن نعاني دائماً من وجود فجوة بين الدراسة الأكاديمية و الواقع العملي، نجد ألقاب أكاديمية تفتقر إلي الخبرة العملية و نجد وظائف عملية و تتخذ من الأبحاث الأكاديمية مراجع للإستشهاد بها.
فماذا لو تتم تلك الدراسات بمباركة و دعم من الشركات العاملة بالقطاع؟
- لتحديد أهم الموضوعات المطلوبة في القطاع و التي تمثل مشكلة بحثية، يتشارك فيها الخبرات العملية و النظرية معاً، مما ينعكس بشكل إيجابي لتحقيق مكاسب لجميع الأطراف و حين إذا،ً سوف يتم العمل علي تضييق تلك الفجوة.
- للإرتقاء بمستوي الخبرة و المعرفة لرأس المال البشري لدي الشركات الداعمة و التمتع بموظفين مؤهليين أكفاء في كافة المجالات.
- لإكتساب خبرات جديدة في موضوعات تهم الشركات الداعمة مما ينعكس أثره علي تقليص ميزانيات كانت توضع لإستعانة بإستشاريين خارجيين وقت الحاجة.
مجال الدعم له عدة أشكال:
- التيسيير علي الباحثين إجراء اللقائات و جمع البيانات المطلوبة و هذا يتم في إطار ميثاق أخلاقي بعدم ذكر إسم المشارك و التأكيد أن البيانات سوف تستخدم لأغراض أكاديمية فقط.
- توفير الدعم المالي لراغبي الدراسة من الموظفين ما ينعكس علي وجود قاعدة من الموظفين أصحاب الولاء و الإنتماء لدي تلك الشركات الداعمة.
مثل هذه الدراسات إذا تم إجراؤها بالطريقة المذكورة بدعم من الشركات، ستؤدي إلى العديد من النتائج التي تعكس من دورها الواقع الفعلي لعمل تلك الشركات المبحوثة وتقصي أهم التحديات التي تواجهها أو تواجه موظفيها، فهي أشبه بعمل عصف ذهني جماعي للخروج بالكثير من الأفكار أو التوصيات العلمية و العملية القابلة للتنفيذ والمطروحة من داخل العاملين بالقطاع، تلك النتائج و التوصيات يمكن تداولها و نشرها في المجلات الدورية و المؤتمرات من أجل تطوير أداء الشركات و تحقيق مكانة تنافسية ريادية.
العلم أمانة وإذا أقترن بالعمل فهو طريق تنمية و تطور و يجب نشره و الإستفادة به حتي ينعكس أثره علي المجتمع ككل.
إن قدر الله لنا في العمر بقيه، فربما لنا في الحياة لقاء .....