الكاتب : د أحمد هندي |
04:55 am 06/03/2021
| رأي
| 2852
السباق نحو قارة أوروبا.
أدرجت المفوضية الأوروبية يدءا من عام ٢٠١٥، مشروع خط أنابيب أست ميد ضمن المشاريع ذات المصالح المشتركة، بل إن الأتحاد الأوروبي قام بالأستثمار فى التمويل المشترك لدراسات الجدوي التى تهدف إلى دعم المشروع، من خلال مد خط أنابيب تحت مياه البحر بطول ١٩٠٠ كيلو متر لتصدير الغاز الطبيعي من شرق المتوسط إلى قارة أوروبا مابين إسرائيل، وقبرص، واليونان، كأحد مسارات تصدير الغاز الاسرائيلي لدول الاتحاد الأوروبي.
ولكن تنفيذ الخط يحتاج إلى أستثمارات ضخمة وتكاليف مالية ٧ مليار دولار وهو مايعني ارتفاع تكلفة نقل الغاز، ليلبي الخط نسبة ١٠٪ من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي في إطار تبني الاتحاد فكرة تنويع مصادر الغاز من أكثر من دولة وعدم الأعتماد على دولة بعينها حتى لا تتعرض لضغوط كما تفعل روسيا مع دول الاتحاد.
وتبلغ كمية الغاز التى يتم نقلها عبر الخط ١١ مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، ويحظي المشروع بدعم من جانب المفوضية الاوروبية لشئون الطاقة، ويتضمن الخط الذى يبدأ من حقول الغاز الأسرائيلية مرورا بقبرص إلى جزيرة كريت اليونانية ثم الوصول إلى إيطاليا، وأجتمع ممثلي الدول الثلاث إسرائيل َقبرص واليونان فى أثينا يناير ٢٠٢٠، لإبرام الأتفاق التنفيذي لبدء أعمال بناء الخط والأنتهاء منه بحلول عام ٢٠٢٥!!
لم تقف التحركات الأسرائيلية عند هذا الحد بل أتجهت إلى ضرب التحالف الأستراتيجي بين مصر والسعودية والأمارات من خلال جذب أستثمارات خليجية لصناعة الطاقة الأسرائيلية، وذلك بالعمل على تطوير ميناء حيفا بأستثمارات آماراتية لتكون تكلفة النقل اقل مما هو عليه الآن، بنقل خام النفط والغاز الطبيعي من خلال خط إست ميد، وبناء خط أبوظبي إيلات مرورا بالمملكة العربية السعودية، وخط الجبيل ينبع على البحر الأحمر لنقل خام النفط وربطه بخط إيلات عسقلان بطول ٧٠٠ كليو متر شمالا إلى إيلات.
والتخطيط لدخول ناقلات النفط الأماراتية إلى ميناء إيلات عبر خليج العقبة لتفريغها، حيث تبلغ سعة خط أنابيب إيلات عسقلان ٤٢ بوصة لخام النفط، يوازيه خط ١٦ بوصة لنقل المازوت والديزل والمشتقات الأخرى، والهدف من هذه المشروعات الأسرائيلية تجنب المرور فى قناة السويس.
وهو مايعني أن خط أنابيب إيلات عسقلان الذى يربط ميناء إيلات بمحطة ناقلات عسقلان وضخ خام النفط الخليجي فيه، مع عقد صفقات لنقل الغاز الطبيعي وتوصيله إلى خطوط الانابيب الإسرائيلية عبر اراضي المملكة العربية السعودية، وقدرة المحطات الأسرائيلية على أستيعاب مايصل إلى ٢ مليون برميل من خام النفط، يترتب على ذلك فقدان قناة السويس مابين ١٢ إلى ١٧ ٪ من كميات الخام التى تمر عبر القناة..
ويبدو أن إسرائيل تتخذ من منظمة شرق المتوسط ستارا أو وسيلة للتعامل لتحقيق أهدافها، حيث تستغل حالة عدم الأستقرار فى سوريا ولبنان وليبيا لتحقيق اكبر قدر من الأرباح، وهو التحدي الحقيقي الذي يواجه الدول العربية الإسلامية المطلة على شرق البحر المتوسط.
تقف مصر بمفردها فى مواجهة المخططات الأسرائيلية التى تحتاج إلى ضبط تلك التوجهات سواء فى اتجاه قارة أوروبا أو مع دول الخليج العربي، حيث انتهت إسرائيل من ابرام أتفاقيات مع قبرص واليونان لمسار الغاز الطبيعي الاسرائيلي وأنتقاله وغيرها من الأمور الفنية للوصول إلى قارة أوروبا.
بل الغريب والعجيب أن أسرائيل تتبنى ضم دولة الإمارات العربية المتحدة للحصول على عضوية منظمة شرق المتوسط عقب توقيع أتفاق التطبيع بين الدولتين، وهو مايهدد التحالف الأستراتيجي المصري السعودي الأماراتي، بل والتأثير على مشروع تحول مصر لمركز إقليمي لتداول الغاز الطبيعي، حرب شرسة للضغط المستمر على خطط التمنية المصرية!
البعض يعتقد أن الخطر فى تركيا التى تعد خيال مآتة البحر المتوسط وتتحرك وفقا للمخطط الأسرائيلي.
وللحديث بقية