11:16 am 24/01/2021
| رأي
| 1858
انتهيت من حصتي ال on line الصباحية وكعادة المعلمين الأساسية و هي الهروب السريع بعد انتهاء الحصة الى غرفة المدرسين لتناول كوب الشاي والاستعداد للدخول في معترك حصة أخرى ، وتواكب دخولي الغرفة مع دخول مستر مجدي مدرس اللغة العربية وميس نهى مدرسة الدراسات، وما إن هممنا بتبادل التحيات اذ بأمين عامل البوفيه هابطاً علينا عالماً بطلبنا الأساسي
-"صباح الخير كله ياأستاذ مجدي حالاً الشاي يوصل في كباية مش مليانة والسكر خفيف صح كدة؟"
-"تمام بس بسرعة ياأمين عندي on line تاني كمان شوية"
-"من عيني ياأستاذ، ميس نهى أجدع مدرسة دراسات فيكي يامدرستنا نجيب الشاي ابو نعناع في كباية مليانة من غير سكر والا أستنى؟"
-"تستنى ايه؟ إنجز و هاته"
وينطلق أمين مختفياً لمدة عشر دقائق وفجأة يظهر كفارس على حصانه حاملاً سيفه أقصد صينيته وعليها الكوبين والغريب في الأمر ان الكوبين نفس درجة الإمتلاء والدهشة الكبرى في تقديم أمين لهما والصدمة الأكبر في تقبل مجدي ونهى لتقديمه وإليكم المشهد :
-"أحلى كباية شاي لاستاذ مجدي
وحاولت أحافظ انها ماتكونش مليانة والسكر خفيف"
-"تسلم إيدك يا أمين ، بيعجبني فيك إنك حافظ أنا بأحب ايه خد باكو البسكويت ده مكافأة"
يتناول أمين مكافأته مبتسماً إبتسامة القائد الواثق من انتصاره دائماً
-و"نوصل لأحلى كباية شاي مليانة بالنعناع و من غير سكر لاستاذتنا ميس نهى، تحبي أملاها كمان؟"
-"تزود ايه ياأمين ده كدة هايل اوي ،خد إمسك التلاتين جنيه دول عشرين من حساب البوفيه وعشرة ليك "
-"تسلم ايدك ياست الكل"
و ما إن يلتفت أمين متجهاً للخروج من الغرفة حتى تتلقاه يدي واضعة إياه چانباً:
-"واد ياأمين الكبايتين أد بعض ،منين أقنعت مجدي إنها مش مليانة و إزاي نهى صدقت إنها مليانة"
-"بسيطة ياأستاذة سَمّعت ودانهم اللي عينيهم عايزة تشوفه"
وأختفى أمين هذا الشاب البسيط الساعي على رزقه تاركاً جملته تتنزه في دروب عقلي"حقاً العين تري بالأُذُن"
صدقت ياأمين وكنت في القول أمين
كَم من المواقف مرت بنا نتيجة ماسمعنا
كَم من البشر خسرنا نتيجة ما نُقِل الى أذاننا
الأُذُن هى مرآة العين
زينوا كلامكم و ألبسوه ثياباً نظيفة ، أنيقة، فخمة، فيدخل الأُذُن متأنقاً مستعداً للوقوف أمام مرآة العين ف......."يانهااار أبيض فاضل خمس دقايق على حصتي "
-أمين.....أمين....إعملي شاي خفيف مش تقيل زي شاي ميس هناء"
تشربوا شاي معانا ؟