للاعلان

Tue,26 Nov 2024

عثمان علام

حكاية طبيبة أسنان بالفيوم تخاطر بحياتها لإطعام مرضى كورونا ‎

حكاية طبيبة أسنان بالفيوم تخاطر بحياتها لإطعام مرضى كورونا ‎

08:51 am 15/01/2021

| متابعات

| 2010


أقرأ أيضا: Test

صحتين وعافية، شفاكم الله وعفاكم، شدة وهتعدي، أجر وعافية، مليون سلامة، صحة وعافية دمتم بعافية".. تلك العبارات التي تشير إلى الإنسانية بمعنى صورها، تدونها طبيبة شابة من الفيوم، على وجبات صحية وغذائية تجهزها لمصابي كورونا المعزولين، سواء المعزولين منزلياً أو داخل مستشفيات العزل لتوفر على المرضى مجهود الوقوف لساعات طويلة لعمل هذه الوجبات أثناء فترة إصابتهم، التي تحتاج إلى تغذية بالفعل بجانب بروتوكول العلاج.

‏‎الدكتورة رنا علاء الروبي، طبيبة أسنان بمحافظة الفيوم، صاحبة فكرة مبادرة "تجهيز وجبات صحية لمصابي كورونا من العزل المنزلي لأبناء الفيوم".
‏‎بدأت الدكتورة رنا الروبي مبادرتها للوقوف بجانب مرضى كورونا، بالتعاون مع اثنتين من صديقاتها خارج المجال الطبي، إلى أن تطرق الأمر وتطوع عدد كبير من رجال وسيدات من أبناء الفيوم، للمشاركة في المبادرة، التي لم تقتصر دورها على تجهيز وجبات جاهزة فقط، بل توفير أدوية ناقصه وغير متوفرة بشكل كثير في الصيدليات، للأسر غير القادرة والمحتاجة.
‏‎في طريق فريق المبادرة أثناء توصيل الوجبات الجاهزة على مصابي كورونا بالمراكز والقرى النائية، اكتشفوا أن هناك آخرين تأثرت أعمالهم بسبب جائحة كورونا، وجلسوا في منازلهم دون عمل، فقررت الطبيبة الشابة تجهيز وجبات أخرى لمساعدة هؤلاء.
‏‎قالت الدكتورة رنا علاء الروبي، في تصريحات ل"القاهرة 25"، إنها لم تتوقع في البداية إن المبادرة تتسع لهذا الأمر، فكانت الفكرة منذ البداية حديث بسيط مع اثنتين من صديقاتها من خارج المجال الطبي، وتم تدشين "جروب على السوشيال ميديا"، وتفاجئوا بانضمام عدد كبير من محبي أعمال الخير، حتى كونوا فريقًا من الرجال والسيدات في أعمار مختلفة، وبدأت المبادرة تطرق أبواب مصابي كورونا حتى القرى النائية.
‏‎تتابع: "بدأنا نخبر أصدقائنا ومعارفنا في البداية، من خلال "جروب السوشيال ميديا"، حيث بدأت المبادرة من فكرة بسيطة لفكرة كبيرة، ووجدنا إقبالًا، وحب الخير من أصحاب أفعال الخير بشكل كثيف وغير متوقع "الناس جواها خير كبير"،  بدأنا في تدشين الجروب بإضافة أصدقائنا ومعارفنا، حيث وصل لـ10آلاف عضو في فترة زمنية قصيرة جدًا وغير متوقعة.
‏‎أضافت "تواصلنا مع محبي الخير بالفعل وتولينا توصيل الوجبات  للمرضى، والعناوين وأرقام المصابين في سرية تامة بين الفريق، وبدأ ينضم عدد كبير من المتطوعين للمبادرة لتوصيل الوجبات للمنازل ثم المستشفيات، ابتدينا بتوصيل 30 وجبة في اليوم، وفي يوم ما وصلنا لتوصيل 1000 وجبة في اليوم الواحد".
‏‎أضافت الطبيبة أن المتطوعات والمتطوعين لهم أدوار بارزة في المبادرة، فمنهم من يقدم وجبات جاهزة "مطبوخة"، وصحية تناسب مرضى فيروس كورونا، ومنهم من يقدم جميع المستلزمات لعمل الوجبات، من خضراوات، وفاكهة ولحوم، وعسل نحل.
‏‎أوضحت أن الهدف من تلك المبادرة بعد زيادة أعداد المصابين المعزولين منزليًا، فكرنا أنهم لا يستطيعونالوقوف لساعات طويلة لتجهيز الطعام وهم مصابون ويتناولون برتوكول العلاج، الذي يحتاج إلى راحة شاملة ووجبات صحية غذائية، ومن هنا جاءت فكرة المبادرة.
‏‎دعم نفسي لمرضى كورونا
‏‎لم تقتصر المبادرة على تجهيز وتقديم الوجبات الصحية الجاهزة للمصابين وغير القادرين، وتوفير أدوية للمصابين، بل تشمل الدعم النفسي لمصابي كورونا سواء المعزولين منزليًا، أو داخل مستشفيات العزل. أوضحت أن المبادرة لم تقتصر فقط على تقديم الوجبات، ولكن نقدم دعم نفسي لمصابي كورونا، من الضروري جدًا يشعر مصاب كورونا بوجود أناس حوله تخاف عليه، ودائمًا بجواره وسند له، حتى يخرج من هذه الأزمة بسلام.
‏‎رحلة طبيبة شابة داخل مستشفيات العزل
‏‎أشارت إلى أنه كانت البداية بتقديم الوجبات للمعزولين منزليًا فقط، وعندما بدأت المبادرة تنتشر وينضم لها عدد كبير، بدأنا نقدم وجبات للمعزولين داخل مستشفيات العزل بالفيوم، وبدأنا في تجهيز وجبات خفيفة "سناكس"، مع وجبات صحية، وبالفعل خوضنا رحلة داخل مستشفيات العزل مع الالتزام بكامل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، نحرص بشكل أساسي على ارتداء بدل العزل الوقائية أثناء الزيارات، حتى لا يصيب أحد من الفريق.
‏‎عبرت عن سعادتها: "الحمد لله محدش اتصاب نهائي من أعضاء المبادرة حتى الآن ومن هنا قدمنا لهم الدعم النفسي، حيث استقبل المصابون فكرة المبادرة بفرحة غمرت قلوبهم، واسعدتهم كثيرًا بوجودنا بجانبهم، والتفكير والاهتمام بهم في ظل الأزمة، وبالفعل المبادرة فرقت معنويًا مع المصابين".
‏‎لفتت صاحبة المبادرة، إلى مشاركة مطاعم، وأصحاب شوادر، و"سيدات بيوت"، في المبادرة، سيدات جهزن 30 وجبة في اليوم، و50 وأكثر، مناسبة صحيا، بالإضافة إلى توفير عصائر وفاكهة، وتدوين عبارات على الوجبات فرقت نفسياً ومعنوياً مع المرضى.
‏‎أشارت إلى انه تم  توفير أسطوانات أكسجين للحالات المحتاجة، موضحة أن شباب الجامعات تواصلوا معنا في فترة تعليق الدراسة داخل الجامعات للتطوع في تغليف وتوصيل الوجبات، وحرصنا عليهم أن ينتبهوا لأنفسهم جيداً والأخذ في الاعتبار، الإجراءات الإحترازية الوقائية من الإصابة.
‏‎رد فعل مصابي كورونا
‏‎أما عن ردود أفعال المصابين بهذه المبادرة، تقول الدكتورة رنا، رد فعل مصابي كورونا أسعدني وفرحني كثيرا، أننا قدمنا لهم شيئا أسعدهم حتى ولو كان بسيطا، حيث كانت ردودهم" أقرب الناس لينا وأقاربنا ومعارفنا معملوش معانا كده".
‏‎توصيل الوجبات للمصابين 
‏‎عن توصيل الوجبات للمعزولين، كان بالتواصل مع الأسر في سرية تامة بترك الوجبات أمام المنازل أو مقابلة معارف لهم لترك الوجبات معهم، كنا حريصين جيدا على صحة المتطوعين. 
‏‎أصعب مواقف المبادرة 
‏‎تروي صاحبة المبادرة، أصعب المواقف التي مرت عليها في المبادرة، مع مصابي فيروس كورونا المستجد، تقول، "أثر فيّ جيدا تجنب بعض الناس للمصابين، والابتعاد عنهم تماما، وكنت أسمع عن البعض ينبه على محدش يزور هذا البيت، متواجد فيه إصابات، محدش يقرب من المكان ده فيه مصابين كورونا،  تأثرت بالفعل من هذه المواقف المؤلمة تجاه المصابين، ومن هنا جاءت فكرة المبادرة، وقررنا أن يكون لنا دوراً إيجابياً في أزمة كورونا، من خلال دعمهم، لإن أولى شروط بروتوكول العلاج، غذاء المصاب صحيا جيدا، مع راحة شاملة".
‏‎تتابع: "من هنا انطلقت المبادرة، بتوفير التغذية اليومية، لتوفير المجهود على مصابي كورونا من المعزولين منزليا أولاً، فقررنا في البداية، نوفر "طلباتهم من الشارع"، كانت البداية توصيل "شنط غذائية"، في أول يوم من المبادرة، فهم لا يستطيعون التحدث مع أحد لشراء طلباتهم واحتياجاتهم من خارج المنزل، وكنا ثلاثة أعضاء فقط في البداية،ثم بدأنا بعد ذلك في توسيع المبادرة، بتجهيز الوجبات "المطبوخة" صحيا تناسب مرضى فيروس كورونا.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟