03:42 pm 09/01/2021
| منوعات
| 1665
على بعد أمتار قليلة من الحدود المصرية الليبية، توجد مجموعة من الأشخاص الذين يرتدون ملابس ثقيلة تحميهم من قسوة برد يناير، بينما ينتشرون على رقعة واسعة من الأرض، ليبحثوا بكل دأب عن نبات ينتظرون خروجه العفوي من باطن الأرض كل عام، دون زراعة أو أي مجهود فلاحي مسبق، إنه نبات الترفاس "مغنم أهل الصحراء".
الشيخ عبد المعطي سنوسي من أهل مطروح (شمال غربي مصر) يروي لموقع "سكاي نيوز عربية" قصة الترفاس، وطريقة جمع أبناء مطروح له من الصحراء، فيقول: "ينمو هذا النبات مع هطول الأمطار في شهر سبتمبر من كل عام، فإذا كان معدل الأمطار جيد خلال هذا الشهر، يكون هناك إنتاج من الترفاس".
وتبدأ الرحلة بالحصول على تراخيص من حرس الحدود المصري؛ حيث يتم التخييم في الصحراء لمدة ثلاثة أيام، لتبدأ رحلة البحث بجوار الحدود الليبية.
وبحسب سنوسي، فإن البحث يستهدف الحصول على نوعين من الترفاس، أحدهم أحمر والآخر أبيض يطلقون عليه "زبادي".
ويوضح الرجل أن الترفاس لا يمكن لأحد زراعته، لأنه لم يتم التوصل إلى "التقاوي" الخاصة به، فكل ما يعرفون عنه أنه يخرج هكذا في الصحراء بتدابير ورعاية إلهية، ويأتون لحصاده خلال شهري يناير وفبراير من كل عام.
ويلفت سنوسي إلى أن أسعار هذا النبات متفاوتة، وتصل إلى 400 جنيه (25 دولار أميركي) للكيلوغرام، ويقبل على شرائه أهل الخليج بكثافة، وأحيانا قد يدفعون فيه مبالغ أكبر من المعتاد.
ومن الفوائد الشائعة للترفاس، أنه يستخدم باعتباره مقويا جنسيا، إضافة إلى بعض الاستخدامات الطبية لعلاج التهابات العيون بعد استخراج الماء الذي بداخله، بتعريضه للنار، وفقًا لحديث سنوسي.
في ميزان العلم
من جانبه، يكشف الشق العلمي لهذا النبات النادر، مؤسس بنك الجينات الوراثية النباتية في مصر، الدكتور إسماعيل عبد الجليل، قائلًا إن الترفاس يعرف بأسماء عديدة، ويطلق عليه في مطروح "الكمأة" أو "الفقع".
ويضيف عبد الجليل لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الترفاس نوع من أنواع الفطريات البرية التي تنمو في المناطق المطرية، خاصة المصحوبة أمطارها بالبرق والرعد، مشيرا إلى أن هناك علاقة بين الشحنات الكهربية الناشئة عنها ونمو الفطر في باطن الأرض الرملية بعمقٍ يتراوح من 5 إلى 15 سم.