01:05 pm 09/01/2021
| رأي
| 2653
إستيقظت كعادتي كل يوم في تمام الساعة السادسة صباحاً تلميذة مُچدة في مدرسة الحياة.
قرأت وردي اليومي وقدمت كل فروض الولاء و الطاعة مِن إيقاظ لمدرسة و چامعة وعمل و أعطيت إشارة البدء لوزارة تمويني لإعداد مقرر الساندويتشات لكل مواطن من شعب بيتي وقُدت طائرتي الحربية الزنانة المتنقلة بين الغُرَف و المُحمَلة بقذائف صوتي الرنان ، و ما إن اِصطف طابور جيشي للخروچ إلى ساحات القتال كُل في مچاله حتى ذهبت أنا إلى تليفوني المحمول لمطالعة أخر الرسائل قبل البدء في عملي ال On line
وإذا بي أكتشف إرسال مدرسة أبنائي لخطاب (إيميل) طويل عريض مُنمق مُزين لإخبارنا بضرورة الحضور لإچتماع مناقشة حيثيات و أبعاد و أطراف و ....و ..... الفصل الدراسي الثاني (من الأخر عايزين المصاريف...)
تأملت هذا الإيميل وقررت أن أُناقش أمره مع زوچي حين رچوعه مساءاً وذهبت إلى السباحة في بحر ال On line
چاء المساء و چاءت شهرزاد لتسرد الكلام المُباح لشهريار
-"محمد ركز معايا شوية فيه إيم......"
-"لوسمحت ياسمر ممكن كمان شوية" ألقى چُملته دون أن يحاول رفع عينيه عن شاشة تليفونه المحمول
فخچلت من ذاتي لعدم مراعاتي أن يكون زوچي الغالي مهموم بأمر على هاتفه يخُص عمله فإعتذرت له و ما إن هممت بالوقوف حتى سمعته يقول -"ياشيخ حرام عليك حاتخسرني الgame كش ملك إيه يامفتري..."
وإذا بي أقف منتصبة هاتفة هتافات مدرجات إستاد التتش-"وحياة كل الغاليين لهوا ده ماتش شطرنج ياغالي؟؟؟؟؟؟ "
-"ياسمر الدور صعب بألاعب واحد من أمريكا وقربت أرفع علم مصر"
-"و أنا قربت أرفع الراية السودا على شط بحر حبك يابطل الأبطال
أنا عايزاك في إيميل مخصوص مدرسة الولاد بعتته وعايزين المصاريف ياأبو العيال"
-"حاضر حاضر
سمر شدي كرسي وتعالي اتفرجي وشوفي إنجازات جوزك العالمية في اللعب"
(سمعت كلام جوزي وشديت كرسي وحدفته على خيبتي ومشيت)
وأرسلت الرد للمدرسة بصوت زوچي الغالي "حاضر حاضر"، وتم سحب المبلغ مع تحيات أبو العيال.
وبعد يومين كنت أحمل تليفوني للرد على إستفسارات بعض أولياء الأمور-كوني رئيسة قسم في مدرسة-وهاأنا منهمكة غاية الإنهماك وإذا بزوچي الغالي يأتي نحوي مسرعاً عابس الوچه وبنبرة غاضبة يخاطبني
-"سمر إنتي سحبتي مبلغ من الحساب بإسم المدرسة صح ؟إيه الحكاية؟ وإزاي ماأعرفش التفاصيل؟"
-"دي مصاريف التيرم التاني المدرسة طلبتها وانا قلتلك....ماتش الشطرنج لو تفتكر"
چاء ردي دون رفع عيني لعينيه وإستمراري في النظر إلى شاشة هاتفي كوني مشغولة بالرد على أمور عملي
-" ياريت بس تبصيلي وإنتي بتكلميني شيلي عينك من التليفون و إهتمي بكلامي شوية
من إمتي.................."
تركت زوچي يسير في طريق عتابه و ذهبت أركض وراء خيالي في أمر يتكرر في كل بيت و في كل لحظة
"تبادل الكراسي"
ماأفعله أنا اليوم كنت فاعله أنت أمس و رد فعلك ما هو إلا نسخة مطبوعة من رد فعلي
فلماذا إذن الإختلاف ، لماذا لا يري كل طرف ذاته بعيون الآخر ؟؟؟؟؟
وإذا بچملة أمي الغالية - ولطالما سمعتها طوال سنين تزهيري في بستان خير أبي - تهتف بداخلي وبلهچتها الغزاوية :
" حِطي يابنتي حَالِك مكان التاني اذا اتصرفتي مِتله ما تلوميه "
أصبتي ياإمي و أوچزتي فأنچزتي
شد كرسي وأقعد مكاني