08:35 pm 17/12/2020
| رأي
| 2099
إنه يوم مُراچعتي الدورية لطبيبي كوني مريضة قولون عصبي، تحادثت مع عيادته كالعادة و إذا بمُساعِدَته تُخبِرُني بأن - إستثناءاً -هذة المراچعة ستكون في المستشفى لإنشغال طبيبي بعدد عمليات، وبالفعل ذهبت في الموعد وتم إخباري بالإنتظار مدة نصف ساعة فقط حتى يَفرُغ طبيبي مِن العملية.
ذهبت إلى ساحة الإنتظار العامة بالمستشفى ولم أكِد أچلس حتى راعَني صوت رچُل منفعل قفز كالرعد بداخلي
-"ماكفاية أه ياشيخة ، مِن ساعة مانزلنا وإنتي أكلتي وداني بأه بتاعتك"
-" أسفة ياكريم بس إيدي وجعاني جداً مش قادرة إيدك كانت تقيلة "
-" ماكانتش ماسكة إيد مسكتهالك وبعدين حَد قالك تعصبيني إنتي عارفاني لما أتعصب بأنسى نفسي و....."
-" خلاص ياكريم أنا أسفة (ألم كسر صوتها أشد مِن ألم كسر يدها )
⁃ " ولا يهِمِك وشكلها كدة مش كَسر و دِيتها جبيرة حصل خير ....."
" دِيتها جبيرة ؟؟؟؟؟؟؟ " لم أدري إلا و صوتي يعلو بتكرار هذا المقطع من الحوار حتى أني خَشيت أن يتم سماعي مِن قِبَل هذا المدعو "كريم".
خطفت نفسي سريعاً إلى مقعد بعيد عنهم كي أخلو بها فقد هالها ما سَمِعَت "ديتها جبيرة"
ولم تَكُف نفسي عن سؤالي : هل حقاً ديتها جبيرة؟ و هل هذة الچبيرة لعَظْمٍ أم لِنَفْسٍ ؟
وچاءني الچوابُ سريعاً :
"كريم" يخرُچ من غُرفة الكشف طاووساً مزهواً بنفسهِ و خلفه تلك المكسورة الخاطر مچبورة اليد، ثم يقف فچأة - ماسكاً يدُها السليمة - مبتسماً قائلاً :
" مش قلتلك ياشيخة ديتها جبيرة "
و أمسكت أنا بيد نفسي - في طريقي إلى طبيبي الذي فَرُغ من العملية - قائلة لها :
" حقاً أن الچَبيرة ليست لعظامٍ تُكسَر و لكن لنفوس تُقهَر "
أنعم الله عليّ و عليكم بنعمة چَبر الخواطر