الكاتب : د أحمد هندي |
01:38 pm 15/12/2020
| رأي
| 3238
دراسة السلوك الأنساني من الضروريات التي لا غني عنها لإستيعاب كيفية التعامل مع العنصر البشري ، من خلال معرفة الحالة السلوكية للأفراد أو المجموعات خلال أداء العمل بطريقة علمية صحيحة .
وتذهب أدبيات إدارة الأعمال إلي ضرورة إجراء أختبارات نفسية لكل مسئول عن مجموعة عمل من الأفراد ، وذلك للكشف عن القدرات الخاصة لكل مسئول عن الموارد البشرية .
ضرورة معرفة التفكير البشري للمسئولين بما فيها السلوك الأدراكي ، والتقييم النفسي ، والتعلم، والتطوير ، ضرورة لاغني عنها لكل شخص مرشح لشغل وظائف الإدارة العليا التنفيذية ، وكيفية تعامله مع المواقف الطارئة التي من الممكن حدوثها أثناء أداء العمل ، من أجل تكوين صورة كاملة متكاملة عن شاغلي تلك الوظائف ، ومدي قدرتهم علي اتباع برامج التطوير والتحديث، وكيفية أتباع طرق التحفيز للأستفادة القصوي في زيادة الإنتاج ، وتحقيق معدلات نمو مرتفعة ، وتحقيق مستويات من الأنجاز غير مسبوقة .!
فكل منصب تنفيذي وأشرافي لدرجات الإدارة العليا بكافة وزارات الدولة ومايتبعها من هيئات ومصالح وأجهزة ووحدات إدارية ، له متطلبات نفسية علي حسب توصيفها ، وذلك لدعم قدرة الإنسان علي الإنتاج من خلال معرفة تكوينه النفسي ، واختيار القيادات لتلك الدرجات التي تتفق وقدراتهم الشخصية والنفسية .!!
هناك العديد من العاملين بالموارد البشرية يعانون أثناء أداء أعمالهم ، من قيادات تنفيذية أشرافية ليس لديهم ثبات أنفعالي ، أو أتزان نفسي ، سواء في صورة التعنت في إصدار الأوامر والتعليمات ، أو الغلظة والقسوة في التعامل بلا سبب ، أو التعالي والأحتجاب عن مجموعات العمل بسبب النشوة الكاذبة التي يعيشها ، بل هناك بعض النماذج يصل بها الأمر إلي حد التطاول باللفظ ، وأستخدام صلاحيات وامتيازات الدرجة الوظيفية ،ليثبت أنه الحاكم بأمر الله ، بل وأستخدام سلطته التقديرية للتنكيل وهي ما يعني أهتزازه النفسي بل هناك من يصاب برعشة اتخاذ القرار !
ويروى كثيرا عن نماذج لاتتمتع بالسلام النفسي ، وروح المحبة والأخاء والتعاون المشترك لإنجاز المهام من أجل الأرتقاء بالعملية الإنتاجية ، بل أن بعض النماذج بطبيعتها لاتري مابين أيديهم لتجدهم ينظرون إلى ماعند غيرهم من روح المودة والمحبة والتسامح والسلام النفسي ، لذلك تهفو أرواحهم وتتمني الضرر لهم ، بل أن هناك حالات تفشل فشلا ذريعاً في خلق بيئة عمل تشجع علي الأرتقاء وزيادة الإنتاجية .!!
هل السبب في ذلك هو نسيان معاني الأخلاق ، ونسيان صدق الحوار ، ونسيان التعبير الصادق ؟؟
بل التعبير يكون بالأبتسامات الصفراء ، والخبث ، إلا أن النفس البشرية بطبيعتها قابلة للأرتقاء ، والتربية والتهذيب الحسن للأخلاق ، لإصلاح النفس ، وبالتالي يجب خضوع كافة القيادات التنفيذية العليا قبل شغل تلك الوظائف لأختبارات القدرات النفسية .!
فكل وظيفة عليا لها متطلباتها النفسية التي يمكن الوصول إليها من خلال الأختبارات ، والأجابة علي الأسئلة الجوهرية الخاصة بكل وظيفة ، وذلك لتحديد القدرات الخاصة بالضبط والفهم والتنبؤ ، وهو ماقام به الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بعد الحصول علي إذن وزير الدفاع بخضوع القيادات المؤهلة لشغل وظائف الإدارة العليا التنفيذية للأختبارات النفسية بمركز الشئون النفسية للقوات المسلحة !!
والخضوع لتلك الاختبارات يعني افراز قيادات من الأسوياء ، من خلال مراجعة طرق التفكير وكيفية التعامل ، والاحساس والشعور بالمسؤولية ، ومعرفة مدي الأنتماء والولاء والإخلاص للوطن ..وبالتالي يتم استبعاد العناصر الغير صالحة الذين يكرهون الآخرين ، وأنتقاء العناصر المحبة المخلصة التي تتمتع بالثبات والسلام النفسي مع الجميع ، لأن الطرق التقليدية للأختيار لم تعد صالحة لهذا الزمان بعد أن ساهمت في افراز قيادات تمثل حمل ثقيل علي السلطة العليا المختصة ، بخلق صورة سيئة السلطة العليا المختصة بالأختيار ،( شوفت اخرة الوسايط والمحسوبية والمحاباة واستغلال النفوذ ، المعتوه ، والجاهل ، والمتخلف ، والمصاب بجنون العظمة ) ..لأن معيار الكفاءة والخبرة العملية لم يعد له وجود سوي في القانون واللائحة أما التطبيق العملي بيئة عمل مختلة نفسياً ، والخضوع للأختبارات النفسية وأجتيازها ضرورة ويجب أن يكون شرطا أساسيا لشغل وظائف الإدارة العليا التنفيذية ، وهو ما يساهم في تحقيق العديد من الإنجازات واهمها بيئة عمل صحية من الناحية النفسية ، تضاف إلي الإنجازات التي تم تحقيقها من أجل المصلحة العامة للجميع .