هذه صورة يجب ألا تمر دون تعقيب، أو الوقوف عندها.. ربما لأننا لم نتعوّد أن نراها.. ولكننى أراها تعبر عن وفاء يجب أن ندعمه ونشجع عليه.. صورة تم نشرها يوم الأحد الماضى.. هى صورة يتوسطها وزير البترول المهندس طارق الملا وحوله أربعة وزراء سابقون للبترول، وذلك خلال افتتاح وزير البترول الحالى - طارق الملا - للمركز القومى للتحكم فى الشبكة القومية للغازات.. وقيمتها أننا نراها للمرة الأولى.. وكم نتمنى أن تتكرر فى كل أعمالنا.. فالوزير الحالى يتوسط أربعة وزراء سابقين للبترول، أولهم المهندس سامح فهمى، وهم: عبدالله غراب، وأسامة كمال، وشريف هدارة، فيما يمكن أن نعتبره عملية تكريم للوزراء الأربعة السابقين.. ومعناها عندى أننا- ربما للمرة الأولى- نرى وزيرًا حاليًا يقوم بتكريم من سبقوه فى نفس الموقع، اعترافًا بفضلهم وبما سبق أن قدموه للوطن.. وهى عندى تؤكد أن أى عمل هو عمل مستمر، فلا شىء يأتى من فراغ، وهو أيضًا نوعٌ فى الوفاء والاعتراف بجهد كل السابقين.. بل عرفت أن الوزير الحالى المهندس طارق الملا تحدث بكل الود والاحترام عن وزراء البترول الذين رحلوا، وفى مقدمتهم الكيميائى عبدالهادى قنديل والدكتور حمدى البنبى، وهذا سلوك لم نتعود عليه.. حتى جاء المهندس الملا ليذكرنا بكل من أضاف ولو لبنة فى هذا القطاع الحيوى.. وكأن الوزير الحالى يريد أن يرسّخ هذا السلوك فى كل قطاعات العمل.. وهو بلا شك عمل ريادى وسلوك حضارى واعتراف بدور كل وزير سابق. وإذا كنا لم نسمع بمثل هذا السلوك الحضارى من قبل، ولم نسمع عن وزير حالى قام بتكريم من سبقه.. ولا رئيس حالى للوزراء قام بتكريم من سبقوه من رؤساء سابقين للحكومة.. أليس ذلك أمرًا نذكره للوزير الحالى للبترول يستحق الشكر؟!، بل ترسيخ هذا السلوك وهو يقول لكل وزير من السابقين كلمة شكر وتقدير واعتراف بالجهد. هى فعلًا صورة لم نتعود عليها.. ولكنها تعبر عن سلوك يجب أن يسود.. ويجب أن نشجع على تكراره وأن نرى صور الوزراء السابقين.. بل تعودنا ألا ترى عيوننا صور أى وزير سابق، ليعيشوا فى الظل وكأنهم لم يقدموا للبلاد أى جهد يجب أن نشكرهم عليه.

■ ■ إن أى مسؤول ساهم بجهد- ولو بسيط - يجب أن نشكره عليه.. ويجب أن نشكر وزير البترول الحالى على هذه الخطوة التى يجب أن تتكرر فى كل قطاع من قطاعات الدولة.. فهذا ما يجب أن يسود.. وهو سلوك حضارى نتمنى أن نراه فى حياتنا.. لأنه يعنى أن يقول شكرًا لكل من ساهم وقدم جهدًا.. شكرًا مهندس طارق الملا .